Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انطباعات يوم التنصيب تسيطر على المناقشات في دافوس

يرى المشاركون أن الإدارة الأميركية الجديدة محملة بدروس الماضي ورؤى جديدة حول الشرق الأوسط

تناولت الجلسة ولاية ترمب الأولى وتطرقت إلى التغيرات المحتملة في ولايته الثانية خصوصاً تجاه السياسة الخارجية الأميركية (أ ف ب)

ملخص

شارك في مناقشات الجلسة رئيس تحرير مجلة "تايم" ورئيسة تحرير صحيفة "ذا ناشيونال" ومحرر الشؤون الخارجية في "إيكونوميست"

خصص المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس 2025" جلسة إعلامية بامتياز للوقوف على تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية، وتأثيره في الداخل الأميركي والعالم بأسره. تناولت الجلسة، التي حملت عنوان "الانطباعات الأولى: يوم التنصيب"، ولاية ترمب الأولى، بينما تطرقت إلى التغيرات المحتملة في ولايته الثانية خصوصاً تجاه عديد من الملفات، وعلى رأسها السياسة الخارجية الأميركية.

شارك في مناقشات الجلسة رئيس تحرير مجلة "تايم" سام جاكوبس، ورئيسة تحرير صحيفة "ذا ناشيونال" مينا العريبي، ومحرر الشؤون الخارجية في مجلة "إيكونوميست" باتريك فوليس، وأدار الجلسة رئيس مؤسسة "أوبزرفر للأبحاث" (ORF) سمير ساران.

رئيس مؤسسة "أوبزرفر للأبحاث" (ORF) سمير ساران، بدأ حديثه قائلاً "لدينا اليوم واحدة من أكثر قصص العودة السياسية إثارة في التاريخ الحديث، ولدينا وعود بقلب العالم رأساً على عقب واستعادة العقلانية في بعض الجوانب الأخرى. ولدينا أيضاً عالم كامل ينتظر حفل التنصيب، لذا نناقش في هذه الجلسة الإعلامية العودة السياسية لترمب والتاريخ والتنصيب والتوقعات".

ترمب ووقف الحرب في غزة

ساران وجه سؤاله الأول إلى رئيسة تحرير صحيفة "ذا ناشيونال" مينا العريبي قائلاً "وأنت جالسة في الشرق الأوسط، ما الذي تتوقعينه، ما التوقعات؟ وما الديناميكيات التي تتوقعينها؟"، فردت بالقول "حسناً، نحن نلتقي هنا في دافوس بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أخيراً في غزة، وبعد حرب مدمرة استمرت لأكثر من 15 شهراً. لقد غيرت هذه الحرب ملامح المنطقة، وبطرق معينة غيرت العالم أيضاً، ومن اللافت أن إدارة ترمب في النسخة الثانية كانت العامل المحوري في تسهيل وقف إطلاق النار".

وأشارت العريبي إلى أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين إسرائيل و"حماس" جرى بوساطة ودعم من قطر ومصر، لكن العنصر الجديد كان العامل الأميركي. وأضافت "هذا الاتفاق هو نفسه الذي زعمت الإدارة الأميركية السابقة تحت قيادة جو بايدن قبل 13 شهراً أنها قادرة على تحقيقه، لكن في النهاية كان ’عامل ترمب‘ هو الحاسم، إذ أوضح ترمب بصورة جلية أنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل حفل تنصيبه".

وترى العريبي أن هذه اللحظة تجسد التوقعات من إدارة ترمب المقبلة، التي تأتي محملة بالدروس المستفادة من تجربتها الأولى في البيت الأبيض، إلى جانب رؤى جديدة حول ما يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط.

وأضافت "خلال إدارة ترمب، كانت هناك سياسة ’أقصى ضغط‘ التي بدأت محاولة معالجة بعض هذه القضايا، لكنها توقفت فعلاً خلال إدارة جو بايدن، والآن ستعود إلى التنفيذ بصورة مختلفة خلال إدارة ترمب". وترى أن التغيير الوحيد هو أن بعض المشاركين الرئيسين في إدارة ترمب الأولى كانوا جنرالات معروفين في المنطقة، وهم غير موجودين في إدارة ترمب الجديدة، لذلك الوجود العسكري أقل في هذه الإدارة، وهي إدارة تركز بصورة كبرى على الأعمال التجارية، على حد قولها.

أوامر تنفيذية لاختبار قدرة المؤسسات الأميركية

وقال محرر الشؤون الخارجية في مجلة "إيكونوميست" باتريك فوليس "سنشهد سلسلة من الأوامر التنفيذية التي ستختبر على الفور قدرة المؤسسات الأميركية في قضايا مثل الهجرة، وقد نرى إجراءات في شأن ’تيك توك‘ تلغي فعلياً قراراً قضائياً من الكونغرس، وقد نرى أيضاً إعلان حالات طوارئ في شأن أمور مختلفة، بما في ذلك التجارة. إذاً سيتحرك بسرعة وبصورة كبيرة وبثقة".

أما في ما يتعلق بالأولويات الداخلية قال فوليس "مما لا شك فيه أننا سنشهد تغييراً في الأسلوب ليعكس تلك الثقة المتزايدة، ولنعترف أيضاً بذلك التفويض المحسن. وسنرى سلسلة من الأوامر التنفيذية التي ستختبر على الفور قدرة المؤسسات الأميركية في قضايا مثل الهجرة".

وأضاف "هناك دلائل قوية على أن جزءاً من الشعب الأميركي يقف بقوة وراء أجندته. على سبيل المثال، في قضايا مثل الهجرة وكذلك الحروب الثقافية وجنس الإنسان، وما إلى ذلك، إذ إن قيم ترمب ربما تكون أقرب إلى المتوسط الأميركي مقارنة بالرئيس بايدن، وهذا يمنحه، إلى حد ما، تفويضاً داخلياً قوياً".

وتابع "برأيي أنه بدلاً من الفوضى الأميركية سيكون لدينا نوع من الرسالة المتفائلة المبهجة لأميركا، وفوز انتخابي أكثر إقناعاً لترمب مقارنة بالنتيجة السابقة التي كانت محل جدل".

السياسة الخارجية والتفكير كرجل عقار

وعن توجهات ترمب في السياسات الخارجية تساءل فوليس "ماذا سيفعل ترمب في السياسة الخارجية؟ فكر في أساليب العقارات في نيويورك عندما تكون شركة مثقلة بالديون ومشحونة بالضغوط. في هذه الحال لديك خياران: إما التصعيد أو التخلص من الالتزامات الضعيفة التي لديك، وأعتقد أن هذا الإطار سينطبق على كيفية رؤية ترمب المشكلات حول العالم".

ساران سأل محرر الشؤون الخارجية في "إيكونومست"، "إن كانت ولاية ترمب الأولى ستكون مثل الثانية، فرد بالقول: لقد أصبح العالم اليوم أكثر خطورة بكثير مما كان عليه عندما كان ترمب في ولايته الأولى، فلا تزال هناك حربان مستمرتان"، ووجه خطابه لرئيسة تحرير "ذا ناشيونال" قائلاً "لست متفائلاً مثلك في شأن وقف إطلاق النار (يقصد الحرب في غزة وأوكرانيا)، فلا تزال هناك حربان مستمرتان، وهناك ما أسميه الثلاثية ’A‘، أي الفوضى في بعض الأماكن، مثل السودان، وعالم يشهد تحالفات بين الأنظمة الاستبدادية التي تتعاون بصورة كبرى، ثم هناك في بعض الحالات هذه المشكلة الجديدة المتعلقة باللامساواة، مثل الحوثيين، إذ قد تكون القوة الأميركية غير قادرة على التعامل معها، وأعتقد أن ترمب يأتي في وقت انهار فيه الردع الأميركي في جميع أنحاء العالم، فالناس ببساطة لم يعودوا يشعرون بالرهبة من القوة العظمى".

واستطرد فوليس "من الواضح أن الأمور ستكون صعبة للغاية. أرى أن أجندة ترمب هي في جوهرها تعبير أكثر شمولية وقوة عن القوة الأميركية ضمن نطاق جغرافي محدود جداً، وبرأيي التعبير الأقوى عن القوة يشمل أموراً مثل التخلي عن الحدود الدولية، وهو ما حدث في الأيام القليلة الماضية، وكذلك استخدام منصات التكنولوجيا للتأثير في الرأي العام في الديمقراطيات الأخرى، وهو ما شهدناه مع ماسك وشركائه في الأسابيع الأخيرة. إذاً، هناك استخدام أقوى للقوة الأميركية، ولكن في الوقت نفسه تقليص نطاق السيطرة الجغرافية لأميركا بعيداً من فكرة أنها تتحكم في العالم كله، إلى تقييم أكثر انتقائية لمصالحها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتساءل فوليس قائلاً "الآن، أين ستكون ساحة المعركة الأولى لهذه القضايا؟"، ورد بالقول "إنها أوروبا وأوكرانيا بالطبع هي الحدث المحفز الذي سيظهر القوة الأميركية".

ولاية ترمب قد تكون أكثر تقلباً

ساران سأل رئيس تحرير مجلة "تايم"، سام جاكوبس، عن ولاية ترمب الأولى وما هو متوقع من إدارته في الولاية الثانية، وكيف يقيم ما يحدث في الولايات المتحدة؟ فرد بالقول "بينما زادت شعبية ترمب، وكنا نحن في وسائل الإعلام الأميركية قد أخبرناكم أن ذلك مستحيل، وأن هذا الرجل كان له حد أدنى في شعبيته، وأنه لا يمكنه أن يصبح أكثر شعبية، والآن نرى أنه قريب من 50-50 عندما يتعلق الأمر بتقييماته، فعديد من أفكاره ليست شائعة، وهذه نقطة توتر مهمة جداً، إذ إن الأميركيين انجذبوا نحو هذا الرئيس، لكن هناك كثيراً من أفكاره التي لم يجد الأميركيون أنفسهم فيها"، فعلى سبيل المثال، يعارض الأميركيون بغالبية كبيرة فكرة إزالة الجنسية الممنوحة بالولادة، وهو أمر ناقشه الرئيس وفريقه في السابق.

وأضاف جاكوبس "قد تكون رئاسة ترمب في ولايته الثانية أكثر تقلباً وعدم قابلية للتنبؤ بمقدار 200 مرة مقارنة بالولاية الأولى، وأعتقد أن ما سأتابعه هو أين ستنشأ نقاط التوتر هذه، فعلى سبيل المثال، تحدثنا عن تفويضه، فترمب الجمهوري فاز بأكثر عدد من الأصوات من الأميركيين السود منذ جيرالد فورد، وفاز بأكثر عدد من الأصوات من الأميركيين اللاتينيين منذ جورج بوش الابن كجمهوري، وصوتت تسع من 10 مقاطعات لصالحه أكثر مما فعلت في المرة السابقة".

وتابع جاكوبس قائلاً "الغالبية الكبيرة تدرك أن التعريفات ستزيد من أسعار السلع، وهذا أمر جيد لأن الأميركيين يفهمون الاقتصاد. كما أنهم يعارضون تقليص شبكة الأمان الاجتماعي، وأنا لا أفهم كيف سيتعامل الرئيس وحلفاؤه مع هذا التخفيض الكبير في الإنفاق الحكومي مع الحفاظ على شبكة الأمان الاجتماعي. هذه الأمور متناقضة، والنقطة الكبرى الأخرى التي أعتقد أنها ستكون نقطة توتر لهذا الرئيس المنتخب، الذي سيكون رئيساً بعد ساعات قليلة، هي حقيقة أنه خاض الانتخابات على أجندة مؤيدة للنمو، لكن لديه سياسات مناهضة للنمو، لذا يجب أن نرى كيف ستتفاعل هاتان السياستان".

وعن شكل العلاقة التي ستربط وسائل الإعلام بالرئيس ترمب في ولايته الثانية، خصوصاً أنها كانت متأزمة للغاية خلال ولايته الأولى، قال رئيس تحرير مجلة "تايم"، "أعتقد أنه سيظل ينظر إلى منشورات مثل ’تايم‘ و’نيويورك تايمز‘ وغيرهما لفهم كيف يسير عمله وما المقبول وما غير المقبول". وخاطب ساران قائلاً "لذلك، بما أنك أثرت هذه النقطة المهمة دعني أسألك عن منصة ’إكس‘ التي كانت ’تويتر‘ سابقاً، وقوة البودكاست مثل روجين وآخرين الذين يتحكمون اليوم في ملايين المشاهدات".

اقرأ المزيد