Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاحتجاجات تتواصل في العراق... ووعود للفقراء والعاطلين عن العمل

رئيس البرلمان يلتقي وفداً من المتظاهرين وأحاديث عن محاسبة المتورطين في استخدام العنف

في وقت كانت دماء المتظاهرين العراقيين تسيل في شوارع بغداد وغيرها من المناطق، إثر استخدام الشرطة الرصاص الحي في قمع التظاهرات، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل وجرح 39 آخرين اليوم السبت، نشطت الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهوريَّة، رئاسة الحكومة، ورئاسة مجلس النواب) لمحاولة إيجاد حل سياسي للأزمة المستفحلة بالعراق.

اجتماع الحلبوسي والمتظاهرين

وخرج رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي من اجتماع وُصف بـ"العاصف"، عقده مع 100 شخص اُختيروا ليكونوا ممثلين عن الشبان المحتجين، وأعلن سلسلة تدابير من شأنها أن تمتص غضب الشارع. وقال الحلبوسي، "الاجتماع مع وفد المتظاهرين أسفر عن اتفاق على ضمان حقوق المتقاعدين"، معتبراً أن "الفساد والإرهاب خطران متوازيان يهددان الدولة العراقيَّة".
وأشار إلى أنه "سيتم اقتطاع جزء من رواتب الوظائف العليا لتدريب الكوادر والخريجين في العراق وخارجه، كما سيُفتح باب التسجيل للعاطلين عن العمل في وزارة الدفاع العراقيَّة".
وأكد أن "البرلمان سيعمل على تثبيت جميع العاملين في الدولة"، مضيفاً "ندرس خطة لاستيعاب خريجي الجامعات حسب سنوات التخرج". واعتبر الحلبوسي أن "الفقراء في العراق مسؤوليَّة البرلمان والحكومة وجميع السلطات"، مشيراً إلى أنه "سيتم تخصيص مبالغ ماليَّة للعائلات الفقيرة والمحتاجين بالعراق".
ورأى رئيس البرلمان العراقي أن "مشكلة الفساد بالعراق تتلخص في عدم إنجاز المشروعات، ويجب تجاوز البيروقراطيَّة لتسريع عمليَّة إنجاز المشروعات"، وتحدَّث عن "تفعيل قرارات مجلس الوزراء فيما يتعلق بحَاملي الشهادات".

صالح وعبد المهدي

في غضون ذلك، اجتمع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي لبحث آخر التطورات على الساحة العراقيَّة، وأكدا أهميَّة تلبيَّة المطالب المشروعة للمتظاهرين ومحاسبة المتورطين في استخدام العنف، وبحث المسؤولان العراقيان سُبل تدارك الأحداث الأخيرة بما يضمن المصلحة العامة والاستقرار.

الوضع الميداني

وكانت التظاهرات تجددت في وسط العاصمة العراقيَّة بعد ظهر السبت، الـ5 من أكتوبر (تشرين الأول)، وسُمع إطلاق رصاص حي باتجاه المتظاهرين الذين تجمّعوا في محيط وزارة النفط على الطريق المؤديَّة إلى ساحة التحرير، بينما ذكرت الشرطة العراقيَّة ومصادر طبيَّة أن 5 أشخاص قُتلوا في اشتباكات جرت اليوم بين المتظاهرين وقوات الأمن في بغداد. وارتفعت حصيلة الضحايا في اليوم الخامس للاحتجاجات المتواصلة منذ الثلاثاء في بغداد ومناطق عراقيَّة أخرى إلى ما لا يقل عن 104 قتلى، معظمهم متظاهرون، إضافة إلى نحو 4 آلاف جريح، حسب آخر حصيلة أعلنتها مفوضيَّة حقوق الإنسان العراقيَّة.
وقالت مصادر طبيَّة إن "معظم المتظاهرين قُتِلوا بالرصاص"، مشيرةً إلى أن ستة من رجال الشرطة قُتلوا أثناء هذه التظاهرات في بغداد ومناطق عدة جنوب البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رفع حظر التجول

ورفع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي حظر التجول في بغداد بدءاً من الساعة الخامسة فجر السبت، وذلك "لضرورات ومتطلّبات المواطنين في حياتهم اليوميَّة". ونتيجة للتطورات الداميَّة والمتسارعة، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
وكان الصدر طلب من نواب كتلة "سائرون" تعليق عضويتهم في البرلمان لحين إعلان برنامج وزاري يُرضي العراقيين.
واستجاب رئيس الكتلة صباح الساعدي إلى الطلب، وأعلن مقاطعة الجلسة التي سيعقدها البرلمان، السبت، وهي مخصصة للاحتجاجات ومطالب المتظاهرين.
وفيما دعت المرجعيَّة الدينيَّة الشيعيَّة بالعراق الحكومة والبرلمان إلى تحمّل المسؤوليات والاستجابة إلى مطالب المتظاهرين، وحذرت من توسّع الحركة الاحتجاجيَّة، قال رئيس الحكومة عادل عبد المهدي إن حكومته "اتخذت إجراءات لمحاسبة الفاسدين"، وإنه اُتخذ قرار "إطلاق سراح المحتجزين ممن لم يرتكبوا أعمالاً جنائيَّة".

المزيد من العالم العربي