ملخص
لن يصبح قبول إسرائيل للاتفاق رسمياً حتى الموافقة عليه من مجلس الوزراء الأمني المصغر والحكومة الإسرائيلية، وكان من المقرر التصويت عليه أمس الخميس، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرجأ الاجتماع، واتهم "حماس" بتقديم مطالب في اللحظة الأخيرة.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إيجاد طريقة لاستيعاب المخاوف المشروعة" للفلسطينيين من أجل استدامة إسرائيل على المدى الطويل. وقال بايدن الذي يسلم السلطة للرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب يوم الإثنين في مقابلة على شبكة (إم إس إن بي سي) "فكرة أن إسرائيل ستكون قادرة على إعالة نفسها على المدى الطويل من دون استيعاب القضية الفلسطينية... لن يحدث ذلك"، وأضاف أنا على نتنياهو "إيجاد طريقة لاستيعاب المخاوف المشروعة لمجموعة كبيرة من الناس تسمى الفلسطينيين، الذين ليس لديهم مكان للعيش بشكل مستقل".
اتفاق
واليوم، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "التوصل إلى اتفاق في شأن إطلاق سراح الرهائن" المحتجزين في قطاع غزة، مضيفاً أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت لاحق من اليوم.
وقال مكتبه في بيان "أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جانب فريق التفاوض بأنه تم التوصل إلى اتفاقات للإفراج عن الرهائن"، وأضاف البيان أنه من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الجمعة للموافقة على الاتفاق.
وأشار إلى أن "رئيس الوزراء أمر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بالاجتماع اليوم الجمعة، وستجتمع الحكومة بعد ذلك للمصادقة على الاتفاق"، وأضاف المكتب أنه تم إبلاغ عائلات الرهائن وأنه يجري الاستعدادات لاستقبالهم.
وفي حال موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على اتفاق الهدنة، سيبدأ سريانه الأحد وسيتضمن تبادل رهائن إسرائيليين في مقابل معتقلين فلسطينيين، وسيتم وضع اللمسات الأخيرة على شروط الوقف الدائم للقتال في مرحلة لاحقة.
وكانت إسرائيل اتهمت في وقت سابق حركة "حماس" بـ"التراجع" عن بنود من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت الدول الوسيطة أول من أمس الأربعاء التوصل إليه بعد أكثر من 15 شهراً من حرب خلفت عشرات آلاف القتلى ودماراً واسعاً وكارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني، وهو ما نفته "حماس"، كذلك اتهم مكتب نتنياهو الحركة بـ"محاولة الابتزاز للحصول على تنازلات في اللحظات الأخيرة".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عدة في وقت مبكر اليوم الجمعة أن إسرائيل وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً في وقت لاحق اليوم للموافقة عليه.
وأمس الخميس قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ يوم الأحد كما هو مخطط له، على رغم أن الأمر يستلزم عملاً من المفاوضين على حل "مشكلة عالقة" ظهرت في اللحظة الأخيرة.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير أمس الخميس إنه سيستقيل من حكومة نتنياهو إذا وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، لكن زعيم المعارضة يائير لابيد قال لرئيس الوزراء في منشور على إكس إنه سـ"تحصل على كل شبكة أمان تحتاج إليها لإتمام صفقة الرهائن"، مما يشير إلى أن نواب المعارضة سيدعمون الحكومة لضمان عودة الرهائن.
تقدم
وفي وقت سابق، ذكر مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه، أن الأطراف تحرز تقدماً جيداً للتغلب على آخر المعوقات، وأضاف لـ "رويترز": "أرى أن الأمر سيكون على ما يرام".
وكان المسؤول قال في وقت سابق إن الخلاف يتعلق بأسماء عدد من الأسرى الذين تطالب "حماس" بالإفراج عنهم، وقال المسؤول إن بريت ماكغورك مبعوث الرئيس جو بايدن وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترمب في الدوحة مع وسطاء مصريين وقطريين للعمل على حل الخلاف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الفرح تحول إلى حزن
ميدانياً وبسبب القصف المكثف تحول الفرح بالهدنة إلى حزن وغضب في غزة حيث شنت طائرات حربية إسرائيلية ضربات على القطاع وصفت بأنها من بين الأعنف خلال أشهر، وقالت السلطات الفلسطينية إن 86 شخصاً في الأقل قتلوا منذ إعلان التوصل إلى هدنة، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية نفذت في وقت مبكر اليوم الجمعة أحزمة نارية شمال قطاع غزة.
وأفادت بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت في وقت مبكر من اليوم مناطق في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. وليل الخميس، ذكرت مصادر فلسطينية أن إسرائيل قصفت مبنى سكنياً مكوناً من ستة طوابق بالقرب من مسجد الهدى في مخيم النصيرات وسط القطاع، وكان قصف سابق على مناطق محيطة بالمخيم أسفر عن إصابات عدة.
وجرى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار المعقد أول من أمس الأربعاء، بعد جهود وساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف الحرب التي دمرت القطاع الساحلي وأشعلت الشرق الأوسط.
ويحدد الاتفاق ستة أسابيع من وقف إطلاق النار بصورة مبدئية وانسحاباً تدريجاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة الذي قتل فيه عشرات الآلاف، ومن المقرر إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" في مقابل الإفراج عن فلسطينيين من سجون إسرائيل.
ويمهد الاتفاق الطريق إلى زيادة المساعدات لغزة التي نزح معظم السكان فيها، وقال خبراء الأمن الغذائي في أواخر العام الماضي إن سكان القطاع يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء.
وتصطف شاحنات المساعدات في طوابير بمدينة العريش المصرية، بانتظار دخول غزة بمجرد إعادة فتح الحدود.
"التنفيذ الكامل"
في هذا الوقت، وصف قادة دول "مجموعة السبع" الاتفاق حول الهدنة في غزة بأنه "تطور مهم" داعين "حماس" وإسرائيل إلى العمل على "تنفيذه الكامل"، وقال القادة في بيان "نحض فوراً جميع الأطراف على التفاوض بشكل بناء على المراحل اللاحقة للاتفاق، لضمان تنفيذه الكامل وإنهاء الأعمال العدائية بشكل نهائي".
احتجاجات
وفي القدس، خرج بعض الإسرائيليين إلى الشوارع حاملين توابيت فارغة احتجاجاً على وقف إطلاق النار وأغلقوا طرقاً واشتبكوا مع الشرطة.
ويترك الاتفاق مصير غالب الرهائن الإسرائيليين المتبقين البالغ عددهم 98 في غزة من دون حل حتى الآن، وتتضمن قائمة من 33 اسماً من المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، نساء وأطفالاً ومسنين ومرضى وجرحى. ومن بينهم يائير هورن (46 سنة) الذي اختطف من أحد التجمعات السكانية الإسرائيلية، لكنها لا تشمل شقيقه إيتان (38 سنة) الذي اختطف معه، ولم يقدم أي تفسير علني للسبب في ذلك.
وقالت والدتهما روث ستروم بصوت مرتجف "ماذا سيحدث وقت فراقهما وإخبارهما أن أحدهما سيخرج والآخر لا؟"، وأضافت "أعرف أن قوتهما تكمن في الوجود معاً، ووقوف كل منهما بجانب الآخر".