ملخص
تتجه الأنظار خلال الأيام القليلة المقبلة إلى التشكيلة الحكومية التي سيعمل عليها نواف سلام، بناء على الاستشارات مع النواب والكتل النيابية، فيما ستكون الخطوة المقبلة أن يقدم تشكيلته إلى رئيس الجمهورية ليوافق عليها ويصدر بعدها مرسوماً موقعاً من الاثنين معاً، قبل أن تسلك هذه التشكيلة طريقها إلى المجلس النيابي خلال مدة 30 يوماً، وهناك إما تحصل على ثقة النواب بغالبية الحاضرين منهم، أو لا تحظى بها.
دعا مجلس الأمن الدولي أمس الخميس إلى الإسراع في تشكيل حكومة في لبنان، معتبراً ذلك خطوة "بالغة الأهمية" لاستقرار البلاد والمنطقة بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ورحب المجلس بانتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية في التاسع من يناير (كانون الثاني)، مما وضع حداً لشغور استمر أكثر من سنتين في سدة رئاسة البلاد، كما رحب بتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة المقبلة.
وحض مجلس الأمن في بيان رئاسي "السلطات اللبنانية الجديدة على البناء على جهودها حتى الآن من خلال الاستمرار في العمل بصورة بناءة لتعزيز استقرار البلاد، وتشكيل حكومة بسرعة".
وأضاف البيان أن "مجلس الأمن يشدد على أن تشكيل الحكومة أمر بالغ الأهمية لاستقرار لبنان وقدرته على الصمود في وجه التحديات الإقليمية والمحلية، ويشجع جميع الأطراف في لبنان على إظهار الوحدة المتجددة لتحقيق هذه الغاية".
كما جدد المجلس "دعمه الحازم لسلامة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي"، ودعا كل الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و"حزب الله" في نوفمبر (تشرين الثاني).
انتهاء الاستشارات النيابية
وأنهى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة في لبنان القاضي نواف سلام الاستشارات النيابية غير الملزمة مع النواب في مبنى البرلمان وسط بيروت، بعد لقائه لليوم الثاني مجموعة من النواب بصورة منفردة أو على صعيد كتل نيابية كبرى. وهو كان التقى كل النواب باستثناء كتلتي "حزب الله" وحركة "أمل" اللتين لم تلتقيا الرئيس المكلف اعتراضاً على ما شهدته الساحة السياسية خلال الأيام الماضية، وعدتاه انقلاباً سياسياً كما تقول أوساطهما، من دون أن تعلن مشاركتهما في الحكومة المرتقبة من عدمها.
وكان نواف التقى الخميس النواب جميل السيد وجان طالوزيان وأسامة سعد وعبدالرحمن البزري وجهاد الصمد وميشال ضاهر وغسان سكاف وإيهاب مطر وشربل مسعد وعبدالكريم كبارة وبولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة.
وتتجه الأنظار خلال الأيام القليلة المقبلة إلى التشكيلة الحكومية التي سيعمل عليها نواف سلام بناء على الاستشارات مع النواب والكتل النيابية، فيما ستكون الخطوة المقبلة أن يقدم تشكيلته إلى رئيس الجمهورية ليوافق عليها ويصدر بعدها مرسوماً موقعاً من الاثنين معاً، قبل أن تسلك هذه التشكيلة طريقها إلى المجلس النيابي خلال مدة 30 يوماً، وهناك إما تحصل على ثقة النواب بغالبية الحاضرين منهم أو لا تحظى بها.
ولا يزال حتى اللحظة موقف "الثنائي الشيعي" غير محسوم لناحية المشاركة في هذه الحكومة أم لا.
غوتيريش وماكرون
هذا وقد أعلن وصول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي.
كذلك يصل إلى العاصمة بيروت اليوم الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفي هذا السياق كشفت وسائل إعلام لبنانية محلية عن أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان ستكون زيارة عمل ولن تكون رسمية، من ثم الرئيس جوزاف عون لن يستقبله في المطار إنما في قصر بعبدا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدورهما أكدا خلال محادثة هاتفية جرت بينهما أول من أمس الأربعاء "دعمهما الكامل"، لتشكيل "حكومة قوية" في لبنان، بحسب ما أعلن الإليزيه أمس الخميس.
بناء الدولة
رئيس الجهورية الجديد جوزاف عون كان التقى اليوم في قصر بعبدا وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الذي أعلن "سنعمل على إيجاد خطوات عملية لتعزيز التعاون وضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار"، مؤكداً استمرار الأردن بدعم الجيش اللبناني كما سيقومون بدورهم بما يخص إعادة الإعمار".
كذلك زار القصر الرئاسي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى على رأس وفد هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، وقال عون بعد اللقاء إن "لبنان الدولة هو الذي يحمي الطوائف وليس دولة الطوائف هي التي تحميه. لقد رأينا ما حصل وقد دمر كل لبنان كما الاقتصاد، ولم تدمر طائفة وأخرى لا، ولم تفتقر طائفة وأخرى لم يطاولها الفقر. إن ما ألم بلبنان ألم به كله، وهذه مسؤولية مشتركة بين رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ورئاسة مجلس الوزراء والمجلس النيابي ورئاسة المجلس والمجتمع المدني والروحي".
وعن تشكيل الحكومة، قال رئيس الجمهورية "نأمل في أن يوفق الله رئيس الحكومة المكلف تشكيل حكومة بأسرع وقت، مما يسهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج ونبني جسور الثقة".
ثم التقى عون حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الذي صرح بعد اللقاء قائلاً "منذ انتخاب الرئيس إلى اليوم، تحسن الوضع الاقتصادي وسياسة ’المركزي‘ اليوم هي استقرار سعر الصرف".
وأضاف "لا تراهنوا على متغيرات سعر الصرف في المستقبل القريب، لأن ذلك لا يحصل إلا بالاتفاق مع الحكومة".