ملخص
صداقة غوارديولا ومورينيو التي تحولت لعداء وحرب تصريحات تشتعل بسبب جماهير ليفربول، والمدرب الإسباني يحتوي الأمر
كعادة ثنائي من أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم، مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا ومدرب فناربخشه التركي جوزيه مورينيو، سادت بينهما مناوشات أعادت إلى الأذهان صراعهما أثناء وجودهما في قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد، والمنافسة القوية التي كانت بينهما باستمرار.
وقال غوارديولا في تصريحات صحافية "إذا كنت قد أسأت إليه، فأنا آسف بشدة، لكنها كانت مزحة، الواقع هو أنه حقق ثلاثاً وأنا ستاً، إنها حقيقة، لكن النية كانت حسنة تماماً".
وتابع "أعتقد أننا مع فريقينا، هو مع تشيلسي وأنا مع مانشستر سيتي، يمكننا الجلوس على الطاولة مع السير أليكس فيرغسون وأرسين فينغر، أليس كذلك؟ بسبب الألقاب العديدة التي فزنا بها، وأنا متأكد تماماً أنهما سيهنئاننا عاجلاً أم آجلاً".
وكانت الأزمة بدأت عقب هزيمة مانشستر سيتي أمام ليفربول في الجولة الثالثة من منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز بنتيجة 2-0 في سلسلة إهدار نقاط لفريق غوارديولا للمباراة السابعة على التوالي في جميع البطولات، إذ تلقى ست هزائم وتعادل في واحدة.
وهتفت جماهير ليفربول بصورة مفاجئة ضد غوارديولا بعد الهدف الثاني لفريقهم، إذ قالوا "ستُقال في الصباح"، وهو ما جعل المدرب الإسباني يخرج عن شعوره ويظهر عليه رد فعل غير عادي بالنسبة إلى شخصيته، إذ أشار إليهم بيديه برقم ستة، وهو عدد بطولات الدوري الإنجليزي التي حصل عليها مع مانشستر سيتي منذ توليه المهمة.
وقال غوارديولا في تصريحات بالمؤتمر الصحافي عقب اللقاء على هذا المشهد "كل الملاعب تريد إقالتي، بدأ الأمر في برايتون ولكنني لم أتوقع أن يحدث ذلك في أنفيلد، لم يفعلوا ذلك عندما كانت النتيجة هدفاً واحداً، بل بعد تقدمهم بثنائية، ولكن ذلك جزء من اللعبة وأنا أتفهم ذلك تماماً منهم، لقد خضنا كثيراً من الصراعات ضد بعضنا بعضاً خلال الأعوام الماضية، وأحمل لهم كثيراً من الاحترام".
وتوج غوارديولا (53 سنة) مع مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي في مواسم 2017 – 2018 و2018 – 2019 و2020 – 2021 و2021 – 2022 و2022 – 2023 و2023 – 2024.
ويعاني مانشستر سيتي في الموسم الجاري على مستوى جميع البطولات، إذ يوجد في المركز الرابع بعد مرور 14 جولة، إذ جمع 26 نقطة، بعد تحقيق الفوز في ثمانية لقاءات والتعادل في اثنين وتلقي أربع هزائم، وفي دوري أبطال أوروبا يحتل المركز الـ17 بعد مرور خمس جولات، إذ حقق الفوز في مباراتين وتعادل في مثلهما وتلقى هزيمة وذلك برصيد ثماني نقاط، إذ يوجد في المراكز التي ستتأهل إلى الدور الثاني الذي سيؤهل إلى دور الـ16 ولن يتأهل مباشرة رفقة المراكز الثمانية الأولى.
مورينيو يقتحم المشهد
وكان من المفترض أن ينهي تفسير وتعليق غوارديولا على المناوشات مع جماهير ليفربول الأمر، ولكنها كانت بداية لإنعاش عداوة سابقة مع المخضرم مورينيو، بسبب حرب التصريحات التي دارت خلال الأيام الماضية.
وكانت إشارة غوارديولا إلى جماهير ليفربول قد أعادت إلى الأذهان مشاهد مورينيو أثناء إشارته إلى جماهير تشيلسي برقم ثلاثة أثناء وجوده في الإدارة الفنية لمانشستر يونايتد، ليذكرهم أنه توج رفقتهم بثلاث بطولات للدوري الإنجليزي، وهي في مواسم 2004 – 2005 و2005 – 2006 و2014 – 2015.
وكان غوارديولا رد على أحد الأسئلة التي وجهت إليه عن هذه الواقعة بأنه هل من الممكن أن يواجه مصير مورينيو أم لا؟، وقال "آمل ألا يحدث ذلك، هو فاز بالدوري ثلاث مرات وأنا توجت بستة ألقاب، لكننا متشابهان".
لم تمر تصريحات غوارديولا مرور الكرام على المدرب البرتغالي الذي رد بقوة خلال المؤتمر الصحافي الخاص بمباراة فريقه فناربخشه أمام بيشكتاش في الدوري التركي.
وقال مورينيو "فزت بعدالة ونزاهة... لا أرغب في الفوز عبر التعامل مع 150 قضية أمام المحكمة".
ليعود غوارديولا مرة أخرى لتبرير تصريحاته أنه لم يقصد أي إساءة من تصريحاته تجاه مورينيو.
صداقة وانطلاق الصراع
وجاءت الأزمة لتحيي قصة صداقة بدأت منذ أن كان غوارديولا لاعباً في برشلونة ومورينيو مترجماً ثم مدرباً مساعداً في الجهاز الفني للفريق، قبل أن تتحول هذه الصداقة إلى صراع خارج وداخل الملعب بعدما جلس البرتغالي على مقعد المدير الفني لإنتر ميلان الإيطالي، ليواجه لاعبه السابق الذي يقود برشلونة فنياً وذلك في دوري أبطال أوروبا.
وكانت أولى المواجهات في دور المجموعات في موسم 2009 – 2010 حين تعادلا سلباً في الذهاب بإيطاليا قبل أن يفوز برشلونة بنتيجة 2-0 في الإياب بإسبانيا، ولكن استمر الثنائي في البطولة ليتواجه الفريقان في نصف النهائي وينجح مورينيو في الفوز ذهاباً بنتيجة 3-1 على أرضه ووسط جماهيره، قبل أن يخسر في الإياب 1-0 ويتأهل للنهائي بمجموع المباراتين 3-2 ليواجه بايرن ميونيخ الألماني ويتوج باللقب آنذاك بنتيجة 2-0.
وبدأ الصراع يتخذ منحى أقوى بتولي مورينيو تدريب ريال مدريد الإسباني، وتبدأ حرب فنية وأخرى عبر التصريحات خارج الملعب بين الطرفين، ليستمر العداء بين الصديقين وينتقل إلى الساحة الإسبانية، وأصبحت مباريات الكلاسيكو الإسباني بين برشلونة وريال مدريد ذات طابع آخر بوجود الثنائي على مقاعد البدلاء كمديرين فنيين.
ومن أشهر الخلافات بينهما أثناء وجودهما في الدوري الإسباني، في موسم 2010 – 2011، وذلك عندما تواجه الثنائي في ثلاث بطولات، الدوري الإسباني والكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حقق برشلونة الفوز في الجولة الأولى بالدوري بنتيجة 5-0 وتعادلا إيجاباً 1-1 في الدور الثاني ولكن مورينيو استطاع في نهائي كأس الملك خطف اللقب بهدف قاتل للبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وخرج غوارديولا آنذاك بانتقاد التحكيم بسبب خسارة اللقاء، ولكن مورينيو رد بقوة على المدرب الإسباني قائلاً "هناك نوعان من المدربين الأول ينتقد الحكام من دون خوف والثاني لا ينتقد الحكام، بيب هو نوع آخر ينتقد التحكيم بسبب اتخاذ القرار الصحيح".
ورد مدرب برشلونة السابق قائلاً "مورينيو دائماً يفوز خارج الملعب ولكن سنتواجه في الملعب غداً، هو قال عني بيب وسأناديه بجوزيه"، وذلك كان قبل ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا إذ كانت تفصل بين المباراتين سبعة أيام فقط.
وانتهت المباراة بفوز برشلونة بنتيجة 2-0 ليخرج مورينيو منتقداً التحكيم، ويعلق غوارديولا قائلاً "أتمنى في مرة أن يفوز مورينيو بالبطولة بصورة صحيحة"، ليستمر العداء بين الثنائي طوال مشوارهما.
وتواجه الثنائي وجهاً لوجه مع أكثر من فريق، مورينيو بقيادة إنتر ميلان وريال مدريد وتشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير، وغوارديولا في برشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي.
ووصلت المواجهات المباشرة بين الثنائي إلى 25 لقاءً حقق غوارديولا الفوز في 12 مرة مقابل سبع مرات لمورينيو، وتعادل الثنائي في ست مباريات.
ويعد غوارديولا هو المدرب الأكثر انتصاراً على مورينيو خلال تاريخ المدرب البرتغالي، وعلى مستوى النهائيات تواجه الثنائي في ثلاثة نهائيات على مدى مشوارهما، حسم الإسباني اثنين والثالث فاز به مدرب ريال مدريد السابق.