ملخص
لا يتطرق اتفاق وقف النار إلى المستقبل السياسي لقطاع غزة الذي سيطرت "حماس" على السلطة فيه عام 2007
حال من الضبابية تحيط بوضع الهدنة في غزة إذ استأنفت إسرائيل ضرباتها في القطاع صباح اليوم الأحد، مع تأجيل تنفيذ وقف إطلاق النار لعدم ورود أسماء الرهائن الإسرائيليين، فيما قالت مصادر مطلعة لـ"رويترز" إن الوسطاء أبلغوا إسرائيل أنهم تلقوا قائمة بأسماء الرهائن المقرر إطلاق سراحهم اليوم في إطار الاتفاق لكن القائمة لم تصل بعد إلى تل أبيب.
وقالت حركة "حماس" في بيان الأحد إنها سلمت للوسطاء أسماء ثلاث رهائن نساء من المقرر الإفراج عنهن.
وذكر البيان المقتضب "سلمت حركة حماس للوسطاء قبل قليل أسماء الأسيرات الثلاثة اللاتي سيتم الإفراج عنهن". وقال مصدر إسرائيلي إن تل أبيب تسلمت أسماء الرهائن الثلاثة المقرر الإفراج عنهن اليوم.
وأعلن حزب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأحد استقالته من الائتلاف الحاكم احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه بأنه "مشين" في غزة.
واعتبر بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية أن اتفاق وقف إطلاق النار هو بمثابة "استسلام لحماس" منددا بـ"إطلاق سراح مئات القتلة" و"التخلي عن إنجازات (الجيش الإسرائيلي) في الحرب" في قطاع غزة، مع العلم أن استقالته لا تحرم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من الغالبية في البرلمان.
ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربات في شمال قطاع غزة الأحد وفقا لصحافي في وكالة الصحافة الفرنسية، في وقت لم يدخل اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس" حيز التنفيذ في قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف "عدة أهداف إرهابية في شمال ووسط غزة" مشيرا إلى أن "وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ حتى وفاء حماس بالتزاماتها وتقديم قائمة المختطفات العائدات اليوم".
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم الأحد إن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تأجل لعدم وفاء حركة "حماس" بالتزاماتها فيما يتعلق بإرسال قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في اليوم الأول من تطبيق الاتفاق إلى إسرائيل.
ومع دخول الوقت المحدد لبدء سريان وقف إطلاق النار في الساعة 08.30 بالتوقيت المحلي صباح اليوم (06.30 بتوقيت غرينتش)، واصلت دبابات إسرائيلية ضرب مناطق في غزة.
وفي كلمة مقتضبة عبر التلفزيون قال هاغاري إن القيادة السياسية وجهت الجيش بتأجيل تنفيذ وقف إطلاق النار، مضيفا أن القوات تحتفظ بحرية مواصلة الهجمات في قطاع غزة ما لم يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.
وأكد هاغاري إن الجيش مستعد تماما لتطبيق وقف إطلاق النار، الذي من شأنه أن يمهد لنهاية محتملة للحرب المستمرة منذ 15 شهرا، لكنه مستعد أيضا لمواصلة العمليات في حالة انتهاك "حماس" لبنود الاتفاق.
وقال مسعفون في قطاع غزة إن ثمانية فلسطينيين قتلوا شرق مدينة غزة اليوم الأحد وأصيب 25 جراء قصف بطائرات مسيرة إسرائيلية أطلقت النار على بعض المناطق شرقي المدينة.
وفي وقت سابق الأحد قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أصدر أمراً للجيش بعدم البدء في تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المقرر أن يبدأ سريانه في الساعة 0630 بتوقيت غرينتش، حتى تسلم حركة "حماس" أسماء الرهائن الذين سيطلق سراحهم.
وذكر المكتب في بيان "أصدر رئيس الوزراء تعليمات للجيش بأن وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يبدأ سريانه في 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي لن يبدأ حتى تتسلم إسرائيل قائمة الرهائن الذين سيطلق سراحهم، التي تعهدت حماس تقديمها".
من جهتها أكدت حركة "حماس" التزامها وقف إطلاق النار، مضيفة أن التأخر في إعلان أسماء الرهائن المطلق سراحهم يرجع لأسباب فنية وميدانية.
ومن المفترض أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد عند الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (06:30 ت غ)، بعد موافقة تل أبيب عليه إثر 15 شهراً من حرب مدمرة خلفت عشرات آلاف القتلى في القطاع.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة "حماس" في وقت مبكر اليوم الأحد، أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مناطق في مدينة رفح بجنوب غزة إلى محور فيلادلفي على طول الحدود بين مصر والقطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد استعادة جثة الجندي الإسرائيلي أورون شاؤول الذي كان محتجزا في قطاع غزة منذ العام 2014 خلال "عملية خاصة".
وقال الجيش في بيان "في عملية سرية خاصة ... تم استرجاع جثمان الجندي المفقود شاؤول أورون الذي سقط في معركة في حي الشجاعية (شمال القطاع) في 20 يوليو (تموز) 2014".
في انتظار الهدنة، استمرت الغارات الإسرائيلية عل القطاع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 130 شخصاً منذ الأربعاء، وفق الدفاع المدني في غزة.
وقُتل أمس السبت خمسة أفراد من عائلة واحدة من النازحين الفلسطينيين في قصف استهدف خيمتهم في المواصي بخان يونس جنوب القطاع، بحسب الدفاع المدني. وأظهرت لقطات لوكالة "الصحافة الفرنسية" أقارب يبكون قرب جثث، وبينها جثة طفل، في مجمع ناصر الطبي.
ورغم الإعلان عن التهدئة في غزة، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الداعمون للفلسطينيين، مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي على إسرائيل صباح أمس السبت، اعترضه الجيش الإسرائيلي الذي عاد وأعلن بعد الظهر اعتراض صاروخ ثان من اليمن على إسرائيل تبنى الحوثيون إطلاقه.
تحذير حوثي
وحذر الحوثيون اليوم الأحد، "القوات المعادية في البحر الأحمر" من "مغبة أي عدوان" على اليمن خلال فترة وقف النار في غزة.
وقال الحوثيون في بيان، "القوات المسلحة اليمنية تحذر القوات المعادية في البحر الأحمر من مغبة أي عدوان على بلدنا خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة وأنها ستواجه أي عدوان بعمليات عسكرية نوعية ضد تلك القوات بلا سقف أو خطوط حمراء".
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة "إكس"، "بناءً على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء، سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد 19 يناير بالتوقيت المحلي في غزة".
وفي مقابلة تلفزيونية أول من أمس الجمعة، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن اتفاق الهدنة في غزة هو "نفس الاتفاق الذي عملنا على صياغته وأقرته الأطراف" في ديسمبر (كانون الأول) 2023.
كما أسف في تصريحات لقناة "سكاي نيوز" البريطانية لأن "13 شهراً من المفاوضات هُدرت"، مع ما رافق ذلك من خسائر بشرية.
وأقر مجلس الوزراء الإسرائيلي، فجر أمس السبت، الخطة رغم معارضة وزراء اليمين المتطرف. وسبق لـ"حماس" أن أعلنت موافقتها على شروط الاتفاق والتزمت تنفيذه.
جرائم حرب
لكن "حماس" عدت في بيان السبت، أن "الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه العدوانية، ولم يفلح إلا في ارتكاب جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، إن بلاده تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أميركي، متعهداً إعادة كل الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى ديارهم.
وجاء في خطاب متلفز لرئيس الوزراء، "نحتفظ بحق استئناف الحرب إذا لزم الأمر، بدعم أميركي"، وذلك عشية بدء سريان وقف إطلاق النار.
وأضاف، "إذا أجبرنا على استئناف الحرب، فسنفعل ذلك بقوة"، لافتاً إلى أن إسرائيل "غيرت وجه الشرق الأوسط" منذ بدء الحرب.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان، "بعد مراجعة كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب، أوصت (الحكومة الأمنية) مجلس الوزراء بالموافقة" عليه.
نص الاتفاق
ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في غزة.
في المقابل تُفرج إسرائيل عن 737 معتقلاً فلسطينياً، وفق ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت، موضحة أن عملية الإفراج لن تتم قبل الرابعة بعد ظهر الأحد (الساعة 14:00 ت غ).
من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل و"حماس"، أمس السبت، أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينياً معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية في المرحلة الأولى من الهدنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واشترط نتنياهو، مساء السبت، تلقيه لائحة بأسماء الرهائن المزمع الإفراج عنهم الأحد، قبل أي عملية تبادل.
وجاء في بيان لنتنياهو، "لن نمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق ما لم نتلقَّ، كما هو متفق عليه، لائحة بأسماء الرهائن الذين سيُفرج عنهم".
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق بكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.
وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بشكل تام خلال المرحلة الأولى.
وأفاد مصدران قريبان من "حماس" بأنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.
نقاط صحية
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إن نقاطاً أقيمت عند معابر كرم أبوسالم وإيريز ورعيم حيث سيُعاين أطباء واختصاصيون نفسيون الرهائن المفرج عنهن قبل "نقلهن بمروحية أو بسيارة" إلى مستشفيات في إسرائيل.
وحددت السلطات الإسرائيلية أول من أمس الجمعة، أسماء 95 معتقلاً فلسطينياً سيُفرج عنهم اليوم الأحد، غالبيتهم نساء وقاصرون، ومعظمهم اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات "لمنع أي مظاهر للاحتفال علناً" عند إطلاق سراحهم.
والرهينتان الفرنسيان عوفر كالديرون (54 سنة) وأوهاد ياهالومي (50 سنة) هما ضمن 33 رهينة سيجري الإفراج عنهم في المرحلة الأولى بحسب باريس.
مساء السبت في تل أبيب، أكدت الشرطة الإسرائيلية أن مهاجماً طعن شخصاً في وسط المدينة وأصابه بجروح خطرة قبل أن يطلق عليه مدني النار ويتمكن من "تحييده".
وأعلنت "حماس" أن منفذ عملية الطعن في تل أبيب من نشطائها من دون أن تتبنى الهجوم.