ملخص
في فبراير (شباط) 2023، ندد الرئيس قيس سعيّد في خطاب بوصول "جحافل" من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس ضمن "مخطط إجرامي لتغيير التركيبة الديموغرافية".
أوقفت السلطات التونسية مسؤولاً بجمعية تساعد المهاجرين في جنوب البلاد وأحالته على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب هذا الأسبوع، وفق ما أفاد المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكالة الصحافة الفرنسية أمس السبت.
واعتبر المتحدث رمضان بن عمر أن إحالة القضية على قطب مكافحة الإرهاب "مؤشر خطر لأنها المرة الأولى التي تعرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة". وأضاف أن عبدالله السعيد، وهو تونسي من أصل تشادي ومؤسس جمعية "أطفال القمر في مدنين"، أوقف في الـ12 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري مع الكاتبة العامة للجمعية وأمينة مالها. كما أوقف موظفان في البنك الذي أودعت فيه حسابات الجمعية.
وأوردت صحيفة "لابريس" الناطقة بالفرنسية السبت أن "خمسة نشطاء يعملون لصالح جمعية ’في مدنين‘ أودعوا السجن من أجل عرضهم على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب".
وأضافت الصحيفة أنه "بين عامي 2019 و2023، تلقت هذه الجمعية أموالاً من الخارج لمساعدة المهاجرين من جنوب الصحراء على دخول الأراضي التونسية بشكل غير قانوني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أطلقت "لجنة المتابعة ضد سياسات تجريم التضامن" المكونة من منظمات عدة غير حكومية من بينها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، نداء لدعم عبدالله السعيد، قالت فيه إن "ذنبه سياق سياسي جعل من تضامنه مع أطفال المهاجرين واللاجئين بجهة مدنين جريمة".
وندد رمضان بن عمر بـ"موجة قمع جديدة أشد قسوة" في حق النشطاء في مساعدة المهاجرين، بعد سلسلة توقيفات أولى في مايو (أيار) الماضي استهدفت ثلاث منظمات في الأقل: جمعية منامتي المناهضة للعنصرية ومديرتها سعدية مصباح، وكذلك منظمة "تير دازيل" (أرض اللجوء) والمجلس التونسي للاجئين. واعتبر أن التوقيفات "رسالة إلى جميع الذين يعملون في مجال التضامن مع المهاجرين".
تبعد بعض سواحل تونس أقل من 150 كيلومتراً من إيطاليا، وهي إحدى نقاط الانطلاق الرئيسة في شمال أفريقيا للمهاجرين من جنوب الصحراء الذين يحاولون عبور البحر بشكل محفوف بالأخطار.
وبحسب رمضان بن عمر، فإن سبب التحقيق هو ربط "المساعدات والشركاء الأجانب (للجمعية) بهدف توطين المهاجرين في تونس" وتعزيز "السردية السياسية" للسلطات.
في فبراير (شباط) 2023، ندد الرئيس قيس سعيّد في خطاب بوصول "جحافل" من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس ضمن "مخطط إجرامي لتغيير التركيبة الديموغرافية".