Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يرسل الأوروبيون قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا؟

فرنسا وبريطانيا تقودان مناقشات جدية في القارة العجوز نحو هذا الخيار الذي ترفضه روسيا  

إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا موضوع نقاش يزداد جدية في القارة العجوز (اندبندنت عربية) 

ملخص

تبحث دول في القارة العجوز من بينها فرنسا وبريطانيا إرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا لحماية أي وقف إطلاق النار يمكن أن تتوصل إليه موسكو وكييف برعاية أميركية، لا يوجد توافق أوروبي كامل حول الخطوة حتى الآن، كما يرفضها الروس وتقول أوكرانيا إنها تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة لتكون ذات فاعلية، لكن البدائل القليلة والصعبة لها قد تجعلها الملاذ الأخير لجميع المعنيين في نهاية المطاف.

بعد تعهد الرئيس دونالد ترمب إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة حتى ولو عبر التنازل عن أراض لمصلحة روسيا، تسعى أوروبا جاهدة إلى تحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه في صيغة الحل الأميركي المرتقب، وتبحث إمكانية إرسال قوة حفظ سلام بقيادة دول في القارة العجوز لضمان تطبيق أي وقف محتمل لإطلاق النار بين موسكو وكييف.

ازدادت أخيراً جدية المحادثات في شأن القوات الأوروبية، وخلال زيارته إلى كييف، الأسبوع الماضي، لتوقيع اتفاقية دفاعية طويلة الأجل معها، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن بلاده "ستلعب دوراً كاملاً في أي قوة حفظ سلام محتملة لأوكرانيا"، بينما لفت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "حاجة الأوروبيين إلى بناء ضمانات أمنية" للأوكرانيين، ولم يستبعد وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس إرسال قوات إلى أوكرانيا أيضاً.

وفق تقارير إعلامية عدة، تركز المفاوضات على تشكيل قوة ردع أوروبية يصل تعدادها إلى 50 ألف جندي من خمس أو ست دول في القارة تتولى مراقبة خط ترسيم الحدود بين القوات الأوكرانية والروسية في حال وقف إطلاق النار بين البلدين، وبحسب مسؤول أمني أوروبي بدأت بريطانيا وفرنسا بالفعل بعض التخطيط الأولي لكن قلة من الزعماء الغربيين يبدون استعداداً لتعريض جنودهم للخطر.

في حديث مع وكالة "بلومبيرغ"، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "أي قوة لحفظ السلام ستتطلب دعم الولايات المتحدة، لكن من غير المرجح أن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض في ظل ميل ترمب الانعزالي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول المتخصص العسكري فرانز ستيفان جادي، إن إرسال قوات حفظ سلام لأوكرانيا هو القرار الأكثر أهمية الذي يتعين على الأوروبيين اتخاذه عام 2025، وهو الحل الوحيد المتاح لتأمين المنطقة إذا لم تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الـ"ناتو"، فعواقب وقف إطلاق النار الذي لا يتم مراقبته ولا تدعمه قوات أوروبية أو أميركية، ستكون على الأرجح مواجهة أكثر دموية وتدميراً مع روسيا مستقبلاً".

في فبراير (شباط) 2024، بدا الرئيس الفرنسي وحيداً بين قادة أوروبا عندما رفض استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، ولكن في ديسمبر (كانون الأول) 2024 عندما التقى ماكرون ترمب وزيلينسكي على هامش إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس، قيل إن الرئيس الأميركي طلب منهما حلاً موثوقاً لأمن أوكرانيا، وبعد أيام قال زيلينسكي أمام وسائل الإعلام، إن "نشر قوات أوروبية في بلاده هي فكرة قابلة للتنفيذ".

حاول ماكرون بعدها التوجه إلى وارسو لحشد الدعم للفكرة، ولكن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك لم يكن منفتحاً على الأمر، وبحسب المحاضر في معهد العلوم السياسية في باريس نيكولاس تينزر، فإن "المحادثات التي يجريها الفرنسيون ليست سهلة لكنها مستمرة وتلقى دعم عدد من بلدان القارة العجوز بما فيها بريطانيا ودول البلطيق ودول الشمال الأوروبي وربما جمهورية التشيك".

أسباب المترديين في أوروبا تراوح ما بين الخطر الذي قد تتعرض له القوات في أوكرانيا، واحتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم بين موسكو وكييف، إضافة إلى عدم اليقين في شأن خطط ترمب، لكن أياً كانت الصيغة التي يخطط لها الرئيس العائد إلى البيت الأبيض لإنهاء تلك الحرب، فإنها ستظهر بسرعة لأنه يريد انتصارات دبلوماسية محمولة على وعوده الانتخابية خلال أول 100 يوم من ولايته الثانية.

 

من وجهة نظر مستشار المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن فرنسوا هيسبورغ، ليس من السهل أبداً توافق الأوروبيين على إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، كما يصعب أيضاً إقناع الروس والأوكرانيين بقبول الأمر.

أوروبياً تجدر الإشارة إلى موقف برلين الرافض للمشروع من قبل المستشار أولاف شولتز، ولكن الانتخابات العامة المنتظرة بألمانيا في 23 فبراير (شباط) المقبل قد تحمل تغيراً جذرياً في التوجهات الرسمية إزاء الحرب الأوكرانية.

الرفض الروسي للخطوة جاء صراحة على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، وبالنسبة إلى كييف "تحتاج قوات حفظ السلام إلى دعم واشنطن كي تكون فاعلة"، وهذا قد يعني مشاركة الأميركيين فيها بينما يحاول ترمب الخروج من أزمات القارة وصراعات أخرى حول العالم.

مع إقصاء أية حلول يشارك فيها الـ"ناتو" لوقف الحرب الأوكرانية الروسية، تتقلص بدائل نشر قوات حفظ السلام الأوروبية إلى ثلاثة خيارات، الأول هو استمرار الحرب بدعم من الأوروبيين، وهذا يعني أعباء كبيرة لا يمكن للقارة العجوز تحملها من دون مساعدة أميركا، والثاني أن يحمي الأوروبيون الأوكرانيين من السماء على غرار ما فعلته الولايات المتحدة مع إسرائيل خلال مواجهة الهجمات الجوية الإيرانية العام الماضي.

للخيارين الأول والثاني صعوبات تجعل تنفيذهما عملية غير مضمونة، مما يفتح الباب أمام الحل الثالث الذي اقترحه سابقاً الرئيس الفرنسي ويتمثل في منطقة منزوعة السلاح على غرار تلك التي تمتد على الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية منذ عام 1953.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير