ملخص
وزير الدفاع الإسرائيلي قال في بيان "لن نسمح لأذرع النظام الإيراني والإسلام السني المتطرف بتعريض حياة المستوطنين في الضفة الغربية للخطر، وإقامة جبهة إرهابية شرق دولة إسرائيل".
قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إنه قتل فلسطينيين اثنين ليلاً قرب مدينة جنين في الضفة الغربية حيث بدأ عملية عسكرية واسعة، يتهمهما بقتل ثلاثة إسرائيليين.
في الأثناء، قال الدفاع المدني في قطاع غزة إن دبابة إسرائيلية قتلت اليوم فلسطينيين اثنين غرب مدينة رفح.
وقتل الفلسطينيان في قرية برقين القريبة من مدينة جنين شمال الضفة، وقالت مصادر فلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية إن القتيلين من بلدة قباطية التابعة لجنين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته عثرت على الفلسطينيين وحاصرتهما في منزل بقرية برقين. وأضاف "بعد تبادل لإطلاق النار، قُضي عليهما من قبل القوات"، مضيفاً أن جندياً جُرح خلال العملية.
من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن الشابين قتيبة وليد أحمد شلبي (30 سنة) ومحمد أسعد محمود نزال (25 سنة) قُتلا "برصاص الاحتلال في برقين غرب جنين مساء أمس". وبحسب البيان فإن "الجيش يحتجز الجثتين".
بدورها، نعت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" شلبي ونزال، في إشارة إلى أنهما ينتميان لها.
مهاجمة حافلة إسرائيلية
واتهم الجيش الإسرائيلي القتيلين بأنهما "ينتميان إلى ’الجهاد الإسلامي‘" وأنهما مسؤولان عن إطلاق نار مميت على حافلة إسرائيلية، مطلع يناير (كانون الثاني) الجاري.
وقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح ستة في هجوم وقع خلال السادس من يناير قرب قرية الفندق شمال الضفة الغربية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إبان الهجوم إنه وجه الجيش "بالتصرف بالقوة" للعثور على المهاجمين، متعهداً أن "أي شخص... يمكن أو يدعم قتل وإيذاء اليهود سيدفع ثمناً باهظاً".
وشهدت الليلة التي أعقبت الهجوم مناوشات عنيفة مع المستوطنين في ذلك الجزء من الضفة الغربية.
عملية "السور الحديدي"
وأول من أمس الثلاثاء بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة داخل مدينة جنين ومخيمها، أطلق عليها اسم "السور الحديدي". وقتل خلال اليوم الأول من العملية 10 فلسطينيين وجرح العشرات.
وأعلن محافظ جنين كمال أبو الرب أن المئات من سكان مخيم جنين شمال الضفة الغربية بدأوا بمغادرة منازلهم اليوم، بعد "تهديدات" بالإخلاء أطلقها الجيش الإسرائيلي عبر مكبرات للصوت ثبتت على "طائرات مسيرة ومركبات عسكرية".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قال أمس الأربعاء إن القوات تطبق الدروس التي تعلمتها في غزة، مع استمرار عملية كبيرة قال الجيش إنها تستهدف التصدي لجماعات مسلحة مدعومة من إيران في مدينة جنين المضطربة بالضفة الغربية.
ورفض متحدث عسكري تقديم تفاصيل، لكنه قال إن العملية "مشابهة نسبياً"، وإن كانت على نطاق أصغر لعملية أخرى جرت خلال أغسطس (آب) الماضي، إذ دهمت قوات إسرائيلية مدعومة بطائرات مسيرة وطائرات هليكوبتر جنين ومدناً أخرى مضطربة في الضفة الغربية.
وهذا هو التوغل الثالث الكبير الذي يشنه الجيش الإسرائيلي في أقل من عامين داخل جنين، وهي معقل رئيس للجماعات المسلحة، ومنها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" اللتان قالتا إن قواتهما تقاتل القوات الإسرائيلية.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن أربعة فلسطينيين في الأقل جرحوا أمس بعد مقتل 10 فلسطينيين، وأفاد السكان بسماع إطلاق نار وانفجارات متواصلة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إن تزايد استخدام المسلحين للقنابل المزروعة على جوانب الطرق وغيرها من العبوات الناسفة بدائية الصنع هو أمر موضع اهتمام خاص في العملية، التي شملت استخدام جرافات مدرعة لتجريف الطرق في مخيم اللاجئين المجاور للمدينة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نزوح الفلسطينيين
ومع استمرار العملية، غادر كثر من الفلسطينيين منازلهم في المخيم، وهو بلدة مزدحمة بأحفاد الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم خلال حرب عام 1948.
وقبل هذه العملية التي جاءت بعد أسبوعين من هجوم بإطلاق النار، ألقت إسرائيل بالمسؤولية فيه على مسلحين من جنين، وأقيمت حواجز ونقاط تفتيش في مختلف أنحاء الضفة الغربية في محاولة لإبطاء الحركة فيها.
وحين بدأت العملية، انسحبت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بعد أن نفذت عملية استمرت أسابيع في محاولة لإعادة فرض السيطرة على مخيم اللاجئين الذي تهيمن عليه فصائل فلسطينية معادية للسلطة الفلسطينية التي تمارس حكماً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن عملية جنين تشكل تحولاً في الخطة الأمنية للجيش في الضفة الغربية، وإنها "الدرس الأول (المستفاد) من أسلوب الغارات المتكررة في غزة".
وقال في بيان "لن نسمح لأذرع النظام الإيراني والإسلام السني المتطرف بتعريض حياة المستوطنين (الإسرائيليين) (في الضفة الغربية) للخطر، وإقامة جبهة إرهابية شرق دولة إسرائيل".
وقف النار في غزة
وجاءت العملية بعد يومين فقط من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومبادلة أسرى إسرائيليين وسجناء فلسطينيين، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها في مناطق كثيرة من القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي أمس إن قواته في مناطق عدة بغزة اشتبكت مع عدد من المسلحين المشتبه فيهم، الذين قال إنهم كانوا يشكلون تهديداً، وأضاف أن الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية على أفراد ملثمين اقتربوا منهم.
وطالب الجيش الفلسطينيين بعدم الاقتراب من القوات.
وقال في بيان إنه "عازم على الالتزام الكامل ببنود الاتفاق من أجل إعادة الرهائن"، وإنه مستعد لأية احتمالات وسيتخذ "كل الإجراءات اللازمة" للتغلب على التهديدات.
وشنت إسرائيل حملة على غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بقيادة "حماس"، وتحول معظم أنحاء القطاع الساحلي إلى أنقاض خلال 15 شهراً من القصف، وقال الجيش الإسرائيلي إنه طور تكتيكاته في حرب المناطق الحضرية في ضوء خبرته في غزة، لكن شوشاني رفض تقديم تفاصيل حول كيفية تطبيق مثل هذه الدروس في جنين.
وتعد إسرائيل الجماعات الفلسطينية المسلحة مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" المدعومتين من إيران جزءاً من حرب متعددة الجبهات، يشنها محور يضم "حزب الله" في جنوب لبنان والحوثيين في اليمن.
وعين الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب مجموعة من كبار المسؤولين الذين لديهم علاقات وثيقة مع حركة الاستيطان، ويرحب الوزراء المتشددون المؤيدون للاستيطان بعودته للبيت الأبيض.
ويعيش نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي بين 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967، وتعد غالب الدول المستوطنات الإسرائيلية على هذه الأراضي غير قانونية، وترفض إسرائيل هذا متذرعة بروابط تاريخية وتوراتية بالأرض.