ملخص
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في مراحله الأخيرة "اندبندنت عربية" ترصد تطورات الملف وتفاصيله
بسرعة تقترب "حماس" وإسرائيل من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وبحسب معلومات "اندبندنت عربية" فإن المحادثات بين طرفي الحرب باتت في مراحلها الأخيرة، وقد تنضج المسودة النهائية الأسبوع الجاري.
منذ أيام عاد الزخم لجهود إبرام اتفاق بين "حماس" وإسرائيل، إذ أطلقت الإدارة الأميركية الحالية، بالتعاون مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب مساراً سياسياً جديداً لإنهاء حرب غزة، وتدخل جميع الوسطاء بقوة للعمل على ذلك.
تسليم قوائم الرهائن
نجحت مصر في صياغة خريطة طريق شاملة، وعملت على حل الخلافات بين طرفي الحرب سعياً إلى الوصول إلى صيغة اتفاق بموجبه تطلق "حماس" سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وتفرج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين من سجونها، وأيضاً يتوقف إطلاق النار لفترة طويلة قد تمهد لإنهاء الحرب الدائرة منذ 15 شهراً.
ووفقاً للمعلومات فإن "حماس" برفقة الفصائل المسلحة الأخرى انتهت من عملية إحصاء الرهائن، وأعدت قائمة بها جميع المعلومات عن المحتجزين لديها في غزة، وسلمتها إلى الوسيط المصري لعرضها على إسرائيل بهدف مناقشتها في اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت".
في المقابل وافقت إسرائيل على توقف عمليات المراقبة والرصد من الجو التي تقوم بها طائرات الاستطلاع في سماء غزة، وسحب الجيش جميع القطع الجوية من أجواء القطاع ليتيح الفرصة لـ"حماس" لإجراء حصر وجمع معلومات عن الرهائن.
تفاصيل الاتفاق
وتمهد عملية تسليم معلومات الرهائن لإسرائيل أساساً جيداً لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، إذ تفيد المعلومات الواردة أن وفداً فنياً من "حماس" وإسرائيل عقدا اجتماعاً غير مباشر في القاهرة لوضع أسس الاتفاق المرتقب.
وتؤكد معلومات "اندبندنت عربية" أن محادثات الاتفاق وصلت إلى مرحلة تبادل أسماء الأسرى عبر الوسطاء، إذ جرى طرح الإفراج عن 18 رهينة على قيد الحياة وخمس جثث في المرحلة الأولى من الصفقة التي قد تمتد إلى 60 يوماً.
يقول مراسل هيئة البث الرسمية الإسرائيلية سليمان مسودة "نضج الاتفاق المرتقب بين حماس وإسرائيل، في المرحلة الأولى منه سيطلق سراح الرهائن النساء والكبار والمرضى والمصابين بسبب الضربات الإسرائيلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف "من طرف إسرائيل فإنها تفرج عن مئات الأسرى الفلسطينيين بعضهم من أصحاب المحكوميات العالية، الآن طرحت حماس قائمة تطالب بالإفراج عنهم، وسيدرسها الليلة الكابنيت ويقرها على الغالب".
يوضح مسودة أن "الاتفاق يتضمن أيضاً تعليقاً كاملاً للأنشطة العسكرية لمدة تصل إلى 60 يوماً، وخلال تلك الفترة سينسحب الجيش الإسرائيلي من أجزاء مهمة في قطاع غزة، غير واضح إذا كان ذلك يتضمن محور نتساريم أو لا".
ويشير مراسل هيئة البث الرسمية الإسرائيلية إلى أن إسرائيل طلبت من الوسيط في قطر الضغط على "حماس" من أجل زيادة عن الرهائن الذين سيفرج عنهم كجزء من المرحلة الأولى للصفقة، لكن لم يتجاوب مع هذا الأمر، إذ لا تنطبق الشروط سوى على 18 فقط.
من وجهة نظره فإن الاتفاق يشبه صفقة صغيرة وليس اتفاقاً ينهي القتال، ولكنه يشير إلى أنه خلال أيام الهدوء سيعمل الوسطاء للتوصل إلى تفاهمات في شأن توقف شامل ونهائي للحرب، ويضمن الأميركيين عدم تجدد الأفعال العسكرية.
تؤكد المعلومات الواردة أن الرهائن الذين سيطلق سراحهم من غزة جزء منهم في قبضة فصائل أخرى مثل الجهاد والجبهة الشعبية، وهم جاهزون للتجاوب مع "حماس" في شأن ترتيبات الإفراج عنهم ضمن الاتفاق.
انهيار الأسد وضغط ترمب عوامل النجاح
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن "الأسبوع الجاري سيكون حاسماً لتظهر النوايا الحقيقية لدى حماس وإسرائيل في ما يتعلق بمفاوضات الصفقة، على الغالب بات الطرفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق، حتى لو كان موقتاً، وكل ذلك بفضل الرئيس ترمب الذي ضغط من أجل ذلك".
وبالفعل أرجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفضل في تطورات ملف الرهائن إلى تهديد ترمب الذي أطلقه وتوعد فيه الشرق الأوسط بالجحيم، يقول "انتخاب ترمب جزء من الأمور التي أدت إلى تجدد فرصة الزخم في صفقة تبادل الأسرى مع حماس واحتمال نجاحها".
ويضيف نتنياهو "الآن أؤيد وقف إطلاق النار، لقد باتت جميع الظروف مناسبة، وهناك فرصة متزايدة لإبرام صفقة مع حركة حماس، لقد أسهم في دفع هذه الصفقة سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والعملية الحازمة ضد حزب الله، هذه العوامل جعلت حماس وحيدة".
متفائلاً قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ "المفاوضات المكثفة باتت على شفير الانتهاء، دعونا نصلي معاً من أجل عودة الرهائن، نجاح تلك المحادثات سيعود بالخير على جميع أرجاء المنطقة، سيؤدي أيضاً إلى عملية سياسية مع المملكة العربية السعودية، وحوار شامل بين أبناء إبراهيم".
"حماس" متحفظة لكنها مرنة
أما في "حماس" فيقول المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه "هناك مساع من الوسطاء نأمل أن تترجم للوصول إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، نحن نفضل عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق بناء على طلب الوسطاء والأميركيين".
ويقر طه أن الإدارة الأميركية بقيادة ترمب هي السبب وراء هذا التقدم، ويضيف "الإدارة الأميركية المقبلة، أثرت في الوضع بصورة إيجابية، الآن حماس مستعدة لإظهار مرونة في شأن تنفيذ الاتفاق ولديها تنازلات في ما يشمل الجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأجزاء الرئيسة في غزة".
ويبدو أن ترمب يسعى جاهداً إلى تحقيق وعوده في معادلة صفر حروب، إذ يؤكد رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الإدارة الأميركية بقيادة ترمب تسعى إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقالوا له لما لا يتم ذلك اليوم.
في سياق متصل تقول أستاذة العلوم السياسية مجدولين نجم "يسارع الوسطاء الزمن من أجل الوصول إلى اتفاق خلال المهلة التي حددها الرئيس الأميركي المنتخب، ضغوط ترمب هي السبب في مرونة إسرائيل وحركة حماس".
وتضيف نجم "يبدو أن حماس اقتنعت بأن الشرق الأوسط تغير فعلياً عقب انهيار نظام الأسد، وباتت تشعر في الانفصال والعزلة، وهذا ما أسهم في الذهاب إلى اتفاق، فضلاً عن ضغوط الوسطاء التي تأتي في أعقاب تغيير الإدارة الأميركية".