ملخص
إيران تعلن مقتل 4 عسكريين مع "خسائر محدودة" وأميركا تطالب بوقف تبادل الضربات
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الأحد أن طهران "لا تسعى إلى الحرب"، لكنه تعهد "بردّ مناسب" على الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية في بلاده.
وقال بزشكيان خلال اجتماع للحكومة "نحن لا نسعى إلى الحرب، ولكننا سندافع عن حقوق شعبنا وبلادنا"، مضيفاً "سنقوم بردّ مناسب على عدوان النظام الصهيوني".
من ناحية أخرى، أفادت سويسرا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي اليوم بأن المجلس سيعقد اجتماعاً غداً الإثنين لبحث الهجوم الإسرائيلي على إيران، أوضحت بعثة سويسرا لدى الأمم المتحدة أن إيران طلبت عقد الاجتماع بدعم من الجزائر والصين وروسيا.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في رسالة إلى مجلس الأمن أمس السبت "تشكل تصرفات النظام الإسرائيلي تهديداً خطراً للسلم والأمن الدوليين وتزيد من زعزعة استقرار المنطقة الهشة بالفعل"، مردفاً أن "إيران تحتفظ، تماشياً مع المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وبموجب القانون الدولي، بحقها الأصيل في الرد القانوني والمشروع على هذه الهجمات الإجرامية في الوقت المناسب".
ورفض السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون شكوى إيران في الأمم المتحدة، وقال في بيان اليوم إن طهران "تحاول التحرك ضدنا على الساحة الدبلوماسية بالادعاء السخيف بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي".
وأضاف أنه "كما أكدنا مراراً، من حقنا وواجب علينا الدفاع عن أنفسنا وسنستخدم كل الوسائل المتاحة لدينا لحماية مواطني إسرائيل".
وذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أمس أن أنطونيو غوتيريش دعا "جميع الأطراف إلى وقف كل الأعمال العسكرية، بما في ذلك في غزة ولبنان، وبذل أقصى الجهود لمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة والعودة لمسار الدبلوماسية".
إظهار القوة
قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي اليوم الأحد، إنه على المسؤولين في بلاده أن يحددوا أفضل السبل لإظهار قوة طهران لإسرائيل بعد هجومها على مواقع إيرانية في الساعات الأولى من أمس السبت.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن خامنئي قوله، "لا ينبغي التقليل من شأن الشر الذي ارتكبه النظام الصهيوني (إسرائيل) قبل ليلتين أو المبالغة فيه"، مؤكداً أن السبيل لإظهار قوة إيران يجب أن "يحدده المسؤولون وأن ما في مصلحة الشعب والبلاد يجب أن يحدث".
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إن إسرائيل ضربت بقوة قدرة إيران على الدفاع عن نفسها وعلى إنتاج الصواريخ خلال الهجوم الجوي قبل ليلتين.
وأوضح نتنياهو في خطاب "شنت القوات الجوية هجوماً في جميع أنحاء إيران. ضربنا بقوة قدرات إيران الدفاعية وقدرتها على إنتاج صواريخ موجهة إلينا". وأضاف "الهجوم في إيران كان دقيقاً وقوياً وحقق جميع أهدافه".
وقللت طهران أمس، من أثر الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية إيرانية، موضحة أنه لم يتسبب إلا في أضرار محدودة.
ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وقف التصعيد الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن عشرات الطائرات الإسرائيلية نفذت ثلاث موجات من الضربات قبل الفجر ضد مصانع صواريخ ومواقع أخرى قرب طهران وفي غرب إيران.
"فرص استراتيجية"
وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم الأحد إن يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن بنجاح الضربات الإسرائيلية على إيران وناقش “الفرص الاستراتيجية” التي قد تنجم عن ذلك.
وأضاف المكتب “غالانت ناقش التقييمات المبدئية المتعلقة بنجاح الضربات التي استهدفت منشآت تصنيع صواريخ ومنظومات صواريخ سطح جو وقدرات جوية إيرانية”.
وقال البيان “الوزير غالانت ناقش أيضاً الفرص الاستراتيجية التي نجمت عن الإنجازات التي تحققت في العمليات على الجبهتين الشمالية والجنوبية” في إشارة إلى القتال في لبنان وقطاع غزة.
تحذير أميركي
حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن طهران السبت من الرد على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران.
وأكد وزير الدفاع الأميركي، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي، فرص نزع فتيل التصعيد في المنطقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أوستن في بيان "ينبغي ألا تقترف إيران خطأ الرد على الضربات الإسرائيلية، وهو ما ينبغي أن يمثل نهاية لهذا التبادل".
وأعلنت إيران أن الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف السبت مواقع عسكرية على أراضيها أسفر عن مقتل أربعة عسكريين وخلف "خسائر محدودة"، مؤكدة أن "من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها".
دفاع "لا حدود له"
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان "تعتبر إيران أن من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
كما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت أن عزم بلاده على الدفاع عن نفسها "لا حدود له"، مضيفاً "سندافع عن أرضنا ووطننا".
وكانت إسرائيل تعهدت الرد على الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية الذي استهدفها في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. وكان ذلك الهجوم الإيراني الثاني على الدولة العبرية، بعد هجوم في الـ13 من أبريل (نيسان) الماضي.
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت عن أمله في أن تكون هذه هي "النهاية" في التصعيد بين البلدين.
مقتل أربعة عسكريين
أعلن الجيش الإيراني مقتل أربعة عسكريين في حصيلة محدثة للهجمات التي خلفت وفقاً له "خسائر محدودة" طاولت "بعض أنظمة الرادار"، وذلك "بفضل أداء الدفاع الجوي".
وقبيل السادسة صباحاً، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته "قصفت منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الماضي".
وتابع "ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران".
بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري في بيان منفصل أنه "إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد". وقال "باتت إسرائيل الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران أيضاً".
المنشآت النووية "لم تتأثر"
من جهته، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافايل غروسي مساء السبت أن المنشآت النووية الإيرانية "لم تتأثر" بالضربات الإسرائيلية. ودعا إلى "الحذر وضبط النفس في ما يتصل بأعمال يمكن أن تعرض أمن المواد النووية ومواد أخرى مشعة للخطر".
فيما اعتبرت الولايات المتحدة الغارات الإسرائيلية "دفاعاً عن النفس"، دانها العراق وباكستان وسوريا وتركيا والجزائر وتونس والسعودية والإمارات التي حذرت من مزيد من التصعيد. وقال الأردن إن الطائرات الإسرائيلية لم تستخدم مجاله الجوي.
ونفذت إيران هجومها الأول بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل رداً على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قتل فيها قادة وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.
وجاء الهجوم الثاني رداً على مقتل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله ومعه قيادي في "الحرس الثوري" بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في الـ27 من سبتمبر (أيلول) الماضي ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في هجوم نسب إلى إسرائيل في طهران في الـ31 من يوليو (تموز) الماضي.
تخفيف القيود الأمنية
وخفف الجيش الإسرائيلي بعض القيود الأمنية المفروضة على السكان في مناطق الشمال في وقت متأخر السبت، في مؤشر محتمل على أنه لا يتوقع أي هجوم فوري واسع النطاق من إيران أو الجماعات المتحالفة.
وقال الجيش في بيان إن القرار جاء بعد "تقييم للموقف"، من دون الإشارة إلى القصف الإسرائيلي لمواقع عسكرية في إيران في الساعات الأولى من صباح السبت.
وأضاف الجيش أنه يمكن للمدارس الآن أن تفتح أبوابها للطلاب في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان ما دامت هناك ملاجئ قريبة للاحتماء من القنابل. وتطلق جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران رشقات صاروخية على إسرائيل منذ أشهر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر الجيش أنه يُسمح الآن بالتجمعات التي تضم 2000 شخص في البلدات البعيدة قليلاً عن الحدود والأقرب إلى مدينة حيفا الساحلية.
ودأب الجيش الإسرائيلي على تشديد القيود المفروضة على الجبهة الداخلية وتخفيفها خلال العام الماضي، اعتماداً على تقييمه لمستوى التهديد.
ولم تستهدف إسرائيل في هجومها الذي شنته على إيران السبت أي منشآت نفطية أو نووية ولم يصدر عن الهجوم أي توعد بالثأر حتى الآن من جانب طهران.
استمرار الحياة
وعلى رغم المخاوف، استمرت الحياة كالمعتاد في طهران وتل أبيب.
وأشارت زبيدة البالغة 30 سنة وهي مديرة تأمين إلى أنها استيقظت صباح السبت وتوجهت على عادتها إلى العمل على رغم مخاوفها.
وقالت "الحرب مرعبة، ولدى الجميع مخاوف في شأن ما يحدث أثناء الحرب، إن أضرار الحرب تؤرق الجميع، لكنني لا أعتقد أن حرباً مروعة ستندلع في إيران".
إظهار القدرات الهجومية
يرى خبراء أن الهدف من الغارات هو إظهار القدرات الهجومية الإسرائيلية مع تجنب التصعيد.
ووفق مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، أرادت الولايات المتحدة أن تكون هذه الهجمات الانتقامية "متناسبة، بحيث لا تحتاج إيران إلى الرد".
أما مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، حسني عبيدي، فرأى أن "إسرائيل وجهت ضربة إعلامية وسياسية وليست عسكرية، وهي تتوقع مكافآت من واشنطن على الطبيعة المعتدلة لهجومها".