Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دبابات إسرائيل على مشارف دمشق "تطلق" هلع الأردن

يتجنب الانخراط في أي نزاع محتمل جنوب سوريا ويخشى موجة لجوء جديدة إلى أراضيه وضياع حقوقه المائية

تضع تحركات إسرائيل داخل جنوب سوريا الأردن في موقف حرج سياسياً وأمنياً (رويترز)

ملخص

ينظر الأردن إلى الجنوب السوري كامتداد طبيعي لأمنه القومي واستقراره الداخلي خصوصاً أنه يمتد على طول الحدود الأردنية الشمالية بما يقارب 375 كيلومتراً.

يراقب الأردن بقلق اقتراب القوات الإسرائيلية من حدوده المشتركة مع سوريا بعد توغله في مناطق عدة من بينها جبل الشيخ والقنيطرة وريف دمشق، بحيث أصبحت الدبابات الإسرائيلية على بعد كيلومترات قليلة من الأراضي الأردنية مما يعزز المخاوف الأمنية والسياسية لدى الأردنيين.

ويقول مراقبون، إن من شأن هذه التطورات أن تنعكس سلباً على الأردن الذي يحاول منذ أعوام أن ينأى بنفسه عن أي مواجهة عسكرية في المنطقة التي تشهد تصعيداً عسكرياً وتطورات متلاحقة.

واكتفى الأردن رسمياً وعبر وزير الخارجية أيمن الصفدي بالتحذير من تداعيات استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، واعتبرها "خرقاً للقانون الدولي وتصعيداً خطراً"، من دون أن يشير إلى تبعات ذلك على الأردن.

فراغ أمني

يعتقد المراقبون أن الأردن يتجنب الانخراط في أي نزاع محتمل جنوب سوريا، خصوصاً إذا ما طال هذا النزاع حدوده القريبة أو تعرضت قواته العسكرية لاستفزازات.

 وتضع تحركات إسرائيل في جنوب سوريا الأردن في موقف حرج سياسياً في وقت تحاول عمان مواجهة تهديدات اليمين الإسرائيلي المتطرف في الضفة الغربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما يعد الأردن أي محاولة لإضعاف سوريا الجديدة بمثابة تحد قد يترك فراغاً أمنياً على مقربة منه بعد أعوام طويلة من الصمود في وجه حرب المخدرات وتهديدات الميليشيات الإيرانية بدعم من النظام السوري السابق.

 وغير بعيد من المخاوف الأمنية والسياسية تطل المخاوف الإنسانية برأسها أيضاً كواحدة من التداعيات المحتملة للوجود الإسرائيلي في الجنوب السوري، خشية حدوث موجة لجوء جديدة للسوريين إلى الأراضي الأردنية، في وقت تبدي السلطات عدم رضاها عن وتيرة عودة اللاجئين لديها بعد سقوط نظام بشار الأسد.

يؤكد وزير الداخلية الأردني مازن الفراية أن عدد السوريين الذين عبروا إلى سوريا من خلال معبر جابر- نصيب منذ 8 ديسمبر (كانون الأول) وحتى الآن 7250 سورياً، معظمهم من غير المصنفين كلاجئين، وهو رقم متواضع يفسره الوزير الأردني بالظروف الأمنية غير المستقرة خصوصاً في الجنوب السوري.

أبعاد سياسية

يؤكد وزير الإعلام السابق سميح المعايطة أن وحدة سوريا واستقرارها وخلوها من التطرف مصلحة أردنية، لكن دخول الجيش الإسرائيلي لمسافة 25 كيلومتراً عن دمشق يجعل من الجنوب السوري قضية أخرى بالنسبة إلى الأردن.

ويضيف المعايطة "ثمة مصالح أردنية تجعلنا نهتم بالجنوب السوري، فعبر الجنوب كانت حرب المخدرات والسلاح والإرهاب، وثمة خصوصية لهذا الجنوب كالأرض والتضاريس والتركيبة الاجتماعية وتداخل العشائر، وبوجود العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية واقترابه من دمشق أصبح له شكل جغرافي وأبعاد سياسية وعسكرية جديدة.

ويعد الجنوب السوري خاصرة الأردن الرخوة، وهو وفق المعايطة منطقة ذات أهمية استراتيجية للأردن، ويعد بمثابة خط الدفاع الأول عن أمنه القومي، لذلك فإن أي تحركات عسكرية أو أمنية في هذه المنطقة مصدر قلق دائم.

تهديد استراتيجي

يصف المحلل العسكري نضال أبوزيد الوجود الإسرائيلي قرب الحدود الأردنية - السورية بأنه تهديد استراتيجي للأردن. ويكشف عن أن هدف إسرائيل هو السيطرة على ريف درعا الغربي والاستحواذ على المنابع المائية المهمة لنهر اليرموك، أما سيطرته على جبل الشيخ فتعني تحكمه بالمورد المائي الرئيس لنهر الأردن.

وكان وزير المياه الأردني رائد أبوالسعود يحذر الأردنيين من صيف قاس بسبب قلة الموارد المائية، مما دفع مراقبين لربط هذه التصريحات بالسيطرة الإسرائيلية على موارد المياه المشتركة في سوريا، التي يحظى الأردنيون بحصة منها وفق اتفاقات ثنائية قديمة بين عمان ودمشق.

منذ أعوام يطالب الأردن سوريا بحقوقه المائية، ويدعو لتفعيل اتفاق وقعت عام 1987 مع دمشق لاستثمار نهرك اليرموك. ويقدر مراقبون حصة الأردن المائية من حوض اليرموك بـ375 مليون متر مكعب سنوياً، لا يحصل إلا على جزء يسير منها بسبب احتجاز الحكومة السورية المياه السطحية والجوفية قبل وصولها للأردن.

أهمية الجنوب السوري

يشرح الباحث في مركز "ستراتيجيكس" للدراسات جلال سلمي، أهمية الجنوب السوري للأردن ورغبته التاريخية بتأسيس عمق استراتيجي عربي في جنوب سوريا، وهو ما يفسر حرص الأردن على إبرام اتفاق خفض التصعيد وتحويله لاتفاق يحمي أمنه ومصالحه على الحدود مع سوريا عام 2017، وإبقاء الجماعات المسلحة المدعومة إيرانياً بعيدة من حدوده الشمالية مسافة 70 كيلومتراً قبل سقوط نظام الأسد الذي غير معادلات كثيرة.

وينظر الأردن إلى الجنوب السوري كامتداد طبيعي لأمنه القومي واستقراره الداخلي، خصوصاً أنه يمتد على طول الحدود الأردنية الشمالية بما يقارب 375 كيلومتراً، وهي حدود طويلة تبدو عمان معنية بهدوئها واستقرارها لأن ذلك قد يعزز صدارتها في جهود إعادة إعمار سوريا.

يفسر المحلل السياسي عامر سبايلة ما يحدث بأن إسرائيل تسعى لإعادة صياغة الجغرافيا السورية بما يخدم مصالحها الأمنية وإزالة أي تهديد محتمل. كما أنها تريد فرض واقع جديد على الأرض في سوريا والتفاوض لاحقاً على بعض الأمور، بحيث تكون بوابة للعلاقة مع من يحكم سوريا مستقبلاً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات