Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعض الكنديين يؤيدون رغبة ترمب في ضم بلادهم إلى أميركا

فيما يستمر الرئيس الأميركي في اقتراح تحويل كندا إلى "الولاية رقم 51"، يتحدث التقرير التالي إلى كنديين يعتقدون بأنها فكرة جيدة

تمتع دونالد ترمب وجاستن ترودو ذات يوم بعلاقة أكثر ودية (أ ب)

ملخص

هناك أصوات كندية منفتحة على إمكان الاندماج مع الولايات المتحدة، لكنها تحذر من تأثير ذلك في الرعاية الصحية ومستوى المعيشة، ويرى بعضهم أن اتحاداً على غرار الاتحاد الأوروبي قد يثمر فوائد اقتصادية.

لم تنتقل ديان فرانسيس إلى كندا لإثارة الجدل. لقد عبرت الحدود من موطنها الأصلي، الولايات المتحدة، وفي ذهنها شيء مختلف تماماً، فقد "هاجرت مع متهرب من التجنيد أثناء حرب فيتنام".

وظلت هناك لفترة طويلة بعد انتهاء تلك الحرب. كما حصلت على الجنسية الكندية، وربت أطفالها في وطنها الثاني. ثم قامت بتأليف الكتاب الذي أدى إلى "إدراجها" في "القائمة السوداء" لدى بعض الدوائر الإعلامية واستبعادها من البعض الآخر.

وهي تقول من شقتها الفاخرة في تورنتو في مقابلة أُجريت معها عبر الفيديو "لقد كره كنديون كثر الكتاب. حتى كرهوا فكرة أن يكتب شخص ما الكتاب". وعلى رغم أنه حقق مبيعات جيدة في عدد من البلدان، فإن أحداً لم يقم بمراجعته تقريباً داخل كندا. وهي تعتقد بأن الناس لم يرغبوا في التحدث عن "الفيل في الغرفة" [قضية حاضرة يجري تجاهلها]. "ولم يُعجب الكتاب" أيضاً أطفال المؤلفة الكنديين أنفسهم.

ثم بعد 12 عاماً، قال دونالد ترمب إن كندا يجب أن تصبح الولاية الأميركية رقم 51. وبدأ الناس يتهامسون بالتساؤل ما إذا كانت فرانسيس على حق طوال الوقت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والكتاب المعني هو "اندماج القرن: لماذا يجب أن تصبح كندا وأميركا دولة واحدة" The Merger of the Century: Why Canada and America Should Become One Country. نُشر عام 2013، ولم يلقَ القبول الذي توقعته مؤلفته فرانسيس.

"في الواقع، كان تحذيراً"، كما تقول لي. وتضيف "حسناً، نظموا أنفسكم، يا رفاق. لديكم بلد عظيم، بل لدينا بلد عظيم هنا، وتعلمون صراحة، نحن لا نريد قوانينهم المتعلقة بالأسلحة ولا نظامهم للرعاية الصحية الرديء أو معدلات الجريمة، وما إلى ذلك. لذا دعونا نفعل شيئاً حيال ذلك. وإلا – كما قلتُ بوضوح شديد - سيقدمون عرضاً للاستيلاء علينا وسيبلعوننا".

وتتفهم فرانسيس سبب استياء الكنديين من الاقتراح (في الواقع، وجدت دراسة حديثة أن 94 في المئة من الكنديين يعارضون أن تصبح بلادهم جزءاً من الولايات المتحدة). وهي نفسها وجدت تعليق ترمب حول تحول كندا إلى الولاية رقم 51 في أميركا عدوانياً. وتصفه بأنه مجرد "كلام أخرق". وتتابع "لقد كان مهيناً. بيد أنني لا أنتقد ترمب على ذلك لأنه بصراحة - وأنا أقول هذا كمواطنة أميركية، تحب ذاك البلد - إنهم [الأميركيون] يجهلون كثيراً عن البلدان الأخرى".

ومع ذلك، فهي تردف أن ثمة شيئاً مشروعاً هناك في شأن فتح مفاوضات، "لو أنني صرت رئيسة وزراء كندا غداً، فسأذهب إليه وأقول’ أنظر، أيها الرئيس ترمب، أنا أفهم تماماً أسلوبك، أفهمه. أنت على حق. لقد ألفت كتاباً عن ذلك. لم نقم بواجبنا تماماً. وإليك اقتراحنا. سنضاعف موازنة الجيش. وسنشتري كل شيء من الأقلام إلى الدبابات من موردين أميركيين، وهذا من شأنه أن يساعد في سد العجز التجاري. هذا هو ما أعدك به‘. سيكون ذلك بالنسبة إليه، عبارة عن انتصار كبير".

وتزيد في شأن تهديدات ترمب بفرض التعرفات الجمركية الشاملة بنسبة 25 في المئة على السلع من كندا، "أود أن أقول له فقط، ’أتدري، لا يمكننا قبول الرسوم الجمركية. سيسبب هذا مشكلات لكم أيضاً. لذا، هل يمكنكم إعادة التفكير في موضوع الرسوم الجمركية إذا فعلنا ما اقترحناه؟ وماذا تريدون منا غير ذلك؟ سنفكر في الأمر‘".

وتكرر فرانسيس منذ فترة أن اندماج كندا والولايات المتحدة هو "أمر لا مفر منه"، وأن أفضل طريقة يمكن للكنديين أن يستجيبوا من خلالها لهذه الحتمية هي العمل بصورة جدية على التحضير لهذه الصفقة. وفي إحدى التجارب الفكرية التي طرحتها في الماضي، اقترحت أن الوعد بتوفير الرعاية الصحية المجانية مدى الحياة من شأنه أن يخفف من صدمة الكنديين الذين يخشون الاندماج الكامل مع الولايات المتحدة.

غير أنها تعتقد اليوم بأن أي اتحاد بين كندا والولايات المتحدة، يجب أن يبقي على نظاميهما السياسيين منفصلين. ومع أنها تشير إلى أن كثيراً من الولايات الأميركية الشمالية، مثل فيرمونت وواشنطن ونيويورك وأوريغون وماين، تمتلك عادة قوانين مشابهة للغاية مع نظيرتها الكندية، أو حتى أكثر تقدمية من كندا نفسها، إلا أنها تقر بأنه منذ صدور الكتاب، توسع الشرخ بين ولايات أخرى وكندا المجاورة في قضايا مثل الإجهاض والقتل الرحيم وعقوبة الإعدام وانتشار الأسلحة. وهذا يعني أن الاتحاد سيكون أقل سهولة، لكنه لا يزال ممكناً، إذا جرى تفويض الشؤون السياسية [منح مجال من الإدارة الذاتية لبعض الأقاليم].

وبالنظر إلى أنه من السهل جداً سلفاً على الأميركيين والكنديين أن يعيشوا ويعملوا كل في بلد الآخر، فلن يُنظر إلى حدود مفتوحة بالكامل على أنها خطوة إيجابية هذه الأيام، سواء من قبل الأميركيين أو الكنديين. وتشير فرانسيس إلى أن كندا التي تتمتع بنظام رعاية صحية "متفوق إلى حد كبير"، قد "تغرق في سيل من اللاجئين الراغبين في الحصول على الرعاية الصحية". فإما أن تغير الولايات المتحدة نهجها في التعامل مع الرعاية الصحية (وهو ما تعتقد بأنه آتٍ، خصوصاً في أعقاب موجة الغضب التي اندلعت بعد اغتيال براين تومسون، الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد هيلث كير" للتأمين، في نيويورك) أو أن تحتفظ ببعض الضوابط على الحدود. من المحتمل أن يكون هذا ما يريده الأميركيون في الوقت الحالي، بالنظر إلى التوجه المناهض للهجرة في الولاية الثانية لترمب.

وتقول فرانسيس إنه مع ذلك، لا يزال بإمكان الدولتين العمل معاً من خلال محاولة الاندماج بطريقة ذكية ودقيقة، للاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة في كندا. لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة تسعى ببساطة إلى الاستيلاء على ثروات كندا واستغلالها لمصلحتها ("لا أعتقد بأن الأميركيين يدركون كم سيكلفهم ذلك. تقديراتي كانت 17 تريليون [دولار]. وهذا يعادل نصف مليون دولار للشخص الواحد في كندا. إنه مبلغ كبير من المال. ولماذا تفعل ذلك ما دمت لست مضطراً؟، إنهم ليسوا مضطرين إلى القيام بذلك").

لكن هذا يعني أنه بإمكان "كندا أن تقول ’نعم، أتعلمون، أنتم محقون في شأن القطب الشمالي، إلا أن عدد سكاننا قليل. سنقوم ببناء قواعد عسكرية هناك للمساعدة ويمكنكم المشاركة في تطوير الموارد، لكن ليست لدينا أية بنية تحتية هناك. ولهذا، سنهتم بهذا الجزء‘. هكذا يمكن صياغة الموقف". في الواقع، فرانسيس براغماتية حقيقية، وهي غير مهتمة بالانجرار إلى الحرب الكلامية التي ترى نبرتها تتصاعد بين السياسيين الأميركيين والكنديين في الوقت الحالي، موضحة "النزعة الاستعراضية أمر مسل بالنسبة لي".

وفي مقالة رأي نُشرت أخيراً في مجلة "فورتشن"، طرح المؤلف الكندي دون تابسكوت رؤيته الخاصة للولايات المتحدة الكندأميركية Canamerica. وأقر في مقالته تلك بأنه قد تكون هناك فوائد اقتصادية واضحة للولايات المتحدة وكندا إذا أصبحتا دولة واحدة كبيرة وسعيدة. لكنه أضاف أنه ستكون هناك ركائز لن يكون الكنديون على استعداد لإعادة النظر فيها. وكما هي الحال مع فرانسيس، كان تابسكوت قلقاً خصوصاً حيال قضية الرعاية الصحية، موضحاً أن "الكنديين يعيشون أيضاً ست سنوات أكثر من نظرائهم الأميركيين وأن أداءهم هو فعلياً أفضل وفقاً لكل معيار صحي تقريباً، بدءاً من وفيات الأطفال الرضع إلى السمنة والصحة العقلية". إن الرعاية الصحية المؤممة ستكون منطقية من منظور جودة الحياة ومن منظور مالي أيضاً، مع الأخذ في الاعتبار أن كندا تنفق 11 في المئة فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الرعاية الصحية (مقارنة بـ 19 في المئة في الولايات المتحدة) ومع ذلك تتمكن من تغطية كل مواطن.

 وأضاف تابسكوت أن تغير المناخ أيضاً يجب أن يوضع من جديد على الأجندة. وأوضح "صحيح أننا استفدنا تاريخياً من الوقود الأحفوري، لكننا نؤدي دورنا في الاقتصاد الأخضر عن طريق الاستثمارات الحكومية وريادة الأعمال، وضريبة الكربون أيضاً".

كما تضمنت قائمة تابسكوت السماح بدخول مزيد من اللاجئين وتوحيد معايير التعليم المدرسي وطرح قوانين صارمة لتمويل الحملات السياسية. ومن البديهي أن هذه المقترحات لن تلقى ترحيباً من الجمهوريين جنوب الحدود الكندية.

ومع ذلك، وجدت روبا سوبرامانيا، وهي صحافية تتخذ من أوتاوا مقراً لها وتعمل لدى "فري برس" The Free Press المطبوعة الرقمية الأميركية، أن فكرة اندماج كندا وأميركا تلقى ترحيباً حاراً في مدينتها، خصوصاً في أوساط الأشخاص في سن العشرينيات والثلاثينيات.

وأخبرتني سوبرامانيا عبر البريد الإلكتروني أنها لم تُفاجأ [بهذا التأييد]. وقالت لي "ببساطة، إنهم يرون فرصاً أفضل إذا كانت كندا مرتبطة باقتصاد أكثر ديناميكية".

ولا يقتصر حسد الكنديين على الاقتصاد. فتعتقد سوبرامانيا أيضاً بأن لدى الأميركيين حساً أقوى بهويتهم الخاصة. وتقول "لدى الأميركيين شعور إيجابي بهويتهم يتمحور حول ثقافتهم وتاريخهم"، مع وجود ثقافة شعبية من إنتاجهم "تهيمن على العالم". وعلى الجانب الآخر من الحدود، "يعرِّف كثير من الكنديين، لا سيما اليساريون منهم، أنفسهم على أنهم غير أميركيين. بعبارة أخرى، إن تعبيرهم عن الهوية الكندية يتم من خلال قولهم ’نحن لسنا أميركيين‘، وهو شعور سلبي وهش بهويتهم".

وتعرب سوبرامانيا عن اعتقادها بإمكان عقد اتفاق اتحادي بين الولايات المتحدة وكندا على غرار الاتحاد الأوروبي، "خصوصاً إذا استمر تراجع الاقتصاد الكندي من جهة الأداء عن الولايات المتحدة". لكنها تضيف أنه مع وجود رئيس وزراء مستقيل وضعيف، وبرلمان معلق و"منافسة مستمرة على قيادة الحزب الليبرالي لن تُحسم حتى مارس (آذار)"، فإن جاستن ترودو يمتلك "ورقة تفاوضية ضعيفة للغاية" أمام ترمب.

وتتفق ديان فرانسيس مع هذا الرأي، إذ قالت في مقطع فيديو حديث على "يوتيوب" إن كندا بحاجة إلى شخص أفضل من ترودو للتفاوض على الشروط لأن ترمب "انقض عليه فوراً".

وخلال مقابلتنا، اقترحتُ مازحةً أن فريق ترمب قد يتصل بها بدلاً من ذلك، نظراً إلى تاريخها الطويل في التعامل بجدية مع فكرة الاندماج.

تبتسم وتقول "لدى الفريق كتابي، وأنا أعرف هذا. لقد تلقيت اتصالات".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات