Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي يجذب كتابا عالميين

تظاهرة ثقافية تسعى إلى لقاء المؤلفين العرب بالناشرين الأجانب وتدعم الادباء الانغلوفونيين

من أجواء مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي (خدمة المهرجان)

ملخص

يواصل مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي، في دورته الجديدة، سعيه إلى توسيع مساحة الأعمال الأدبية والفكرية المكتوبة باللغة الإنجليزية في بلد ظلت اللغة الأجنبية الأكثر حضوراً فيه هي الفرنسية لعقود طويلة.

اللافت أن الكتاب المغاربة الذين استطاعوا أن يحققوا حضوراً خارج البلاد بلغات أخرى غير اللغة الفرنسية محدودون قياساً مع زملائهم الذين اختاروا لغة موليير أمثال محمد خير الدين وإدريس الشرايبي وعبد اللطيف اللعبي وأحمد الصفريوي وعبدالكبير الخطيبي وعبدالفتاح كيليطو وإدمون عمران المالح والطاهر بن جلون وفؤاد العروي وليلى سليماني ومحمد حمودان وسهام بوهلال وثريا إقبال ومصطفى فهمي وغيرهم.

تشرف على هذه التظاهرة الجديدة في المغرب، التي شهدتها مراكش على مدى ثلاثة أيام، جمعية الكتاب الإنجليزي بمراكش التي يترأسها الكاتب والإعلامي ياسين عدنان، بشراكة مع المجلس البريطاني في المغرب. وتستضيف الدورة الثانية من مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي وجوهاً من جنسيات مختلفة تجمعها لغة الكتابة، منها أسماء راكمت حضوراً لافتاً وتحظى بتقدير الأوساط الثقافية، وأخرى تتلمس طريقها نحو الحضور على نطاق أوسع، في ظل ما يعرفه الكتاب الإنجليزي من صعوبات النشر والتوزيع في البلدان غير الناطقة بالإنجليزية، أو تلك التي لا تشكل فيها الإنجليزية لغة ثانية، مثل المغرب ومختلف بلدان شمال أفريقيا، التي تهيمن فيها اللغة الفرنسية، بل تشكل نداً قوياً للغة العربية إن على مستوى التواصل الاجتماعي أو الإداري، مثل المغرب والجزائر وتونس.

ومن أبرز المشاركين في الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي الكاتبة المغربية ليلى العلمي المقيمة في أميركا، التي سبق لروايتها "حكاية المغربي" أن وصلت القائمة القصيرة لجائزة بوليتزر العالمية، والكاتبة البريطانية جين غرين التي ألفت 21 رواية وحققت أكثر من 10 ملايين نسخة من المبيعات، والبريطانية جين جونسون التي صنفت صحيفة "التايمز" العام الماضي روايتها عن المغرب "الهلال الأسود" كواحدة من أفضل الروايات التاريخية.

وتشارك أيضاً في فعاليات هذه الدورة البريطانية فيونا فالبي التي تحتل رواياتها المركز الأول في قوائم "أمازون كيندل" في أميركا وأستراليا، والكاتبة الهندية بانيت باندال التي تشتغل في مجال الإعلام والتصميم والفن، وقد انتقلت مجموعة من أعمالها السردية إلى منصات بوليوود، ومصممة الكتب الإيرانية مردوخت أميني المقيمة في لندن، والمغربي فؤاد العروي المقيم في أمستردام الذي توجد رواياته بصورة دائمة على قوائم "غونكور"، والأكاديمية البريطانية أميرا بينيسون مديرة مركز الدراسات الإسلامية بجامعة كامبريدج، والمترجم المغربي المقيم في أميركا مبارك السريفي.

أجانب كتبوا عن الحياة العربية

لا تقوم فلسفة المهرجان على الندوات والمحاور والقضايا والموضوعات، بل تنظم اللقاءات مع الكتاب حول مؤلفاتهم، بحيث يعرض الكاتب حيثيات تأليفه عمله، ويناقشه الجمهور في ذلك. وقد تحدثت الباحثة البريطانية أميرا بينيسون عن مؤلفها حول إمبراطوريتي الموحدين والمرابطين والدور المحوري الذي لعبته مدينة مراكش في تلك الفترة، وتحولات المكان والزمان في حقبة مهمة من تاريخ المغرب. وتحدثت جين غرين عن روايتها التي شكلت مراكش فضاءها الأساس، واستعرضت تجربة الهيبيين خلال الستينيات، وتقاطع ثقافات العالم في المدينة الحمراء خلال تلك الفترة. وناقش جين جونسون روايتها "الهلال الأسود" التي تدور أحداثها في مدينة الدار البيضاء في خمسينيات القرن الماضي أثناء الكفاح من أجل الاستقلال. وتحدثت ليلى العلمي عن رواياتها التي تتناول غالباً تماس الإنسان العربي مع الحياة الأميركية، وعن تعدد الهويات، ومدى استثمار كتاب اليوم في أعمالهم الأدبية لمسألة الانتماء إلى أكثر من ثقافة.

وفتحت فيونا فالبي نقاشاً مطولاً حول روايتها "حكواتي الدار البيضاء" التي تعود من خلالها إلى مرحلة الأربعينيات، وإلى تشعبات الحقبة الكولونيالية، حين فرت الطفلة جوزي دوفال من فرنسا إلى المغرب هرباً من الاحتلال الألماني، وكانت ترغب في إقامة قصيرة ريثما تحصل على أوراق السفر إلى أميركا، لكنها ستجد نفسها مضطرة إلى العيش زمناً طويلاً في الدار البيضاء، وهي تسرد تجربة غير متداولة في الثقافة الرسمية، إذ تكشف حياة آلاف اللاجئين الأوروبيين في الدار البيضاء خلال مرحلة الحرب.

وتوقفت البريطانية حنة آيت أحمد عند دراستها إشراقات التاريخ الإسلامي في المؤسسة الملكية للفنون التقليدية ببريطانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اللافت في هذه الدورة هو تخصيص أمسية للشعراء المغاربة الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، وهذا أول نشاط من نوعه في المغرب، إذ لم يسبق أن نظمت أمسية قرائية لشعراء مغاربة يكتبون بلغة شكسبير خلال مهرجان أو تظاهرة ثقافية ما. وقد شارك فيها شعراء مغاربة مقيمون في المغرب وأميركا هم: حسن حلمي ومبارك السريفي وحسن مكوار وحفصة البكري لمراني.

فضلاً عن لقاءات المهرجان، تم إحداث جائزة جديدة ذات طابع تشجيعي، مخصصة للكتاب المغاربة الذين ألفوا أعمالاً روائية باللغة الإنجليزية، وقد عادت خلال هذه الدورة إلى الكاتبة أم هاني علوي عن روايتها "البيت في زنقة الفراشات".

فرص جديدة للكتاب بالإنجليزية

وفي تصريح خاص بـ"اندبندنت عربية" أكد ياسين عدنان رئيس التظاهرة أن مهرجان مراكش يسعى إلى أن يتجاوز الدور التقليدي لمعارض ومهرجانات الكتب، فهذه التظاهرة لا تعمل فقط على لقاء الجمهور مع الكتاب ومؤلفاتهم، بل تروم تحقيق نوع من التلاقح الثقافي عبر لقاء كتاب لغتهم الأولى هي الإنجليزية مع كتاب مغاربة وعرب اختاروا هذه اللغة للكتابة الأدبية والفكرية، والسعي إلى تجسير العلاقات الثقافية للكتاب العرب مع الأوساط الثقافية الأجنبية من خلال لقاءات مباشرة وفرص فعلية يتشكل طرفاها من الكتاب العرب من جهة، والناشرين والفاعلين الثقافيين في البلدان الناطقة بالإنجليزية من جهة أخرى. يقول عدنان: "نحن نستضيف صنفين من الكتاب، مغاربة يكتبون بالإنجليزية، بينهم كتاب عالميون معروفون في أميركا مثلاً، ويحظون بتقدير كبير داخل الحياة الثقافية، وآخرون يقيمون بالمغرب يكتبون بالإنجليزية، لكنهم يواجهون صعوبات في النشر والتوزيع، بسبب اللغة، ومعظم كتبهم صادرة على نفقتهم. ونحن نراهن على أن نخلق علاقات بين هاته الفئة من الكتاب والناشرين والمستثمرين في عالم الكتاب".

يضيف عدنان في هذا الصدد: "عرفت الدورة الأولى حضور كتاب مغاربة طبعوا كتبهم ووزعوها على نطاق ضيق، وفي الفترة الموالية للمهرجان بدأت كتبهم تصدر بطباعة جديدة في شروط أفضل مع ناشرين أجانب".

يؤكد رئيس مهرجان مراكش للكتاب بأن هذه التظاهرة تدعو أيضاً الكتاب الأجانب بالخصوص من أميركا وبريطانيا، فضلاً عن الكتاب القادمين من بلدان أخرى. غير أننا نراهن في انتقائنا الضيوف إلى أولئك الذين يكتبون عنا، سواء كانت أعمالاً واقعية أو أخرى تخييلية".

إن ما يشغل القائمين على مهرجان مراكش للكتاب الإنجليزي هو تعقب الأعمال الأجنبية التي انفتحت على الحياة العربية دراسة وتخييلاً. يشير عدنان إلى أن الدورة الحالية مثلاً تستضيف الباحثة البريطانية المعروفة أميرا بينيسون التي ألفت كتاباً حول الإمبراطوريتين المرابطية والموحدية، ونستضيف روائيين أجانب كانت المدن المغربية مثل الدار البيضاء ومراكش وطنجة فضاءات لرواياتهم، فضلاً عن استضافتنا باحثين أجانب كتبوا دراسات عن الحضارة العربية الإسلامية.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة