Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قضية المخطوفة إليزابيث تسوركوف تعود إلى الواجهة في العراق

هل مؤسسات الدولة متواطئة أم عاجزة عن كشف مصيرها؟

الباحثة الإسرائيلية - الروسية المخطوفة في العراق إليزابيث تسوركوف (أ ف ب)

ملخص

قد تدفع تهديدات صدرت باغتيال قيادات الميليشيات في العراق بهم إلى التفاوض من أجل إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف، بينما تشير مصادر إلى أن عملية خطفها التي نفذتها "كتائب حزب الله" كانت بأوامر من "الحرس الثوري" الإيراني.

"شغوفة بقضايا حقوق الإنسان" بهذه الجملة تستهل إليزابيث تسوركوف هويتها التعريفية على حسابها الشخصي في منصة "إكس"، وهي التي خطفت في الـ26 من مارس (آذار) 2023 من حي الكرادة ببغداد مع زميل لها في معهد "نيولاينز" للاستراتيجية والسياسة، وهو مركز بحوث مقره واشنطن، وتعمل تسوركوف كباحثة في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي - فلسطيني مقره في القدس أُسس عام 2014 وهي مرشحة لنيل الدكتوراه في قسم السياسة بجامعة برينستون.

وتتحدث تسوركوف عن تفاصيل عملها كباحثة في موقعها الشخصي فتقول "أنا مهتمة بتوثيق تجربة المدنيين في الحرب وتسليط الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها الجهات الفاعلة القوية، سواء كانت أنظمة ديكتاتورية أو جماعات مسلحة أو دولاً أجنبية تتدخل في المنطقة، وأنا مهتمة أيضاً بمسائل الهوية الطائفية والانتماء الوطني في الشرق الأوسط، ولا سيما في البلدان المتعددة الطوائف مثل سوريا والعراق".
كما تسرد إليزابيث تسوركوف التي تجيد الإنجليزية والعبرية والروسية والعربية تفاصيل بحثها حول الثورة السورية والحرب الأهلية في سوريا، وتوضح أن البحث يستند في نتائجه إلى شبكة واسعة من الاتصالات بدأتها منذ عام 2009 مع مدنيين عاديين وناشطين ومقاتلين وقادة مجتمعيين وسياسيين وعسكريين.

الجانب العراقي

في الـ26 من مارس 2023 اختطفت إليزابيث تسوركوف على يد مجموعة مسلحة قيل إنها تتبع لـ"كتائب حزب الله"، وبعد أشهر من اختطافها أعلنت إسرائيل في مطلع يوليو (تموز) 2023 أن تسوركوف التي تحمل الجوازين الإسرائيلي والروسي مختطفة في العراق، إذ أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "إليزابيث تسوركوف، المواطنة الإسرائيلية - الروسية التي اختفت قبل بضعة أشهر في العراق، محتجزة لدى ميليشيات كتائب ’حزب الله‘".
من جهته أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لموقع "أكسيوس" الإخباري أن هناك محادثات لإطلاق سراحها، وقال إن "إليزابيث تسوركوف التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والروسية والباحثة في جامعة برينستون هي على قيد الحياة ومختطفة لدى جماعة مسلحة عراقية وتعمل بغداد على تحريرها".
كذلك أعلن العراق في يوليو (تموز) 2023 عن تشكيل لجنة خاصة لتعقب وكشف الخاطفين ومعرفة هوياتهم وانتماءاتهم وتحديد مكان المختطفة وطبيعة شخصيتها وهويتها التي لم تتفق الروايات الرسمية وغير الرسمية، على توصيف واحد لها، إن كانت باحثة أم مجندة لاستخبارات دولة أجنبية.
في هذا السياق يوضح مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن نزار حيدر أن "هناك أطرافاً تفاوض على مصير إليزابيث تسوركوف، لا سيما الإيرانيون الذين يحتفظون بها منذ لحظة اختطافها في بغداد ونقلها إلى طهران، وهؤلاء يفاوضون الإسرائيليين لمقايضتها بعدد من ضباط الحرس الثوري الذين أسرتهم تل أبيب في لبنان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أوامر إيرانية

من ناحية ثانية، أوضح مؤسس حزب الأمة العراقية مثال الآلوسي، لـ"اندبندنت عربية" أن "الباحثة إليزابيث تسوركوف روسية إسرائيلية الجنسية زارت العراق أكثر من مرة ومعروفة بزياراتها وعلاقاتها بالأحزاب الإسلامية الشيعية تحديداً، وما كانت هويتها سرية ولم تخف حقيقة هويتها".
ويرى الآلوسي أن "أسباب الاختطاف الذي نفذته 'كتائب حزب الله' كان بأوامر إيرانية من الحرس الثوري"، مضيفاً أن "أوامر الاختطاف أو التصفية تستهدف كل عراقي أو أجنبي يدعو إلى الحوار أو السلام بين الشعوب، أو يتقاطعون مع الهيمنة الإيرانية على العراق، أو ممن يدعون إلى تحرير الشيعة العراقيين والحوزة العراقية من نفوذ واستحواذ إيراني متصاعد، واختطفوا فعلاً الصحافي مازن لطيف والصحافي توفيق التميمي، وكلاهما من صحيفة ’الصباح‘ العراقية الرسمية، بسبب تعاطفهم مع يهود العراق ومكانة اليهود في التاريخ العراقي".
ويسرد الآلوسي تفاصيل شبكة مدربة على عمليات الخطف، ويقول إنها "بدأت عملها المكثف بأوامر من قاسم سليماني، القائد السابق لقوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري، لكسر شوكة الشباب العراقيين المنتفضين في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والشبكة هي خلية خاصة مدربة تحت إشراف ضباط ومستشارين من 'حزب الله' اللبناني وإيران، وعلى رأسهم علي دقوق الذي قتل بغارة إسرائيلية على سوريا، وتساند هذه الشبكة عناصر من أجهزة الحكومة والأمن بالعراق. وبدأت الملامح الأولى لتشكيل هذه الشبكة بدعم مالي رسمي مباشر تحت حجة مقارعة نفوذ الاستخبارات الأميركية في العراق والمنطقة، وتسلل أعضائها إلى أعلى مستويات حكومية الآن".
وختم الآلوسي بأن "التهديدات لاغتيال قيادات الميليشيات في العراق هي التي حركت المياه الراكدة ودفعت إلى التفاوض من أجل إطلاق سراح تسوركوف".

طريق المفاوضات

كذلك يستبعد الصحافي العراقي رافد جبوي في قناته على "يوتيوب" وجود نشاط استخباري لإيزابيث تسوركوف "فهي كانت تتحرك بحرية ولها نشاط بحثي معروف، وخطفت بسهولة من مقهى في منطقة الكرادة، فلو كان لها نشاط استخباري لكانت هناك خطة لحمايتها".
ومع أن تسوركوف ظهرت في فيديو بثته إحدى القنوات الموالية للفصائل تعترف خلاله بالعمل في الموساد، يشير جبوي إلى أن "هذا الفيديو لا يعتد به، إذ إن تسوركوف من مؤيدي جناح اليسار في إسرائيل، وهي تنتقد حكومات اليمين ومؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، وهي ذكرت صراحة في حسابها الخاص بأنها عندما كانت مجندة (والتجنيد إجباري في إسرائيل للنساء والرجال) عملت في صف الاستخبارات الداخلية وليس الموساد".
ويوضح جبوي أن "المفاوضات التي تجري بصورة غير مباشرة بين الميليشيات الموالية لإيران وإسرائيل لم تنجح لغاية الآن في إطلاق سراح تسوركوف، ومن المتوقع أن إطلاق سراحها سيقابله الإفراج عن سبعة أسرى من ’حزب الله‘ اللبناني كانت إسرائيل أسرتهم قبل وقف إطلاق النار، فضلاً عن إطلاق سراح عماد فاضل أمهز، قائد القوة البحرية لـ ’حزب الله‘ الذي خطفته إسرائيل في عملية استخبارية في منطقة البترون" في شمال لبنان.
ويختم جبوي ويشير إلى أن "الميليشيات المدعومة من إيران تسعى إلى التفاوض لقناعتها بأنه يخفف من الضغط الإسرائيلي عليها، فالشرط الإسرائيلي هو إنهاء تهديد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، وأن تكون الحكومة العراقية هي المسؤولة الوحيدة عن أي وجود مسلح في البلاد".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير