ملخص
تعد هذه ثاني زيارة لوزير الخارجية المصري إلى السودان منذ بدء الأزمة هناك، بعد زيارته السابقة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 2024.
قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمس الخميس.
وقال أحد المصادر، وهو دبلوماسي، إن سبب هذه الخطوة هو استهداف القوات المسلحة السودانية للمدنيين والبنية الأساسية المدنية ومنع وصول المساعدات، وكذلك رفض المشاركة في محادثات السلام العام الماضي.
ورفضت وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش العقوبات الأميركية "غير الأخلاقية" التي أعلن الخميس فرضها على البرهان، معتبرة أنها تفتقر "لأبسط أسس العدالة والموضوعية".
وجاء في بيان للخارجية السودانية أن قرار فرض العقوبات "لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة"، بعد 21 شهراً على بدء الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وشددت الخارجية على أن البرهان "يدافع عن الشعب السوداني في وجه مخطط الإبادة الجماعية".
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس عن "أسف حقيقي" بسبب الفشل في إنهاء حرب السودان، مبدياً أمله في أن تواصل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب محاولاتها لتحقيق السلام في هذا البلد.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي لمناسبة قرب انتهاء ولايته، "بالنسبة إلي نعم، إنه أسف آخر حقيقي في ما يتعلق بالسودان، إذ لم نتمكن خلال فترة ولايتنا من تحقيق هذا النوع من النجاح".
الأسبوع الماضي، قال بلينكن إن قوات "الدعم السريع" التي تقاتل الجيش السوداني ارتكبت "إبادة جماعية" وأعلن فرض عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو، وأشار بلينكن إلى أن "هذه العقوبات مجتمعة تؤكد وجهة نظر الولايات المتحدة بأن أياً من الرجلين لا يصلح لحكم سودان مسالم في المستقبل".
إلا أنه شدد على أن "الولايات المتحدة تبقى مصممة على محاسبة المسؤولين عن الفظائع التي ارتكبت في السودان، ودعم الانتقال الديمقراطي والمدني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وزارة الخارجية المصرية أمس الخميس إن الوزير بدر عبدالعاطي التقى مع مجموعة من الوزراء السودانيين في بورتسودان، وبحث معهم سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، بما في ذلك مسألة إعادة الإعمار بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان.
وأضافت الوزارة في بيان أن عبدالعاطي اجتمع أمس الأربعاء مع وزراء الخارجية والصحة والنقل والعدل والمالية والتخطيط الاقتصادي.
وجاء في البيان أن الجانبين عبرا عن تطلعهما "إلى عقد الملتقى الثاني لرجال الأعمال في السودان خلال الفترة المقبلة، لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين".
وقال البيان "تناول وزير الخارجية مع الوزراء السودانيين مسألة إعادة الإعمار في السودان، في مرحلة ما بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في البلاد".
وأضاف أنه "عبدالعاطي استعرض الإمكانات المميزة للشركات المصرية في كثير من المجالات، والخبرة التي أصبحت تتمتع بها، والمشاريع التنموية التي قامت بتدشينها في أفريقيا في مجال البناء والتشييد والطاقة والزراعة والصناعات الدوائية والغذائية"، مؤكداً إمكان أن يكون لهذه الشركات دور محوري في دعم السودان وتطلعاته التنموية.
واندلع الصراع في السودان في أبريل (نيسان) عام 2023 بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بعد نحو أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، مما أدى إلى نزوح ملايين وتسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية بالعالم.
وحقق الجيش تقدماً ملموساً خلال الأيام الأخيرة باستعادته السيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، مما يحتمل أن يشكل نقطة تحول في الصراع الدائر منذ ما يقارب عامين.
وكان عبدالعاطي اجتمع مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان أمس في بورتسودان، وناقش معه جهود دعم الاستقرار في البلاد واستئناف نشاطه في الاتحاد الأفريقي.
وتعد هذه ثاني زيارة لوزير الخارجية المصري إلى السودان، منذ بدء الأزمة هناك بعد زيارته السابقة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 2024.