يعتبر اختيار محافظة الأحساء السعودية كعاصمة للسياحة العربية هذا العام، فرصة هامة لتستعيد المنطقة مكانتها السياحية ولتكون نقطة جذب تستقطب السياح الأجانب من كل أنحاء العالم ولدعم هذه الاستراتيجية شرعت المحافظة بجملة من المشاريع المستقبلية والتي من شأنها جعل الأحساء وجهة سياحية مثالية واستراتيجية قد تضمن بقائها عاصمة للسياحة العربية.
ومن المرجح بحسب القائمين على برامج السياحة أن تشهد محافظة الأحساء التي تقع شرق السعودية إقبالًا سياحيًا كبيرا، لاسيما بعد تنصيبها من قبل المجلس الوزاري العربي للسياحة كعاصمة للسياحة العربية 2019، وتزخر واحة الأحساء بالمزارع وقنوات الري وعيون المياه العذبة والآبار وبحيرة الأصفر ومبان تاريخية إضافة إلى نسيج حضري ومواقع أثرية تقف شاهدا على توطن البشر واستقرارهم في منطقة الخليج.
وتشكل محافظة الأحساء مصدر استقطاب لعشرات آلاف السياح المحليين والوافدين بما فيها من معالم أثرية ومرافق سياحية تساهم في دفع اقتصاد المحافظة وإنعاش مرافقها السياحية حيث تقام بعض الفعاليات والمهرجانات الموسمية التي تنتعش في أسواقها الشعبية كسوق القيصرية الذي يعد جزء من تاريخ الأحساء ويشكل أحد أهم عناصر الجذب السياحي الحيوية لاحتفاظه بصبغته القديمة وتنوع البضائع الشعبية والتراثية فيه، ما جعله مزارا سياحيا يتوافد عليه الزوار باعتباره السوق التاريخي الجامع للعادات والإرث التقليدي عن طريق عرض الحرف اليدوية والمهنية.
كما يقصد السياح قصر إبراهيم أحد أهم المعالم السياحية الأثرية والتاريخية التي تقع في حي الكوت بمدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، إضافة إلى جبل القارة أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، إذ عُرف منذ تاريخ قديم ويقع وسط الواحة الخضراء الممتلئة بأشجار النخيل الباسقة.
وقال مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة الأحساء خالد بوشل " تمثل الأحساء تاريخ ضارب منذ القدم، وشكلت على خارطة الجزيرة العربية بصمة منذ العصور الأولى بتنوعها الجغرافي والبيئي والحضري فهي تتميز بوجود أقدم حياة حضرية، واليوم تعيش الأحساء عالمية واسعه بعد أن تم تسجيلها من قبل منظمة اليونسكو كأحد مواقع التراث العالمي لفرع التراث الثقافي في 2018، كما أن عدد الزوار المحليين والوافدين في تزايد مستمر"، وذكر أن أبرز المعالم السياحية التي تستقطب السياح هي المتنزهات إضافة إلى المواقع الأثرية خاصة قصر إبراهيم وسوق القيصرية.
وتمثل الأحساء مشهدًا ثقافيا متجددا عبر تاريخ امتد لأكثر من 6000 سنة بسبب وفرة مياهها وخصوبة أراضيها وتجذب السياحة الصحراوية في رمال الأحساء عشاق رحلات السفاري الصحراوية حيث تطلق الطبيعة العنان لخيالهم الجامح في تلك المساحات الجغرافية الساحرة
في موسم العطلات للتمتع بالطبيعة الجميلة والمناظر الخلابة، وتتميز الأحساء بأنها الأشهر في انتاج التمور وإقامة مهرجانات صناعة التمور وتحويلها من منتج زراعي شعبي إلى منتجٍ اقتصادي واستثماري وسياحي كبير.
وتقدم لزائريها لوحات من الفلكلور الشعبي الذي أسهم في جذب الزوار الأجانب والمحليين بتنوع فنون وألوان الفلكلورات والفنون الشعبية بأنماطها وأشكالها المختلفة لتعكس ثقافة مجتمع محافظة الأحساء وسلوك التفاعل الاجتماعية في مختلف المناسبات والأحداث داخل محيط الحياة الاجتماعية وما ترسخه من عادات وتقاليد من الملامح المميزة للتراث الحضاري للمجتمع الإحسائي.
وما أن استحدثت السعودية في الأيام الماضية برنامجا لإصدار تأشيرات سياحية لمواطني 49 دولة تفاعلت أمانة محافظة الأحساء " عاصمة السياحة العربية" بفتح أبوابها للزائرين الأجانب.
