ملخص
مع رفض الحكومة التراجع ووصف رئيس وزراء جورجيا إيراكلي كوباخيدزه المحتجين بـ"الجماعات العنيفة" و"الفاشية الليبرالية"، تعهد المتظاهرون بمواصلة النزول إلى الشوارع حتى إجراء انتخابات جديدة.
أسفر إطلاق نار في برلمان منطقة أبخازيا الانفصالية في جورجيا عن مقتل نائب محلي وجرح آخر، بحسب ما أفادت الخدمة الإعلامية للقيادة الأبخازية.
وجاء في بيان أن "النائب فاختانغ غولاندزيا مات متأثراً بجروحه"، مع الإشارة إلى أن النائب كان كفارتشيا جرح في الحادثة التي وقعت في العاصمة الإقليمية سوخومي.
وأوضح المصدر عينه أن "النائب كفارتشيا يعاني جروحاً متوسطة الخطورة"، من دون مزيد من التفاصيل عن ملابسات الحادثة ومرتكبيها.
وإثر حرب قصيرة دخل فيها الجيش الروسي إلى أراضٍ جورجية عام 2008، اعترفت موسكو باستقلال المنطقتين الانفصاليتين المحاذيتين لأراضيها أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ونشرت جنوداً فيهما.
وكانت أبخازيا أعلنت بصورة أحادية استقلالها عام 1992 في خطوة لم تعترف بها سوى موسكو.
وخلال الفترة الأخيرة، شهدت هذه المنطقة الصغيرة الواقعة بين جبال القوقاز والبحر الأسود، احتجاجات على اتفاق أبرم في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مع موسكو يتيح للشركات الروسية الاستثمار في أبخازيا.
وفي الـ15 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اقتحم متظاهرون مبنى البرلمان ومبنى في مجمع الإدارة الرئاسية في مسعى لمنع التصديق على الاتفاق.
ويخشى المحتجون أن يمهد الاتفاق الطريق لتملك الروس عقارات سكنية في مدن ساحلية عدة تطل على البحر الأسود.
وعام 1995، حظرت أبخازيا التي تضم نحو 240 ألف نسمة بيع العقارات السكنية للأجانب.
وفي أعقاب الاحتجاجات، أعلن رئيس أبخازيا أصلان بزانيا تنحيه نزولاً عند مطالب المتظاهرين.
في سياق آخر واصل آلاف الجورجيين المؤيدين للاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء تظاهراتهم بعد مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق الاحتجاجات اليومية، التي تطالب باستقالة الحكومة المتهمة بحرف تبليسي عن مسارها الأوروبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأثار قرار الحكومة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إرجاء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي احتجاجات حاشدة، في ظل أزمة ما بعد الانتخابات البرلمانية التي شهدت فوز حزب الحلم الجورجي الحاكم واعتبار المعارضة والغرب أن النتائج مزورة.
ولوح آلاف المحتجين أمام البرلمان بأعلام الاتحاد الأوروبي وجورجيا مساء أول من أمس الثلاثاء، إذ تنظم احتجاجات يومية منذ الـ28 من نوفمبر الماضي.
وفي وقت سابق اليوم، خرجت مسيرات في مواقع عدة في العاصمة تبليسي.
ومع رفض الحكومة التراجع ووصف رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه المحتجين بـ"الجماعات العنيفة" و"الفاشية الليبرالية"، تعهد المتظاهرون بمواصلة النزول إلى الشوارع حتى إجراء انتخابات جديدة.
وقال الطبيب المتقاعد غيديفان ميكادزي (78 سنة) "أظهرت الأسابيع الماضية أن الناس سيواصلون النزول إلى الشوارع، حتى يتنحى حزب الحلم الجورجي وتجرى انتخابات جديدة".
وأضاف متظاهر آخر، وهو طالب يبلغ 20 سنة ويدعى لاشا نارسيا، "ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أشهر، لا يهم ما المدة التي سنستمر فيها بالتظاهر، سنطرد هذه الحكومة الموالية لروسيا"، وتابع "نحن بحاجة إلى أشخاص مسؤولين يقودوننا فعلياً إلى الاتحاد الأوروبي".
وألقت الرئيسة المؤيدة للغرب سالومي زورابيشفيلي كلمة أمس الأربعاء أمام البرلمان الأوروبي، الذي رفض الاعتراف بفوز حزب الحلم الجورجي في الانتخابات ودعا إلى فرض عقوبات على مسؤوليه.
وقالت "عندما كان الجورجيون يقاتلون ليلاً ونهاراً، كانت أوروبا بطيئة في التنبه وبطيئة في الرد"، وسط تصفيق حار من أعضاء البرلمان الأوروبي، أضافت أن جورجيا تحتاج إلى "اهتمام سياسي مستمر من أعلى المستويات" في بروكسل.
خلال المرحلة الأولى من الاحتجاجات، استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود، وذكرت وزارة الداخلية أنه اعتقل أكثر من 400 شخص.
واتهم ليفان يوسيلياني، المسؤول الأعلى لحقوق الإنسان في جورجيا، وأيضاً منظمة العفو الدولية، الشرطة بـ"تعذيب" المعتقلين.
وأثارت الوحشية المزعومة للشرطة إدانات دولية، إذ فرضت واشنطن وعدد من الدول الأوروبية حظراً على منح مسؤولي الحلم الجورجي تأشيرات دخول، وحذرت من فرض مزيد من العقوبات الشخصية.