ملخص
يعد عام 2024 الثاني توالياً الذي يشهد تراجعاً في تمويل المساعدات الإنسانية، وقد واجه 12 برنامج مساعدات في قطاع الأمن الغذائي تراجعاً في التمويلات تزيد على 75 في المئة، داخل دول مثل إثيوبيا واليمن وسوريا وبورما.
حذرت وكالات الأغذية التابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس من تفاقم مستويات الجوع خلال الأشهر السبعة المقبلة في أجزاء كثيرة من العالم، وأكثرها إثارة للقلق غزة والسودان وجنوب السودان ومالي وهايتي.
وتتسبب الصراعات والعنف المسلح بمعظم حالات انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع المناطق التي تمت دراستها في التقرير نصف السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي.
وتشكل العوامل المناخية الحادة عاملاً حاسماً في مناطق أخرى، في حين أن عدم المساواة الاقتصادية وارتفاع مستويات الديون في كثير من البلدان النامية يقوضان قدرة الحكومات على الاستجابة، وفقاً للتقرير المشترك الذي يدرس خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إلى مايو (أيار) 2025.
ويكشف التقرير الذي يعتمد على أبحاث أجراها خبراء في وكالتين تابعتين للأمم المتحدة مقرهما روما، عن أن هناك حاجة ماسة إلى العمل الإنساني لكبح المجاعة والموت في قطاع غزة والسودان وجنوب السودان وهايتي ومالي.
وإضافة إلى ذلك يحذر التقرير من أنه "في غياب الجهود الإنسانية الفورية والعمل الدولي المتضافر لمعالجة القيود الخطرة التي تهدف إلى تهدئة الصراع وانعدام الأمن، فمن المرجح أن تتفاقم المجاعة والخسائر في الأرواح" داخل هذه المناطق، كما أن نيجيريا وتشاد واليمن وموزمبيق وبورما وسوريا ولبنان في وضع مقلق للغاية.
ويسلط التقرير الضوء فقط على "الحالات الأكثر خطورة"، وبالتالي ليس على "جميع البلدان أو الأقاليم التي تعاني بدورها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وفق معدي التقرير.
سيناريو الكارثة
ويعد عام 2024 الثاني توالياً الذي يشهد تراجعاً في تمويل المساعدات الإنسانية، وقد واجه 12 برنامج مساعدات في قطاع الأمن الغذائي تراجعاً في التمويلات تزيد على 75 في المئة، داخل دول مثل إثيوبيا واليمن وسوريا وبورما.
ويتم قياس مستويات انعدام الأمن الغذائي استناداً إلى مؤشرات من واحد إلى خمسة، ويتوافق المستوى الأخير مع حال "الكارثة".
وفي قطاع غزة أثار التصعيد الأخير في الأعمال العدائية مخاوف من احتمال تحقق سيناريو الكارثة المتمثل في المجاعة، بحسب التقرير.
وسيواجه حوالى 41 في المئة من السكان، أي ما يعادل 876 ألف شخص، مستويات طارئة من المجاعة، وهو ما يمثل المستوى الرابع في الفترة ما بين نوفمبر إلى نهاية أبريل (نيسان)، بينما سيواجه ما يقارب 16 في المئة، أي 345 ألف شخص، مستويات الكارثة، بحسب التقرير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بلغ عدد النازحين 1.9 مليون شخص، أي ما يعادل 91 في المئة من سكان غزة.
أما في السودان فسيظل مئات آلاف النازحين بسبب النزاع يواجهون المجاعة، بحسب المصدر نفسه.
وفي جنوب السودان من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين واجهوا المجاعة والموت في الأشهر الأربعة بين أبريل ويوليو (تموز) 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، لكن هذه الأرقام قد تتصاعد اعتباراً من مايو 2025 مع الفترة التي تلي وتسبق موسمي الحصاد.
ووفقاً للتقرير فقد تضرر أكثر من مليون شخص من الفيضانات الشديدة هذا الشهر في جنوب السودان، وهي دولة غير مستقرة بصورة متواصلة وتعاني العنف والركود الاقتصادي.
الظروف الجوية القاسية
وعلى نحو مشابه يهدد العنف المسلح في هايتي، مقترناً بالأزمة الاقتصادية المستمرة والأعاصير، بتفاقم مستويات الجوع.
ومع تصاعد الصراع في مالي، حيث سحبت الأمم المتحدة بعثة حفظ السلام التابعة لها عام 2023، يهدد بتفاقم المستويات الحرجة بالفعل مع قيام الجماعات المسلحة بفرض حواجز على الطرق ومنع إيصال المساعدات الإنسانية.
إن الآثار المباشرة وغير المباشرة للصراع على انعدام الأمن الغذائي كبيرة، وفقاً للتقرير، وتتجاوز بكثير القضاء على الماشية والمحاصيل.
ويجبر النزاع الناس على الفرار من منازلهم "مما يؤدي إلى تأثر طرق العيش والدخل، ويحد من الوصول إلى الأسواق ويؤدي إلى تقلبات الأسعار وعدم انتظام إنتاج واستهلاك الغذاء".
وفي بعض المناطق التي تعتبر مثيرة للقلق فإن الظروف الجوية القاسية الناجمة عن احتمال عودة ظاهرة "ال نينيا" هذا الشتاء، وهي ظاهرة مناخية طبيعية يمكن أن تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة أو تفاقم الجفاف وموجات الحرارة، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأزمات الغذائية، وفقاً للتقرير.