Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طلقة تحذيرية"... بكين ترد على رسوم ترمب بتحقيق ضد "غوغل"

ردت الصين باستهداف شركات أميركية وفرض رسوم على بعض السلع في خطوة لتجنب التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم

فرضت الصين رسوماً معتدلة بنسبة 10 في المئة على النفط الأميركي والمعدات الزراعية (أ ف ب)

ملخص

بكين تفرض رسوماً بنسبة 15 في المئة على واردات أميركية من الطاقة تقل قيمتها عن 5 مليارات دولار

ردت الصين على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مستهل حربه التجارية باستهداف عدد محدود من الشركات الأميركية وفرض رسوم على بعض السلع الأميركية، في خطوة يبدو أنها تهدف إلى تجنب تصعيد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفرضت بكين رسوماً بنسبة 15 في المئة على واردات أميركية من الطاقة تقل قيمتها عن 5 مليارات دولار، إضافة إلى رسوم معتدلة بنسبة 10 في المئة على النفط الأميركي والمعدات الزراعية، وذلك بعد لحظات من دخول الرسوم الأميركية الجديدة حيز التنفيذ.

وأعلنت الصين عن فتح تحقيق ضد شركة "غوغل" في شأن مزاعم انتهاكها قوانين مكافحة الاحتكار، على رغم أن خدمات البحث التابعة لشركة "ألفابت" المالكة لـ"غوغل" غير متاحة في البلاد منذ عام 2010.

وفي إجراءات أكثر استهدافاً، أدرجت السلطات المالكة لعلامة "كالفن كلاين" شركة (PVH Corp) وشركة التسلسل الجيني الأميركية "إلومينا" (Illumina Inc) على ما يسمى "القائمة السوداء" للكيانات التي قد تؤثر في عملياتها الكبيرة في الصين، وفرضت ضوابط جديدة على صادرات الـ"تنجستن" ومعادن حيوية أخرى تستخدم في صناعات الإلكترونيات والطيران والدفاع.

إلحاق الضرر في جبهات عدة

ويبدو أن استجابة الرئيس الصيني شي جينبينغ جاءت مدروسة بعناية لتجنب تداعيات كبيرة على الاقتصاد الصيني، مع توجيه رسالة إلى ترمب مفادها أن بكين قادرة على إلحاق الضرر في جبهات عدة، بما في ذلك تعطيل سلاسل توريد المعادن الأساس والإضرار بالشركات الأميركية التي لديها عمليات كبرى في البر الرئيس.

هذا النهج الحذر، إلى جانب التكهنات بأن شي قد يتخذ مزيداً من الإجراءات لدعم الاقتصاد الصيني، أدى إلى رد فعل محدود نسبياً في الأسواق، لا سيما مع إشارة ترمب إلى رغبته في التحدث مع الزعيم الصيني قبل سريان الرسوم الجمركية، ومن المقرر أن تدخل الرسوم الصينية حيز التنفيذ في الـ10 من فبراير (شباط) الجاري، مما قد يترك مجالاً للتفاوض.

وقال كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في بنك  ING(آي أن جي)، لين سونغ، في هونغ كونغ لـ"بلومبيرغ"، "يبدو أنها ردود فعل محدودة عند النظرة الأولى"، مشيراً إلى أن الطاقة تمثل نسبة صغيرة من واردات الصين من الولايات المتحدة، لكنه أضاف أن الإجراءات ضد الشركات الأميركية يمكن اعتبارها "طلقة تحذيرية" للشركات التي تعتمد على السوق الصينية.

وارتد مؤشر "هانغ سنغ" للشركات الصينية المدرجة في هونغ كونغ ليحقق مكاسب بنسبة ثلاثة في المئة بعدما هبط في البداية إثر أنباء الرسوم الجمركية الأميركية والإجراءات الصينية المضادة.

أما اليوان الخارجي فظل مستقراً نسبياً بعد تقليص خسائره السابقة، بينما محا الدولار معظم مكاسبه السابقة، وقلصت العملات ذات الروابط التجارية القوية مع الصين، مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي، بعض خسائرها.

وتحركت حكومة شي بسرعة فور دخول الرسوم الأميركية حيز التنفيذ، مما بدد الآمال في إمكان توصل بكين إلى اتفاق لتجنب فرضها، وقبل ساعات فحسب، منح الجمهوريون كندا والمكسيك إعفاء في اللحظة الأخيرة من رسوم بنسبة 25 في المئة بعد محادثات بين القادة.

ووصف الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، ديلان لو، الرد الصيني بأنه "مدروس ومناسب".

وأضاف "يظهر ذلك أن بكين تتخذ خطوات فعلية، من دون أن يكون رد فعلها استفزازياً لدرجة تؤدي إلى مزيد من التصعيد"، مشيراً إلى أن الصين تراقب أيضاً ما فعلته كندا والمكسيك، وتدرك أنها لا تزال قادرة على التوصل إلى تفاهم معين.

التأثير في السلع الأميركية

وتؤثر القائمتان الجديدتان للرسوم الجمركية الصينية على سلع أميركية بلغ إجمالها 13.9 مليار دولار عام 2024، ومن بين هذه السلع ستخضع منتجات بقيمة 9.5 مليار دولار، بما في ذلك الجرارات والمركبات الوظيفية، لرسوم إضافية بنسبة 10 في المئة، بينما ستواجه سلع بقيمة 4.4 مليار دولار، مثل الفحم والغاز الطبيعي المسال، ضريبة إضافية بنسبة 15 في المئة.

ويبدو أن هذه الإجراءات مصممة لتوجيه تحذير إلى ترمب من دون الإضرار بوصول الصين إلى السلع الأساس المهمة، ومع ذلك قد تكون قيود التصدير أكثر تأثيراً في المدى الطويل.

وتعد الصين أكبر منتج لـ"تنجستن" عالمياً، إذ تمثل نحو 80 في المئة من الإنتاج العالمي، ويتميز هذا المعدن بكثافته العالية ونقطة انصهاره المرتفعة، مما يجعله ضرورياً في الصناعات الدفاعية، إذ يستخدم بصورة شائعة في الصواريخ الخارقة للدروع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما شركة (PVH) المالكة للعلامة التجارية "تومي هيلفيغر" فقد خضعت للتدقيق التنظيمي الصيني منذ سبتمبر (أيلول) 2024، بسبب مزاعم بمقاطعتها القطن القادم من إقليم شينجيانغ، على رغم أن البيان لم يشر إلى هذه القضية، في حين تعد شركة "إلومينا" المزود العالمي الرائد في مجال تسلسل الجينات، وتنافس عملاق التكنولوجيا الحيوية الصيني "بي جي آي جينوميكس".

وفرض ترمب خلال عطلة نهاية الأسبوع رسوماً جمركية شاملة على الصادرات الصينية، على أن تدخل حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الثلاثاء في الولايات المتحدة، بحجة ما وصفه بـ"فشل بكين" في منع تدفق المخدرات غير المشروعة، وتضمنت الأوامر بنوداً انتقامية من شأنها رفع التعريفات إذا ردت الصين بالمثل.

وقد يؤدي رد فعل أكثر حدة من بكين إلى تصعيد في العلاقات الأميركية - الصينية، التي كانت قد شهدت استقراراً نسبياً منذ اجتماع الرئيس شي جينبينغ مع الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن في سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وعلى رغم استمرار التوترات حول الوصول إلى التكنولوجيا والنزاعات الإقليمية، استأنفت الدولتان تبادل الزيارات الرفيعة المستوى، وكان شي وترمب أجريا مكالمة هاتفية قبل تنصيب الأخير لمناقشة قضايا التجارة و"تيك توك" ومشكلة مخدر الـ"فنتنيل".

وقال ترمب إن الزعيمين سيتحدثان مجدداً "على الأرجح خلال الساعات الـ24 المقبلة"، لكن بكين لم تصدر أي رد علني على ذلك.

في هذا السياق، قال الزميل غير المقيم في مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي، وين-تي سونغ، إن "حقيقة أن ترمب أشار إلى وجود خط اتصال مباشر مع الرئيس شي تظهر أن الرسوم الجمركية تهدف إلى أن تكون ورقة تفاوضية وليست تغييراً هيكلياً جوهرياً في العلاقات التجارية الأميركية - الصينية... الصين تفهم هذه الرسالة، ولهذا السبب لا تزال العقوبات الانتقامية الأخيرة من بكين انتقائية ومحدودة النطاق".

اقرأ المزيد