ملخص
أوكرانيات يحملن السلاح لاصطياد المسيرات في غياب الأزواج على الجبهة أو إصابتهم.
عندما يحل المساء على منطقة واقعة في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة الأوكرانية كييف، تستيقظ ساحرات بوتشا.
خلال النهار، تعمل أولئك النساء كطبيبات ومعلمات ولكن مع هبوط الليل ينصرفن إلى حراسة أوكرانيا من المسيرات الروسية التي تحلق فوق رؤوس السكان.
تلك النساء اللاتي يطلقن على أنفسهن اسم "ساحرات بوتشا" Witches of Bucha هن متطوعات في وحدات الدفاع الجوي.
فمع تزايد عدد الرجال الذين نشروا في الخطوط الأمامية، خضعت المتطوعات للتدريب على استخدام الأسلحة الرشاشة والبنادق الهجومية لإسقاط المسيرات المحملة بالمتفجرات التي ترسلها روسيا.
في هذا السياق، تقول فالنتينا وهي طبيبة بيطرية لقناة "بي بي سي": "يقتضي دوري الإصغاء لأصوات تلك الطائرات. إنه عمل مليء بالتوتر ولكن علينا البقاء متيقظات لسماع أدنى صوت يصدر".
كان دافع فالنتينا إلى التطوع نابعاً من أسباب شخصية بحتة بعد أن اضطرت وعائلتها إلى رؤية جثث الجنود والمدنيين إلى جانب الدبابات المدمرة خلال الغزو الروسي لمنطقة بوتشا في مارس (آذار) 2022.
وتستذكر فالنتينا أن جندياً على نقطة التفتيش أجبرهم على إنزال نافذة السيارة قبل أن يوجه المسدس إلى رأس ابنها. "أتذكر الغزو وأتذكر الرعب وصراخ طفلي والجثث أثناء هربنا" على ما تروي فالنتينا.
استحوذت القوات الروسية على منطقة بوتشا في ما عرف بمعركة بوتشا في بداية الغزو الواسع النطاق في أوكرانيا الذي سيتخطى قريباً عتبة الـ1000 يوم. واحتلت القوات معظم المنطقة لمدة 33 يوماً وارتكبت ما يشتبه في أنها جرائم حرب.
في هذا الإطار، لقي آلاف المدنيين حتفهم على يد المقاتلين الروس، في حين أن الآلاف تعرضوا للاغتصاب والتعذيب والنهب بحسب المسؤولين الأوكرانيين ومنظمات دولية تعنى بمراقبة جرائم الحرب.
وأعلنت "الساحرات" عن إسقاط ثلاث مسيرات منذ الصيف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تكشف إينا وهي أستاذة رياضيات وصديقة فالنتينا كيف تضطر أحياناً إلى العودة على عجلة من الغابات للتدريس.
وتقول إينا لقناة "بي بي سي": "أحتفظ بملابسي في السيارة. أنتعل حذائي ذا الكعب العالي وأضع بعض أحمر الشفاه وأدرس الحصة، ثم أعود إلى السيارة وأبدل ملابسي بسرعة وأنطلق". وتضيف قائلة: "ذهب الرجال ولكننا بقينا هنا. وللذين يتساءلون عما بوسع النساء الأوكرانيات القيام به أجيبهم أننا قادرات على القيام بكل شيء".
يشرح قائد المتطوعين أندري فيرلاتي أن 200 رجل خدموا في السابق في وحدات الدفاع الجوي المتنقلة في منطقة بوتشا. واعتبر عديد منهم غير قادرين على أداء الخدمة العسكرية الكاملة ولكنهم استدعوا الآن إلى الخطوط الأمامية في أعقاب التغييرات التي طرأت على القوانين الأوكرانية - لذلك يجند الآن نساءً ورجالاً أصغر من سن التعبئة. ويضيف "انتهى الأمر إلى التحاق نحو 90 في المئة من رجالي بالجيش واختفى 10 في المئة منهم. تركنا لمصيرنا، ثمة رجال فقدوا أرجلهم [بترت أرجلهم] أو أجزاء من جماجمهم".
© The Independent