ملخص
تحقيق جهاز الاستخبارات البريطاني حول الممثل ديك بوغارد استمر ستة أعوام للاشتباه في ارتباطه بالجواسيس الروس، ولكن ما من دليل وجد على تورطه أو زيارته لروسيا، وانتهت بتقرير يعتبر التحقيق "غير مرضٍ" ويصفه بأنه "رجل منعزل وجاد".
صرح الممثل الإنجليزي ديك بوغارد ذات مرة "هناك شيء خاطئ بالممثلين، لطالما كنا دائماً فئة مشبوهة". لكن بوغارد لم يكن ليتخيل أن يصبح نفسه هدفاً للشبهات التي دفعت جهاز الاستخبارات البريطاني "أم آي 5" MI5 إلى التحقيق في أمره مدة ستة أعوام، لمعرفة ما إذا كان قد جُند من قبل الجواسيس الروس.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فقد كشفت ملفات MI5 التي رُفعت عنها السرية حديثاً أن التحقيق بدأ بناء على زعم مصدر مجهول بأن ممثلاً شاباً تواصلت معه الاستخبارات الروسية (كي جي بي) أثناء زيارته موسكو بين عامي 1958 و1959، وأشارت الملفات إلى أن الاستخبارات البريطانية كانت تخشى استهداف بوغارد في "عملية إيقاع" من قبل الـKGB، استناداً إلى تقارير تُفيد بأن اسمه أُدرج ضمن قائمة تضم "ستة مثليين بريطانيين معروفين" جرى تسليمها للروس.
بحث عملاء MI5 في مقالات الصحف ومجلة فاريتي بحثاً عن معلومات تخص بوغارد وممثلين آخرين زاروا موسكو خلال تلك الفترة، بينهم جيمس روبرتسون جاستس وبيتر آرني وتومي ستيل.
وصفته الوثائق بـ "مثلي بلا شك، لكنه ساحر للغاية"، ولم تجد التحقيقات أي دليل يثبت أنه زار روسيا، كما لم يُعلن بوغارد علناً عن ميوله الجنسية طوال حياته على رغم أنه كان في علاقة طويلة الأمد مع مدير أعماله أنتوني فورود.
وفي عام 1971 استدعت الاستخبارات البريطانية بوغارد لإجراء مقابلة معه داخل القنصلية البريطانية في نيس أثناء زيارته طبيب أسنانه في مونت كارلو، ووفقاً لتقرير المقابلة فقد كان بوغارد "مضطرباً بوضوح" عند إبلاغه بأن اسمه مدرج ضمن قائمة سُلمت للاستخبارات السوفياتية، وأوضح للضابط أن هذه الادعاءات "سخيفة"، معبراً عن قلقه وعدم معرفته بكيفية وصول اسمه إلى الـ KGB.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال اللقاء تساءل بوغارد عما إذا كان عليه قبول دعوة للسفر إلى روسيا إن طُلب منه ذلك لتصوير فيلم، ملاحظاً أن الضيوف يُشجعون عادة على شرب الكحول بكثرة خلال الحفلات، وقد يضع ذراعه حول رجل آخر، فرد الضابط قائلاً إن الإيقاع يتطلب أكثر من ذلك بكثير، فسأل بوغارد إذا كان ذلك يشمل مشهداً على السرير أو الأريكة، ليجيبه الضابط "نعم ربما يكون كذلك." [أي أن يجري استخدام الأمر لاحقاً كوسيلة ابتزاز].
وخلص تقرير MI5 إلى أن بوغارد "لا يبدو هدفاً واعداً" بالنسبة إلى الاستخبارات السوفياتية، واصفاً إياه بأنه "رجل منعزل وجاد، وربما يتأثر كثيراً بفورود في حياته الخاصة".
وعلى رغم أن الأدلة على ميوله الجنسية كانت قوية ولا يمكن إنكارها، لكن MI5 لم ير أي سبب للتشكيك في صدقه بشأن القضايا الأخرى.
واُختتم التحقيق بوصفه "غير مرض" حيث أُهدرت جهود وموارد كبيرة من دون تحقيق نتائج ملموسة.
