ملخص
دعا ترمب الأردن ومصر مرة أخرى إلى استقبال سكان غزة، قائلاً إن الفلسطينيين هناك ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع الساحلي في أثناء إعادة بنائه بعد حرب طاحنة بين إسرائيل و"حماس" استمرت نحو 16 شهراً. لكن هذه المرة قال ترمب إنه سيدعم إعادة توطين الفلسطينيين "بشكل دائم"، متجاوزاً اقتراحاته السابقة التي رفضها الزعماء العرب بشدة بالفعل.
تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة المدمر بسبب الحرب بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصادياً وتحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بينما اعتبر القيادي في حركة "حماس" سامي أبو زهري أن تصريحات الرئيس الأميركي عن الرغبة في السيطرة على غزة "سخيفة وعبثية، وأي فكرة من هذا النوع يمكنها إشعال المنطقة.
كما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس صباح الأربعاء إلى العاصمة عمان حيث سيلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وأكد مصدر في مكتب عباس وصوله إلى الأردن "وأنه سيلتقي العاهل الأردني" دون تحديد المواضيع التي سيتم بحثها.
في المقابل، توجه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى القاهرة أمس الثلاثاء لتنسيق خطط إغاثة قطاع غزة، وذلك إثر تشكيل السلطة في رام الله لجنة حكومية فلسطينية أمس لإدارة القطاع، بينما صرح وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي أنه "يتعين المضي قدماً فى مشروعات وبرامج التعافى المبكر وإزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة دون خروج الفلسطينيين من غزة".
كما قال وزير الخارجية التركي رداً على سؤال عن تصريحات ترمب إن "هذا غير مقبول"، فيما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الأربعاء، إن القيادة الفلسطينية "ترفض تهجير الشعب الفلسطيني". وأضاف الشيخ في تصريح عبر حسابه على إكس، "القيادة الفلسطينية... تؤكد رفضها لكل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من أرض وطنه. هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى. ونثمن الموقف العربي الملتزم بهذه الثوابت".
رفض غربي
من جهتها، اعتبرت الخارجية الفرنسية أن "مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة بل في إطار دولة مستقبلية تحت رعاية السلطة الفلسطينية". كما صرح وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، أنه يجب أن يكون الفلسطينيون قادرين على "العيش وتحقيق الازدهار" في غزة والضفة الغربية.
ورفض وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اليوم الأربعاء اقتراح ترمب إعادة توطين سكان غزة في أماكن أخرى والسيطرة على القطاع لإنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط". وقال ألباريس للصحافيين "أريد أن أكون واضحا للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض الفلسطينيين سكان غزة ويجب أن يبقوا فيها". وأضاف "غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها".
الصين وروسيا تعارضان
إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان خلال مؤتمر صحافي دوري "لقد أكدت الصين دائماً أن الحكم الفلسطيني على الفلسطينيين هو المبدأ الأساس لحكم غزة بعد الحرب، ونحن نعارض الترحيل القسري لسكان غزة".
من جهته، صرح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الأربعاء إن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين.
وشدد بيسكوف على موقف موسكو بأن السبيل الوحيد لحل الصراع في الشرق الأوسط هو إنشاء دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل. وقال للصحافيين، "هذه هي الفرضية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذي الصلة، وهذه هي الفرضية التي تتوافق عليها الغالبية العظمى من البلدان المعنية بهذه المشكلة. ننطلق منها ونؤيدها ونعتقد أن هذا هو الخيار الوحيد الممكن". وأضاف بيسكوف أن فكرة ترمب بشأن إعادة التوطين قوبلت بالرفض من قبل العواصم العربية الكبرى.
في المقابل، تعهد الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الأربعاء العمل على "دفن" فكرة الدولة الفلسطينية "الخطيرة بشكل نهائي". وأضاف سموتريتش في كلمة مصورة عبر حسابه على تلغرام، أن "الخطة التي قدمها الرئيس ترمب أمس (الثلاثاء) هي الرد الحقيقي على السابع من أكتوبر/ تشرين الأول".
القيادة الفلسطينية تؤكد على موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للامن والاستقرار والسلام . وتؤكد رفضها لكل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من ارض وطنه . هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا سنبقى.ونثمن الموقف العربي الملتزم بهذه الثوابت .
— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) February 5, 2025
ومن شأن موقف ترمب أن يضرب عرض الحائط بالسياسة الأميركية المستمرة منذ عقود تجاه الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
وكشف ترمب عن خطته المفاجئة من دون تقديم تفاصيل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر بنيامين نتنياهو.
وجاء الإعلان في أعقاب اقتراح ترمب الصادم، أمس الثلاثاء، بإعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم من قطاع غزة في دول مجاورة، ووصف القطاع بأنه "موقع هدم".
وقال ترمب للصحافيين، "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعملنا معه أيضاً. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطرة والأسلحة الأخرى في الموقع".
وأضاف ترمب، "إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به".
وعندما سُئل عمن سيعيش هناك، قال ترمب إنها قد تصبح موطناً "لشعوب العالم"، وتوقع أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".
"تغيّر التاريخ"
من جهته قال نتنياهو، إن ترمب "يفكر خارج الصندوق بطرح أفكار جديدة.. يظهر استعداداً لنسف التفكير التقليدي". وعدَّ أن خطة ترمب للسيطرة الأميركية على قطاع غزة يمكن أن "تغيّر التاريخ". وقال نتنياهو في المؤتمر الصحافي مشترك بالبيت الأبيض، "من الجدير الاهتمام بهذه" الفكرة، مضيفاً أنها "يمكن أن تغيّر التاريخ".
لكن ترمب لم يرد بشكل مباشر على سؤال عن كيف ستستطيع الولايات المتحدة الاستيلاء على أرض غزة على المدى الطويل وتحت أي سلطة يمكنها فعل ذلك.
وقال، "أتوقع ملكية طويلة الأمد، وأرى أن ذلك سيجلب استقراراً كبيراً لهذا الجزء من الشرق الأوسط"، مضيفاً أنه تحدث إلى زعماء المنطقة وأيدوا الفكرة. وأضاف ترمب، "لقد درست هذا الأمر عن كثب على مدى أشهر عديدة"، قائلاً إنه سيزور غزة، لكن من دون أن يحدد الموعد.
استقبال سكان غزة
ودعا ترمب الأردن ومصر مرة أخرى إلى استقبال سكان غزة، قائلاً إن الفلسطينيين هناك ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع الساحلي في أثناء إعادة بنائه بعد حرب طاحنة بين إسرائيل و"حماس" استمرت نحو 16 شهراً.
لكن هذه المرة قال ترمب، إنه سيدعم إعادة توطين الفلسطينيين "بشكل دائم"، متجاوزاً اقتراحاته السابقة التي رفضها الزعماء العرب بشدة بالفعل.
ومن المرجح أن يشكل التهجير القسري لسكان غزة انتهاكاً للقانون الدولي، وسوف يلقى معارضة شديدة ليس فقط في المنطقة، وإنما من جانب حلفاء واشنطن الغربيين أيضاً.
"طرد من أرضهم"
واستنكر القيادي في "حماس" سامي أبوزهري دعوة ترمب سكان قطاع غزة إلى مغادرته وقال، إنها "طرد من أرضهم". وأضاف، "نعدها وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة، لأن أهل غزة لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات، والمطلوب هو إنهاء الاحتلال والعدوان على شعبنا".
ولم يقدم ترمب أي تفاصيل عن كيفية تنفيذ عملية إعادة التوطين، لكن مقترحه يوافق رغبات اليمين المتطرف في إسرائيل ويتناقض مع التزام سلفه جو بايدن عدم النزوح الجماعي للفلسطينيين.
في المقابل، أيد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على ما يبدو خطة ترمب للسيطرة على غزة قائلاً إن القطاع الفلسطيني يجب أن يكون خالياً من حركة "حماس".
وقال روبيو على منصة إكس "يجب تحرير غزة من حماس. ومثلما أشار الرئيس اليوم (أمس الثلاثاء)، فإن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى". وأضاف "هدفنا وغايتنا تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الناس".
Gaza MUST BE FREE from Hamas. As @POTUS shared today, the United States stands ready to lead and Make Gaza Beautiful Again. Our pursuit is one of lasting peace in the region for all people.
— Secretary Marco Rubio (@SecRubio) February 5, 2025
"موقع هدم"
وبعد مضي أسبوعين فقط على بداية فترته الثانية، استضاف ترمب نتنياهو في البيت الأبيض لمناقشة مستقبل وقف إطلاق النار في غزة واستراتيجيات مواجهة إيران.
وجاء اقتراحه حول غزة بعد أسبوعين محمومين في منصبه تحدث خلالهما ترمب عن استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند، وحذر بنما بشأن طريقة تعاملها مع قناة بنما، وأعلن أن كندا يجب أن تكون الولاية الأميركية الـ51.
وقال للصحافيين قبل قليل من وصول نتنياهو، "إنها منطقة هدم خالصة. إذا تمكنا من العثور على قطعة الأرض المناسبة، أو قطع كثيرة من الأرض، وبناء أماكن جميلة عليها مع وجود كثير من المال في المنطقة، فهذا أمر مؤكد. أعتقد أن هذا سيكون أفضل بكثير من العودة إلى غزة".
وحين سئل عن رد فعل الزعماء الفلسطينيين والعرب على اقتراحه، قال ترمب "لا أعرف كيف يمكن لهم (الفلسطينيون) أن يرغبوا في البقاء".
وفي وقت لاحق، أدلى ترمب بتصريحات مماثلة ونتنياهو إلى جواره في المكتب البيضاوي، لكنه اقترح أن يغادر الفلسطينيون غزة إلى الأبد "في منازل جميلة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتعرضون لإطلاق النار والقتل". وقال "إنهم لن يرغبوا في العودة إلى غزة".
"رمز للموت والدمار"
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثاتهما، أكد ترمب اقتراحه، ووصف قطاع غزة بأنه "رمز للموت والدمار" منذ فترة طويلة، وقال إن الفلسطينيين هناك يجب إيواؤهم في "مناطق مختلفة" في بلدان أخرى. وقال، إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، و"تهدمه" وتوجِد تنمية اقتصادية، لكنه لم يذكر كيف.
وطرح ترمب الذي عمل في تطوير العقارات قبل دخوله عالم السياسة، رؤية متفائلة لاستيلاء الولايات المتحدة على غزة بينما تجنب الخوض في تفاصيل عن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الجيب وتأمينه.
وكان غامضاً أيضاً في شأن المكان الذي سيذهب إليه السكان الفلسطينيون في غزة، قائلاً إنه واثق من أن مصر والأردن ستستقبلان كثيراً منهم، رغم رفض البلدين بالفعل للفكرة.
وأشاد ترمب بالشريط الساحلي الضيق، قائلاً إن لديه إمكانات لأن يكون "ريفييرا الشرق الأوسط". وتسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب هجوم "حماس" عبر الحدود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في تسوية مساحات كبيرة من القطاع بالأرض.
ولم يناقش نتنياهو الذي أشار إليه ترمب عدة مرات بلقبه "بيبي"، الاقتراح بعمق بخلاف الثناء على الرئيس الأميركي لاتباعه نهجاً جديداً. وشبه بعض المدافعين عن حقوق الإنسان اقتراح ترمب بـ"التطهير العرقي".
من جانبه قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن ترمب وقع أوامر بإعادة إمداد الإسرائيليين بالذخيرة. وأضاف، أنه بعد تصريحات ترمب أن الرئيس الأميركي يخبر الشرق الأوسط بأن غزة ربما تكون غير صالحة للسكن لمدة تتراوح بين 10 و15 عاماً.
الضفة الغربية
وقال الرئيس الأميركي، إنه لم يتخذ موقفاً في شأن سيادة إسرائيل على الضفة الغربية وسيعلن عن ذلك في الأسابيع المقبلة.
وأضاف أنه تحدث إلى زعماء آخرين في الشرق الأوسط في شأن اقتراحه بنقل الفلسطينيين من غزة. وأشار إلى أن الزعماء الآخرين راقت لهم الفكرة التي رفضها الفلسطينيون في السابق.
وهذا أول اجتماع لترمب مع زعيم أجنبي منذ عودته إلى منصبه في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي، ويستهدف إظهار العلاقات الوثيقة بين الرئيس الأميركي ونتنياهو بعد فترة من العلاقات المتوترة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وبايدن بسبب طريقة تعامل إسرائيل مع الحرب في غزة.
لكن نتنياهو قد يتعرض أيضاً لضغوط من رئيس أميركي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته أحياناً ولا تتطابق أهدافه السياسية الأوسع نطاقاً في الشرق الأوسط دائماً مع مصالح نتنياهو المحلية والجيوسياسية.
"احترام" رغبة الفلسطينيين بالبقاء في غزة
من جانبه، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن على زعماء العالم وشعوبهم احترام رغبة الفلسطينيين بالبقاء في غزة، وذلك بعد أن أعرب الرئيس ترمب عن اعتقاده بأنه ينبغي إعادة توطين سكان القطاع في مكان آخر "بشكل دائم".
وصرح رياض منصور "وطننا هو وطننا، وإذا دمر جزء منه، قطاع غزة، فإن الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه، مضيفاً، "أعتقد أن على القادة والناس احترام رغبة الشعب الفلسطيني". ولم يذكر منصور ترمب بالاسم في مقر الأمم المتحدة، لكنه بدا وكأنه يرفض مقترح الرئيس الأميركي. وقال السفير الفلسطيني، "بلدنا ووطننا" هو "قطاع غزة"، مضيفاً "أنه جزء من فلسطين".
ولفت إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين يريدون إرسال الفلسطينيين، "إلى مكان سعيد وجميل، دعوهم يعودون إلى منازلهم الأصلية داخل إسرائيل، يوجد هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بالعودة إلى هذه الأماكن".
وقال منصور، "في يومين، في غضون ساعات قليلة، عاد 400 ألف فلسطيني إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة مشياً على الأقدام". أضاف، "أعتقد أنه يجب علينا أن نحترم اختيارات ورغبات الشعب الفلسطيني، وهذا الشعب في النهاية سوف يقرر مصيره بنفسه".
أستراليا: نؤيد حل الدولتين
بدوره، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، اليوم الأربعاء، إن حكومته تؤيد حل الدولتين في الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب إعلان ترمب المفاجئ عزمه تولي السيطرة على قطاع غزة.
وأضاف ألبانيزي في مؤتمر صحافي، "موقف أستراليا هذا الصباح هو نفسه ما كان في العام الماضي". وأردف قائلاً، "الحكومة الأسترالية تؤيد حل الدولتين".
الشرق الأوسط في منعطف حرج
يتزامن اجتماع ترمب ونتنياهو مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" حول المرحلة الثانية المحورية من اتفاق وقف إطلاق النار ومبادلة الرهائن بسجناء، وهي مرحلة يعتقد خبراء كثيرون أنها ستواجه عراقيل كثيرة.
وتمر المنطقة بمنعطف حرج في ظل وقف هش لإطلاق النار في غزة وصعوبات تواجه اتفاقاً موازياً مماثلاً بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان ربما ينتهي أجله في الأسابيع المقبلة، إضافة إلى المخاوف إزاء طموحات إيران النووية المستمرة رغم ضعف حالتها.
وفاقمت دعوة ترمب لإعادة توطين سكان غزة التوتر الإقليمي وتُشعر دول كثيرة بعدم اليقين مما تعنيه عودته إلى السلطة بالنسبة لها.
وفي ولايته الأولى، حقق ترمب لنتنياهو سلسلة من النجاحات، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس من تل أبيب وتوقيع اتفاقات "إبراهام" وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
ورغم تشديده على رغبته في إنهاء حروب الشرق الأوسط، لا يزال ترمب مؤيداً قوياً لإسرائيل حليفة الولايات المتحدة، وينسب إليه الفضل في المساعدة في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل و"حماس" في القطاع الفلسطيني حتى قبل عودته إلى البيت الأبيض.
وخلقت طموحات ترمب الإقليمية الأوسع نطاقاً حالاً من عدم اليقين تتعلق بمدى الحرية التي قد يمنحها لنتنياهو. ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي مطالب من أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم الذين يهددون بإسقاط حكومته ما لم يستأنف القتال في غزة وفاء بتعهده بالقضاء على "حماس" المتحالفة مع إيران.
ورغم إبقاء بايدن على الدعم العسكري لإسرائيل بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي دفع إسرائيل إلى الهجوم على غزة، فقد شاب العلاقات توتر في بعض الأحيان بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين وعدم تجاوب نتنياهو مع بعض المطالب الأميركية.
تابعوا آخر التصريحات من هنا: