ملخص
أكمل البرنامج الوطني لاستمطار السحب 6 مراحل من عملياته التشغيلية حتى الآن، عبر 444 رحلة وأكثر من 1400 ساعة طيران بواسطة أربع طائرات بذرت 8753 شعلة استمطار وأنتجت 5 مليارات متر مكعب من الهاطل المطري
تتسارع وتيرة التطورات في مجال استمطار السحب داخل السعودية إذ تواصل رحلتها نحو استثمار السحب مع تزايد التحديات المناخية، وتتجه الأنظار إلى تقنيات استمطار السحب الحديثة "الطائرات" التي عرضت اليوم في الدمام شرق السعودية، مما يمهد الطريق لآفاق جديدة في إدارة الموارد المائية، إذ تشهد البلاد تحولات ملحوظة في هذا المجال الحيوي.
وقال وزير البيئة والمياه السعودي محمد الفضلي إن "برنامج تقنيات استمطار السحب يهدف إلى بناء القدرات الداخلية وتعزيزها، إلى جانب استدامة الأعمال ورفع مستوى تغطية وكفاءة عمليات الاستمطار وخفض الكلف المصاحبة لتشغيل الطائرات، وتجويد مخرجات البرنامج الوطني لاستمطار السحب".
5 مليارات متر من الاستمطار
ولفت المسؤول السعودي إلى أن البرنامج الوطني لاستمطار السحب اكتملت 6 مراحل من عملياته التشغيلية حتى الآن، عبر 444 رحلة وأكثر من 1400 ساعة طيران بواسطة أربع طائرات بذرت 8753 شعلة استمطار وأنتجت 5 مليارات متر مكعب من الهاطل المطري، فيما سجلت طائرة البحث العلمي أكثر من 160 ساعة طيران.
بدوره أوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد أيمن بن سالم غلام في كلمته أن البرنامج يمثل خطوة استراتيجية، تهدف إلى تعزيز الأمن المائي وضمان استدامة الموارد الطبيعية، مشيراً إلى أن البرنامج يسعى من خلال الاستفادة من التقنيات العالمية المتطورة إلى تحسين الظروف المناخية وزيادة فرص هطول الأمطار، للإسهام في مواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالتغيرات المناخية".ولفت إلى أن البرنامج حقق منذ انطلاقه إنجازات بارزة من بينها أول رحلة استمطار خلال أبريل (نيسان) 2022، إلى جانب تطوير الدراسات البحثية التي مكنت من الاستفادة المثلى من عناصر الطقس في السعودية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجارب الاستمطار
ومنذ بدايات العقد الأول من القرن الـ21 أطلق السعوديون تجاربهم الأولى في استمطار السحب، وحققوا نجاحات ملحوظة بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأرصاد الجوية، ولم تعزز التقنيات الحديثة الفهم العلمي لآليات السحب فحسب، بل زادت أيضاً من دقة تحديد الظروف المثالية لاستهدافها بحسب ما نقلته "واس".
ويطمح برنامج استمطار السحب إلى تحقيق أهداف استراتيجية متعددة، من بينها تعزيز الأمن المائي وزيادة كميات المياه المتاحة للاستخدام، سواء كانت مياه سطحية أو جوفية. ويسعى البرنامج لمكافحة التصحر من خلال زيادة رطوبة التربة مما يساهم في حماية الأراضي الزراعية ودعم الإنتاج الزراعي في مواجهة تحديات التغير المناخي.
فريق بحثي لتطوير التقنيات
وقامت السعودية بتشكيل فريق من العلماء والباحثين المحليين والدوليين الذين يعملون بصورة متواصلة على تطوير تقنيات واستراتيجيات جديدة لتحسين فعالية برامج استمطار السحب. وفي خطوة محفزة، أعلنت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن انتهاء البرنامج الإقليمي لدراسة استمطار السحب من بحث يظهر نتائج واعدة في زيادة هطول الأمطار وكثافة السحب الركامية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى تأثيراتها في محافظة الطائف.ومن المتوقع أن يشارك الفريق البحثي في المؤتمر الدولي المقبل للاستثمار في السحب، إذ سيتسنى لهم عرض نتائج دراستهم ومشاركة الأفكار مع الخبراء والمتخصصين. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود السعودية لتعزيز دورها في تحسين المناخ وتعديل الطقس.
دور الذكاء الاصطناعي في الاستمطار
وفي منتدى المياه السعودي الثالث أكد الخبراء أن حجم الأمطار التي هطلت في البلاد منذ عام 2020 بلغ نحو 4 مليارات متر مكعب، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أسهمت في تطوير نظم التنبؤ بالأحوال الجوية. وقد أدار الرئيس التنفيذي لدراسات البيئة والمياه المهندس خالد اللحيدان جلسة حوارية تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والأدوات الحديثة في صناعة المياه"، إذ تم تسليط الضوء على الابتكارات في هذا المجال.
وأشار الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد إلى أن الحال المطرية المميزة التي تمر بها السعودية حالياً تم توقعها مسبقاً من قبل مركز التنبؤات، مؤكداً أهمية برنامج استمطار السحب كإحدى المبادرات الرائدة في "السعودية الخضراء"، الرامية إلى الحد من التصحر وزيادة الغطاء النباتي.
ويتوقع المراقبون أن تسهم هذه الجهود في تحقيق استدامة الموارد المائية، مما يعكس التزام السعودية بمواجهة التحديات المناخية وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة.يُذكر أن البرنامج أطلق كأحد مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنها ولي العهد السعودي في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030، بهدف زيادة مستويات هطول الأمطار لإيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة وتكثيف الغطاء النباتي لمواجهة التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتصحر والجفاف، فيما بدأت العمليات التشغيلية للبرنامج من مناطق الرياض وحائل والقصيم كأولى مراحل الاستمطار داخل السعودية.