ملخص
كرر مسؤولو الإدارة الجديدة المطالبة برفع العقوبات التي فرضت خلال حكم بشار الأسد الذي امتد قرابة 25 عاماً، فهل يستجيب العالم لهذا الطلب؟
شدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على أن رفع العقوبات التي فُرضت على دمشق خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد هو مفتاح استقرار البلاد، وذلك خلال مداخلة ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء.
وقال الشيباني في حوار مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إن "رفع العقوبات الاقتصادية هو مفتاح استقرار سوريا"، مشدداً على أن العقوبات "يجب أن يجري رفعها قريباً لأنها فُرضت في الماضي لمصلحة الشعب السوري، لكنها الآن ضد الشعب السوري".
"الشعب السوري يجب ألا يُعاقب"
وشدد الشيباني على أن "سبب فرض هذه العقوبات موجود الآن في موسكو"، في إشارة الى الأسد الذي فر من البلاد مع دخول المعارضة دمشق الشهر الماضي، معتبراً أن "الشعب السوري يجب ألا يُعاقب" بإجراءات كانت تستهدف الأسد، مكرراً التأكيد أن سوريا الجديدة "لن تشكل تهديداً لأي بلد في العالم".
وقال الشيباني "ورثنا دولة منهارة من نظام الأسد لا نظام اقتصادياً فيها"، مبدياً أمله في أن يكون "اقتصاد المستقبل في سوريا مفتوحاً"، مشدداً على أن السلطات الجديدة ستركز على خمسة قطاعات أساس وهي الطاقة والاتصالات والطرق والمطارات والتربية والصحة، موضحاً "في حال نجحنا في هذه القطاعات الخمسة فسيجري توفير الخدمات الأساس للشعب السوري".
وخلال الأسابيع الماضية كرر مسؤولو الإدارة الجديدة المطالبة برفع العقوبات التي فرضت خلال حكم الأسد الذي امتد قرابة 25 عاماً، وفي حين لاقت هذه الدعوة تأييد قوى عربية وإقليمية فقد ربطت القوى الغربية تخفيف العقوبات بالنهج الذي ستعتمده السلطات، خصوصاً لجهة تشكيل حكومة جامعة وضمان حقوق الأقليات والنساء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حكومة جامعة وحماية الأقليات
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في وقت سابق من يناير (كانون الثاني) الجاري أن بعض الأنشطة في سوريا ستكون معفاة من العقوبات خلال الشهور الستة المقبلة لتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساس، لكن مسؤولين قالوا إنهم ينتظرون رؤية تقدم قبل اتخاذ خطوات أوسع.
من جهتها قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس مطلع الشهر الجاري إن التكتل قد يخفف تدريجاً العقوبات في حال حصول "تقدم ملموس" من جانب السلطات الجديدة، خصوصاً لجهة تشكيل حكومة جامعة وحماية الأقليات، ومن المتوقع أن يدرس وزراء خارجية دول الاتحاد تخفيف بعض العقوبات بحق سوريا خلال اجتماع في بروكسل في الـ 27 من يناير الجاري.
سقوط الأسد
وكانت فصائل معارضة تقودها "هيئة تحرير الشام" أطاحت بالأسد مع دخولها دمشق في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي إثر هجوم بدأته من معقلها شمال غربي البلاد أواخر الشهر السابق له.
وأتى سقوط الأسد بعد أكثر من 13 عاماً على اندلاع نزاع أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص وتهجير الملايين وإلحاق دمار واسع بالبلاد وبناها التحتية.