ملخص
قالت إيران إنها نفّذت حكم الإعدام الصادر في حق جمشيد شارمهد قبل أن تقول إن وفاته حدثت قبل إعدامه، ما يدفع إلى الظن أنه توفي لأسباب طبيعية.
وأثار الإعلان عن إعدام شارمهد أزمة دبلوماسية مع برلين التي استدعت سفيرها لدى إيران وأغلقت ثلاث قنصليات إيرانية في ألمانيا.
اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ألمانيا "بتجاهل حقيقة" أن جمشيد شارمهد كان "إرهابياً" في سياق الأزمة الدبلوماسية بين برلين وطهران التي أثارتها وفاة المعارض الحائز الجنسية الألمانية في إيران.
وقضى جمشيد شارمهد الذي عُرف خصوصاً بتصريحاته المناوئة للنظام الإيراني على القنوات الفضائية المتحدثة بالفارسية في سجن ضمن إيران أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وكانت محكمة في طهران أصدرت في فبراير (شباط) 2023 حكماً بالإعدام في حق شارمهد لإدانته بتهمة "الإفساد في الأرض" والضلوع في هجوم استهدف مسجداً في شيراز (جنوب) في أبريل (نيسان) 2008 أوقع 14 قتيلاً ونحو 300 جريح.
إعلانات متضاربة
وفي بادئ الأمر قالت طهران إنها نفّذت حكم الإعدام الصادر في حقّه قبل أن تقول إن وفاته حدثت قبل إعدامه، ما يدفع إلى الظن أنه توفي لأسباب طبيعية.
وأثار إعلان إعدام شارمهد أزمة دبلوماسية مع برلين التي استدعت سفيرها لدى إيران وأغلقت ثلاث قنصليات إيرانية في ألمانيا.
وفي مقابلة مع أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية نشرت اليوم السبت، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "يؤسفني أن يؤثر ذلك في العلاقات الألمانية الإيرانية وكنت أتمنى تفادي الأمر".
وأردف "لكن ذلك كان يقتضي تعاون الحكومة الألمانية وإقرارها بأن جمشيد شارمهد كان إرهابياً بدلاً من أن تدافع عن شخص داس على كل القيم الإنسانية".
ولا تعترف إيران بالجنسية المزدوجة لمواطنيها.
وكان شارمهد المولود في طهران هاجر إلى ألمانيا في الثمانينيات قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة في 2003.
وهو كان مهندس برمجيات عمل وكتب لموقع إلكتروني تابع لمجموعة "ثندر" (رعد) المعارضة الإيرانية في الخارج التي تدعو إلى العودة للنظام الملكي الذي أطاحته الثورة الإسلامية عام 1979.
وتصنّف طهران هذه المجموعة، التي اتهمت شارمهد بإدراتها، في عداد "المنظمات الإرهابية".
ودان القضاء الإيراني شارمهد كذلك بتهمة التواصل مع ضباط في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركيين، وبأنه "حاول الاتصال بعملاء من الموساد الإسرائيلي".
وفي مقتطفات من المقابلة مع "دير شبيغل" نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) على صفحتها بالعربية، قال عراقجي إن "جمشيد شارمهد كان زعيم جماعة إرهابية، وهذه حقيقة يتجاهلها أصدقاؤنا في ألمانيا ولا يحبون الإشارة إليها"، مشيراً إلى أن "شارمهد هو المسؤول بمحض إرادته عن تفجير مسجد في شيراز".
وصرح بأن الأخير "عندما كان في أميركا، وفي مقابلة مع قنوات تلفزيونية، ذكر هذا الفعل بفخر وقال إننا ذهبنا إلى الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونحن نقتلهم، ولذلك فإن جريمة شارمهد باعتباره إرهابياً وقاتلاً لـ 14 شخصاً واضحة".
ورأى أن "على السلطات والمجتمع الألماني القبول بهذه الحقيقة، إذا كانوا يعتقدون أن شارمهد ألماني، فعليهم أن يعترفوا بأنه ألماني إرهابي".
وأوضح عراقجي، "طبعاً من وجهة نظرنا كان شخصاً إيرانياً لأننا لا نقبل الجنسية المزدوجة، وباعتباره إيرانياً، فقد جرى اعتقاله ونقله إلى إيران وحُكم عليه بالإعدام في محاكمة عادلة بناءً على القوانين الإيرانية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العائلة تطلب الجثة
وفي مقابلة أجريت الثلاثاء الماضي مع "وكالة الصحافة الفرنسية"، قالت ابنة المعارض، غزاله شارمهد، "لا نثق بأي شيء، يجب علينا الحصول على دليل من تحقيق مستقل يُجرى خارج إيران".
وتساءلت "إن حدثت جريمة قتل، فهناك جثة، فأين هي إذاً الجثة؟".
وصرح وزير الخارجية الإيراني في مقابلته مع "دير شبيغل" أنه "إذا طلبت عائلته رسمياً نقل الجثة إلى أي مكان للدفن، فلا مانع في رأينا"، مؤكداً "لقد قدمنا المعلومات التي لدينا إلى السلطات الألمانية وأن شارمهد ليس على قيد الحياة، فسواء تمت معاقبته أو مات موتاً طبيعياً فهذه مسألة ثانوية".
وأقر وزير الخارجية الإيراني بأن "البيان الذي نشرته نيابة طهران بهذا الخصوص غامض، وأنه لا يوجد أي ذكر للإعدام في هذا البيان، وعلى أية حال، فإن القضاء الإيراني سينشر مزيداً من المعلومات في هذا الصدد إذا لزم الأمر"، وفق الترجمة العربية لتصريحاته التي أوردتها وكالة "إرنا".
"حماس" و"حزب الله"
وندد عراقجي في المقابلة بما اعتبره "ازدواجية المعايير الغربية" في حق حلفاء إيران، كـ "حماس" و"حزب الله" وغيرهما، في حربهم على إسرائيل.
وقال "نحن لا نسمي 'حماس' و'حزب الله' وكلاء، بل هذه حركات مستقلة تقاتل من أجل أهداف عادلة، نسميها حركات تحرير".
وأكد أن "إيران تدعم هذه الجماعات أيضاً، ولا نستفيد من هذا الدعم سوى أننا ندعم المثل الإنسانية والتحررية، 'حماس' والفلسطينيون يقاتلون من أجل تحرير أرضهم، و'حزب الله' يقاتل من أجل تحرير جنوب لبنان".