ملخص
يقول تقرير أممي إن زراعة الخشخاش في أفغانستان خلال عام 2014 كانت على مساحة قدرت بـ12 ألفاً و800 هكتار من الأراضي الأفغانية فيما كان إقليم بدخشان الواقع في شمال شرقي البلاد أكثر المناطق التي زرع فيها هذا المخدر.
اتخذت حكومة "طالبان" في أفغانستان خطوة جديدة تستهدف تدمير مزارع ومصانع المخدرات في إقليم بدخشان عبر تعيين الملا جمعة خان فاتح أحد قادة الحركة في الإقليم والمعروف بين السكان بقسوته ونهب الموارد الطبيعية ووضع القوانين الصارمة، لتلك المهمة خصيصاً.
والمهمة الجديدة المسندة إلى فاتح بقرار من زعيم "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة تزامنت مع تقرير للأمم المتحدة أزيح الستار عنه مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتحدث عن أن زراعة المخدرات في أفغانستان زادت 19 في المئة مقارنة بعام 2023، كما أن المنطقة الجغرافية التي تنتج فيها تلك السموم تغيرت من الجنوب إلى الشمال الشرقي وتمركزت في بدخشان.
ووفقاً للتقرير الأممي، فإن زراعة الخشخاش عام 2014 كانت على مساحة قدرت بـ12 ألفاً و800 هكتار من الأراضي الأفغانية، فيما كان إقليم بدخشان الواقع في شمال شرقي أفغانستان أكثر المناطق التي زرع فيها هذا المخدر.
وفي ربيع العام الحالي، كان إقليم بدخشان مسرحاً لاشتباكات عنيفة بين حكومة "طالبان" والمزارعين بسبب تدمير حقول الخشخاش، فيما زعمت وزارة الداخلية التابعة للحركة أنه جرى تدمير جميع مزارع الخشخاش في الإقليم قبل أن تنفي الأمم المتحدة ذلك.
"رشى للقادة"
بدورها، قالت مصادر مطلعة في حديث إلى "اندبندنت فارسية"، إن مزارعي بدخشان احتفظوا بمزارع الخشخاش الخاصة بهم من طريق رشى دفعت لقادة "طالبان".
وذكر أحد سكان مدينة كشم في إقليم بدخشان، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "تعيين الملا جمعة خان فاتح مسؤولاً على عملية تدمير مزارع الخشخاش ومصانع المخدرات في هذا الإقليم يشكل تحدياً مهماً للمزارعين لأنه معروف بقسوته وإطلاق النار على المدنيين".
ووفقاً للمصدر نفسه فإن "جمعة خان فاتح هو حاكم مدينة نسي، وجرى تعيينه من قبل الملا هبة الله أخوند زادة للقيام بعملية تدمير مزارع الخشخاش ومصانع المخدرات في بدخشان، واختير لقسوته والخوف الذي يشكله في قلوب ونفوس الأفغان".
وأضاف، أن فاتح خلال الأسبوع الماضي توجه إلى عدد من المدن في إقليم بدخشان، واتهم سكان مدينة يمغان بارتكاب أعمال "غير إسلامية"، قائلاً إن "الشريعة الإسلامية في يمغان لم تطبق بالكامل".
وتابع، "خلال الأعوام الثلاثة الماضية كانت لجمعة خان فاتح تعاملات صارمة مع سكان مدينة نسي، حتى إنه قتل رجلين من أتباع المذهب الإسماعيلي، كما أنه متهم باغتصاب عشرات الدونمات من أراضي المواطنين الأفغان هناك، وابتزاز التجار ورجال الأعمال لإنشاء مساجد ومدارس دينية".
حكومة ذاتية
وقال ناشط مدني من سكان مدينة يمغان في إقليم بدخشان، إن الملا جمعة خان فاتح خلق وضعاً يشبه "الحكومة الذاتية" في مدينة نسي، مشيراً إلى أنه يتصرف بصورة تعسفية وبعيداً من القوانين وأوامر نظام "طالبان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً لهذا المصدر، فإن فاتح تولى مهمة تعذيب وسجن المواطنين بسبب التدخين أو حلاقة الشعر أو عدم انضمامهم لصلاة الجماعة في المسجد، كما أنشأ مساجد ومدارس دينية في القرى التي يسكنها أتباع المذهب الإسماعيلي، وأجبر أطفال العائلات الإسماعيلية على تعلم المذهب الحنفي.
وفي المهمة الجديدة، قدم زعيم "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة أكثر من 200 عنصر مسلح ومركبات مدرعة للملا جمعة خان فاتح حتى يتمكن الأخير من التعامل بصورة أفضل مع شبكات تهريب المخدرات ومزارعي الخشخاش.
وخلال مقطع فيديو نشر أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بدا الملا جمعة خان فاتح متوسطاً عدداً من المواطنين الأفغان قائلاً، إنه "قاس للغاية لدرجة أنه، حتى لو قام والده بعمل ضد نظام طالبان، فسيقتله حتماً".
ويتباهى الرجل بأن قيام نظام "طالبان" جاء نتيجة للتضحيات الجسيمة، وأنه يقتل كل من يخالف أوامر زعيم طالبان، مضيفاً "أنه لا يرحم ولا يشفق".
كان فاتح أصدر بياناً في مطلع عام 2023 حذر من خلاله سكان مدينة نسي قائلاً، إن زواج رجال أهل السنة بنساء وفتيات شيعيات، وزواج رجال الشيعة بنساء وفتيات سنيات ممنوع لاعتبارات دينية وعقائدية.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"