Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آلاف المحتجين يجددون معركة الأقنعة في هونغ كونغ

رئيسة السلطة التنفيذية تلجأ إلى قانون لم يستخدم منذ 1967

تحدى عشرات الآلاف من المواطنين في هونغ كونغ سلطات الطوارئ التي فرضتها المدينة، وتظاهروا، الأحد 6 أكتوبر (تشرين الأول)، في وسط المدينة مرتدين الأقنعة، إذ يُعاقب من يُغطي وجهه بالسجن عاماً.

وردد المحتجون الأحد هتافات مثل "ثوروا يا مواطني هونغ كونغ" و"حاربوا في سبيل الحرية، ساندوا هونغ كونغ".

وتتأهب الشرطة لاحتجاجين رئيسيين الأحد خشية تكرار مشاهد الاحتجاجات العنيفة والتي عطلت الحياة في المركز المالي الآسيوي السبت.

وبعد ساعات من قرار الرئيسة التنفيذية للمدينة كاري لام تفعيل سلطات الطوارئ التي لم تستخدم منذ أكثر من 50 عاماً، تظاهر محتجون ملثمون في الشوارع يوم الجمعة وأضرموا النار في محطات للمترو وألحقوا أضراراً بفروع لبنوك صينية واشتبكوا مع الشرطة.

وقال لي، وهو طالب جامعي ارتدى قناعاً أزرق "قانون حظر الأقنعة يؤجج غضبنا وسينزل المزيد من الناس إلى الشوارع".

أضاف "لسنا خائفين من القانون الجديد وسنواصل النضال. سنناضل في سبيل الحق. أضع القناع لأقول للحكومة إنني لست خائفاً من الطغيان".

ودفعت احتجاجات هونغ كونغ المستمرة منذ أربعة أشهر في المدينة الخاضعة لحكم الصين صوب أسوأ أزماتها السياسية في عقود وتمثل أقوى تحد أمام الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ توليه السلطة قبل ست سنوات.

وقال شاهد إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع باتجاه إحدى المسيرات.

وقالت شركة (إم.تي.آر) المشغلة للسكك الحديدية إنها لم تتمكن من فتح بعض محطات المترو الأحد بعد إغلاقها على نحو لم يسبق له مثيل بسبب أعمال العنف يوم الجمعة. وأضافت أنها تحتاج إلى بعض الوقت لإصلاح المنشآت التي لحقت بها تلفيات

وستقلص ساعات تشغيل القطارات أكثر من ثلاث ساعات على أن ينتهي عملها الساعة التاسعة مساء.

وبدأت الاحتجاجات برفض مشروع قانون لتسليم المشتبه بهم للصين لمحاكمتهم وتحولت إلى حركة تنادي بالديمقراطية في مواجهة ما يعتبره المتظاهرون إحكاما لقبضة بكين على المدينة مما يقوض صيغة "دولة واحدة ونظامين" المعمول بها منذ أن سلمت بريطانيا هونغ كونغ للصين عام 1997.

الاحتجاج ضد الشيوعي الصيني

وحمل متظاهرون، السبت، لافتات تحتفل بذكرى مرور 70 عاماً على حكم الحزب الشيوعي في الصين وأحرقوها، قبل أن تندلع مواجهات طوال مساء أمس الجمعة، استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيّل للدموع في مواقع عدة، لتفريق محتجين سيطروا على طرق أو خربوا محطات للمترو أو أشعلوا نيراناً في الشوارع أو هاجموا متاجر داعمة للصين.

وفيما بدأ المحتجون تظاهراتهم السبت، دانت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام المحتجين المطالبين بالديموقراطية في بيان متلفز شديد اللهجة لتسببهم في "ليلة حالكة جدا".

موقف رئيسة السلطة

وقالت لام إن "أفعال مثيري الشغب المتشددين تسببت بليلة حالكة الظلمة بالنسبة إلى هونغ كونغ وتركت المجتمع نصف معطل. الجميع يشعرون بقلق كبير حتى أنهم خائفون".

وتابعت "لا يمكننا السماح لمثيري الشغب بمواصلة تدمير هونغ كونغ العزيزة على قلوبنا"، داعية المواطنين للنأي بأنفسهم عن المتظاهرين المتشددين.

وجاء التجمع في كوزواي باي رغم إغلاق شبكة المترو في أرجاء المدينة وقد أظهر رغبة المحتجين في تحدي الحظر على ارتداء الأقنعة، وهتف المحتجون "لسنا مثيري شغب، هم طغاة".

وفي شيونغ شوي على مقربة من الحدود الصينية، شاهد صحافيون مجموعات من المحتجين الملثمين يحطمون واجهات محال مملوكة لشركات صينية أو داعمة لبكين.

وقد شاهدوا ضباطاً، العديد منهم ملثمون ولا يضعون شارات الشرطة، وهم يقيدون رجلا يرتدي قناعاً في الحي التجاري بعد ظهر السبت.

وتم اعتقال واستجواب رجل وامرأة لكن يبدو أن الشرطة اطلقت سراحهما.

الخلفية

وتشهد هونغ كونغ احتجاجات مؤيدة للديموقراطية منذ أربعة أشهر اتّخذت منحى عنيفاً بشكل متزايد.

وأشعل مشروع قانون ألغي لاحقاً كان سيسمح بتسليم المطلوبين إلى البر الصيني الرئيسي التظاهرات في هونغ كونغ خلال الصيف.

وبعدما اتّخذت بكين والقادة المحليون موقفاً متشدداً، رفع المحتجون سقف مطالبهم فدعوا إلى مزيد من الحريات ومحاسبة الشرطة.

ورفضت لام تقديم تنازلات كبيرة لكنها جاهدت للخروج بحلّ سياسي يمكن أن يوقف العنف، تاركة الشرطة والمحتجين وجهاً لوجه يخوضون معارك عنيفة في شكل متزايد فيما ضرب الركود المدينة.

وشهدت هونغ كونغ أسوأ موجة عنف حتى الآن الثلاثاء الماضي حين احتفلت الصين بالذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي، حيث أصيب شاب مراهق برصاص الشرطة حين هاجم ضابطاً.

والجمعة، أعلنت لام منع ارتداء الأقنعة خلال التظاهرات، مستندة للمرّة الأولى منذ 52 عاماً إلى سلطات تُمنح في حالات طوارئ تعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني، لكن ذلك أثار سخطاً عارماً عوضاً عن تهدئة الأجواء.

عنف متنقل

وقالت متظاهرة تدعى ناتالي (32 عاما) إنّ "الحكومة لا تستمع إلينا. لذا فنحن نصعد من تحركنا"، فيما كان متظاهرون متشددون يحطمون محطة في حي تسيومغ كوان او الذي كان هادئاً فيما مضى.

وفي حي يوين لونغ في شمال المدينة، أطلق ضابط شرطة يرتدي ملابس مدنية الرصاص حين حاصره محتجون في سيارته وهاجموه بواسطة قنبلة مولوتوف انفجرت عند قدميه.

وذكرت وسائل إعلام محليّة أن شاباً مراهقاً أصيب بالرصاص في المنطقة نفسها، لكنّ الشرطة لم تؤكد إذا كانت الطلقة جاءت من الضابط نفسه أم لا.

بدورها، أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه عن انزعاجها للمنحى العنيف المتزايد للتظاهرات المدافعة عن الديموقراطية في هونغ كونغ.

وقالت خلال زيارة لماليزيا "إننا نشعر بالانزعاج إزاء ارتفاع مستويات العنف المرتبطة ببعض المظاهرات التي حدثت في الأيام الماضية"، وتابعت "أدين بقوة كل أفعال العنف من كافة الأطراف".

ورداً على سؤال عن حظر ارتداء الأقنعة، قالت "نعتقد أنّ أي تقييد يجب أن يكون له أساس شرعي ورسمي في القانون، وأن يكون متناسباً".

والسبت، علق العمل في وسائل النقل العام في هونغ كونغ بما في ذلك خط السكك الحديد الذي يخدم المطار الدولي، بحسب ما أفاد مشغّل هذه الوسائل.

وضع المدينة

وبدت الحياة في المدينة، التي تعد مركزاً مالياً رئيسياً، شبه مشلولة ومتوقفة.

وأغلقت مراكز التسوق أبوابها، فيما أعلنت سلاسل المتاجر أنها لن تفتح أبوابها كما ظلت المصارف الصينية مغلقة مع رسومات غرافيتي تشوه واجهاتها.

كما أعلن متجر "سيفين ايليفن" واسع الانتشار، الذي يفتح 24 ساعة يومياً، أنّه سيغلق أبوابه في أرجاء المدينة بعد ظهر السبت.

وفي بعض المناطق، تشكلت طوابير طويلة أمام المتاجر مع محاولة السكان تخزين بعض السلع الاستهلاكية اليومية مثل البيض والأرز وأوراق المرحاض وغيرها من السلع الرئيسية.

وفيما صدمت أحداث التخريب في المدينة الكثيرين من غير المعتادين على العنف، قال الكثير من النشطاء المعتدلين إنه لا يزال لديهم تعاطف مع مستخدمي العنف.

وبعد ظهر السبت، وفيما كان يتفقد رجل يدعى لوك (67 عاما) الدمار في متجره الكائن في محطة مترو، قال إنه يعارض التخريب لكن ليس بوسعه إدانة المخربين.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ "الحكومة لن تقدم أي تنازلات... الحكومة لا تقوم بحوار مع المواطنين. هم فقط يقومون بهذا السلوك الأحادي الجانب". ووصف رجل فرنسي يعيش في هونغ كونغ عرّف نفسه باسم ماركو قرار منع ارتداء الأقنعة بأنّه "يضيف الزيت على النار".

وتابع "لكنني اعتقد أن الأشخاص الذي حطموا المحطات متطرفون". وينص القانون الجديد، الذي قالت لام إن سيدخل حيّز التنفيذ منتصف الليل، على سجن أي شخص يرتدي قناعاً في تظاهرات مرخّصة أو غير مرخّصة لمدة تصل إلى عام.
ورحّبت جمعيات الشرطة والنوّاب المؤيدين للصين بالحظر.

واستُخدم القانون آخر مرّة خلال أعمال الشغب في 1967، وهي فترة شهدت مقتل أكثر من 50 شخصاً في سلسلة عمليات قتل وتفجيرات نفّذها يساريون واستمرت لمدة عام.

المزيد من دوليات