ملخص
باهتمام كبير يتابع الغزيون التصريحات الإسرائيلية والأميركية، وحتى أحاديث قيادات "حماس" حول الأيام المقبلة، لكنهم لحد الآن تائهون في مشاعرهم ويغلبهم الخوف من تصاعد القتال في غزة بدلاً من إحلال الهدوء وإنهاء الحرب.
لا يعرف سكان غزة بماذا يجيبون عندما يسألون عن موقفهم أو شعورهم عقب اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، يتوهون في أفكارهم حول ما إذا كان الأمر سيفتح لهم فرصة لإنهاء تلك الحرب الطويلة في القطاع، أم أن سيناريوهات أصعب في انتظارهم.
باهتمام كبير يتابع الغزيون التصريحات الإسرائيلية والأميركية وحتى أحاديث قيادات "حماس" حول الأيام المقبلة، لكنهم لحد الآن تائهون في مشاعرهم ويغلبهم الخوف من تصاعد القتال في غزة بدلاً من إحلال الهدوء وإنهاء الحرب.
دهشة وهلع وترقب
يسمر باسم نظره في شاشة التلفزيون ويستمع بتوتر إلى حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقول فيه إن "أحد الدوافع التي شجعتني على قبول وقف النار في لبنان هو عزل ’حماس‘ في غزة". يضرب الغزي كفاً بكف، ويقول "الأيام المقبلة صعبة، ولا أدري ماذا ستحمل لنا".
لكن مقدم نشرة الأخبار يتابع قراءته للتطورات، ويعرج على خبر يذكر أن "مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يؤكد بدء تحرك الولايات المتحدة الجديد لوقف إطلاق النار في غزة".
حينها يستبشر باسم خيراً، لكنه يظل خائفاً ومتوتراً كثيراً من فشل تلك الجهود، لكن خبر استعداد "حماس" الفوري لوقف الحرب يبرد نار قلبه، وخبر زيارة الوفد التفاوضي المصري إلى إسرائيل يعزز لديه الأمل بأن انتهاء حرب القطاع اقترب فعلياً.
التيه الذي يعيشه باسم خوفاً من الأيام المقبلة في حرب القطاع، يشعر به جميع سكان غزة الذين يقفون عاجزين عن استقراء مستقبل الحرب، وماذا تحمل لهم الأيام المقبلة، إنهم حائرون جداً، ولديهم أمنية وحيدة هي أن ينتهي كل هذا.
يقول ياسر "أصبحت غزة معزولة والحرب عليها خطرة، أعتقد أن هناك جهداً دولياً كبيراً لإنهاء حقبة الحروب لفترة طويلة، لكن لا أظن أن الوقت الحالي مناسب لانتهاء القتال في غزة، أنا خائف جداً من عودة الجيش للقطاع، وتكرار سيناريوهات الموت في المناطق الإنسانية".
تكمل الحديث سلوى "ربما أكثر السيناريوهات التي أتخيلها رعباً هو عودة المناورات البرية، هذا أسوأ ما ينتظرنا، لا يتوانى القادة الإسرائيليون في تهديد غزة، وهذه التهديدات ليست كلامية كما نعرف بالتجربة، للأسف هي فعل على أرض الواقع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول سمير إن "القوات الإسرائيلية الآن شاغرة، لذلك سينقلها نتنياهو إلى غزة لاستكمال مهمة ارتكاب جرائم إبادة، نحن نقف في طابور لقتلنا، أعتقد أن إسرائيل ستنقل كامل قوتها العسكرية إلى غزة لتحقيق هدف الضغط على ’حماس‘ واستعادة الرهائن".
سكان غزة خائفون من الموت الذي يحلق فوق رؤوسهم مع استمرار القتال، يقول أنور "حياتنا صعبة، فبعد وقف القتال في لبنان زاد تحليق الطائرات فوق غزة، في اليومين الماضيين بدأ سلاح الطيران يستهدف خيام النازحين بصورة غير معتادة، ويكثف من قصفه الجوي والمدفعي على نقاط مختلفة من المناطق الإنسانية، مما يشير إلى إمكان دخوله برياً خلال الفترة المقبلة".
أوان إنهاء الحروب
وبينما يسيطر الخوف على سكان غزة نتيجة التصريحات الإسرائيلية، برزت بعض المستجدات التي تعزز إمكان التوصل إلى اتفاق في غزة، إذ يقول سوليفان "الرئيس جو بايدن بدأ العمل مع أطراف فاعلة بالمنطقة في شأن حرب القطاع".
كما أعلن البيت الأبيض زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى السعودية لبحث اتفاق ينهي الأعمال القتالية في غزة، ويسمح بعودة الرهائن الإسرائيليين وزيادة الاستقرار في المنطقة.
أيضاً يقول المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، "جاهزون لإبرام اتفاق مع إسرائيل في شأن هدنة في قطاع غزة، أبلغنا الوسطاء بنيتنا الذهاب لعقد صفقة جادة، نحن حريصون على الوقف الفوري والدائم للعدوان وحرب الإبادة".
جملة هذه التصريحات زادت نسبة الأمل لدى سميرة التي تقول "أعتقد أن ’حماس‘ باتت معزولة الآن بما يكفي لتنازلها عن كثير من الملفات، ربما نذهب إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قريباً قبل مغادرة الرئيس بايدن منصبه".
وتتابع سحر "في نظري أن السياسة الدولية ترغب في استقرار المنطقة، أعتقد أن هناك تفاهماً بين بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول إنهاء الحروب قبل تولي الأخير منصبه، لذلك لا أستبعد التوصل إلى اتفاق في غزة".
يقرأ أستاذ العلوم السياسية شكري ضرغام المشهد قائلاً "على رغم أن نتنياهو معني باستمرار الحرب على جبهة القطاع لأنها تخدم بصورة أساسية مصالحه السياسية، وتحافظ على ائتلافه اليميني المتطرف، لكنه لن ينجح في ذلك، إذ ستفرض عليه الإدارة الأميركية الحالية والمقبلة قرار وقف القتال".
ويضيف "المشهد الحالي صعب، لن يكون هناك وقف إطلاق نار قريب في غزة، لكن مع حلول العام الجديد سينضج كل شيء، الصفقة والرهائن وترتيب إدارة غزة وآليات الحكم الجديد وحتى مستقبل ’حماس‘، كل هذا بدأ العمل عليه من اليوم".