Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أبلغوا بالعملية قبل ساعة من تنفيذها... ماذا حصل يوم 7 أكتوبر؟

نفذت "حماس" هجوماً عسكرياً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية من البر والبحر والجو

قتل في هجوم 7 أكتوبر 1400 إسرائيلي وأصيب 2700 آخرين واختطف 350 رهينة (أ ف ب)

ملخص

يبدو أن عناصر "حماس" حينها كانوا يتلقون التعليمات العسكرية والشرح المفصل عن آلية الهجوم على إسرائيل، إذ جرت اجتماعات سريعة علنية لمقاتلي الحركة في مواقع التدريب التابعة لـ"كتائب القسام" قرب الحدود الإسرائيلية.

مر عام كامل على هجوم حركة "حماس" المباغت على المدن الإسرائيلية القريبة من غزة، كان ذلك الحدث شرارة انطلاق حرب القطاع، ولكن ماذا حدث يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بالتفصيل؟

عند الساعة الرابعة بعد منتصف الليل صدرت الأوامر العسكرية الأولى من القيادة العليا لـ"كتائب القسام"، لنحو 1200 عنصر، ونصت تلك التعليمات بضرورة التوجه إلى مناطق معينة بغرض حضور دورة تدريبية عادية..

التزم جميع المقاتلين بحضور التدريبات التي استدعوا بصورة عاجلة لها، وعندما حان موعد أذان الفجر لم يحضر هؤلاء الصلاة.

عند الساعة الخامسة فجراً وقبل شروق الشمس، أصدرت "حماس" تعليمات شفهية لعدد أكبر من عناصرها، طلبت خلالها إحضار جميع الأسلحة والذخيرة وجلبها إلى نقاط محددة قريبة من السياج الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل.

يبدو أن عناصر "حماس" حينها كانوا يتلقون التعليمات العسكرية والشرح المفصل عن آلية الهجوم على إسرائيل، إذ جرت اجتماعات سريعة علنية لمقاتلي الحركة في مواقع التدريب التابعة لـ"كتائب القسام" قرب الحدود الإسرائيلية.

هجوم بالصواريخ

في تمام الساعة 6:25 صباحاً انطلق أول هجوم عسكري من حركة "حماس" ضد إسرائيل، وبدأ في إطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المواقع والبلدات الإسرائيلية دفعة واحدة ومن دون أي مقدمات.

في أول دفعة من الصواريخ أطلقت "حماس" وحدها نحو 5 آلاف قذيفة من نوع أرض - أرض، استمرت هذه الرشقة نحو 31 دقيقة، بعدها توقف إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل لبرهة من الزمن.

عند الساعة 6:56 صباحاً، تحركت جرافات مدنية نحو السياج الأمني الذي شيدته إسرائيل على حدودها مع قطاع غزة، وبدأت بجرف أجزاء منه وإحداث ثغرات فيه ثم بعد ذلك مهدت الطريق بسرعة كبيرة وانسحبت من المكان.

تفجير الحدود

في تمام الساعة الـ7:00 صباحاً اقترب عناصر "حماس" من السياج الحدودي وزرعوا الديناميت أو متفجرات صغيرة في السياج الأمني، وعلى الفور انفجرت الحدود وخلفت وراءها فتحات وثغرات جديدة في الجدار المصنوع من السلك الحديدي القوي الذي شيدته إسرائيل قرب غزة.

وعند الـ7:03 صباحاً جهزوا مظلات تعمل بالطاقة، وطاروا بواسطتها إلى البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، ونفذوا إنزالاً جوياً كبيراً على المدن الإسرائيلية.

كان هذا الهجوم الأول من نوعه الذي تستخدم فيه "حماس" مظلات تعمل بالطاقة وتدخلها في الخدمة العسكرية، ويقرأ المراقبون السياسيون ذلك بأن الحركة كانت تعد منذ فترة طويلة للهجوم على الأراضي الإسرائيلية.

إنزال جوي وهجوم بحري

في نفس وقت تنفيذ الإنزال الجوي أي عند الساعة 7:05 صباحاً، جددت "حماس" إطلاق القذائف الصاروخية صوب إسرائيل، وهذه المرة تصاعد الدخان فوق المناطق السكنية الإسرائيلية واحتمى اليهود خلف المباني مع انطلاق صفارات الإنذار في البلاد.

وفي الرشقة الثانية أطلقت "حماس" وابلاً ضخماً من الصواريخ مختلفة المديات وصلت إلى القدس الشرقية وتل أبيب وبئر السبع، غطت هذه القذائف سماء مدن جنوب إسرائيل حيث ينفذ المظليون التابعون للحركة إنزالهم الجوي.

عند الساعة 7:07 صباحاً ظهرت زوارق حربية بدائية تابعة لـ"حماس" تتجه عبر البحر إلى قاعدة زيكيم الساحلية العسكرية، وبينما كان ذلك يحدث كانت الصواريخ لا تزال تنطلق من أرض غزة بكثافة وتغطي سماء إسرائيل.

بالمجمل خلال يوم السابع من أكتوبر أطلقت "حماس" إلى جانب الفصائل الفلسطينية الأخرى، نحو 14 ألف قذيفة صاروخية وصلت إلى جميع المناطق الإسرائيلية، شكلت غطاء جوياً مناسباً منع الحركة في إسرائيل ومكن مقاتلي الحركة من تنفيذ الهجوم البري.

اجتياح مدن إسرائيلية

عند الـ7:40 صباحاً بدأ مسلحو الحركة في عبور الحدود على متن دراجات نارية بدائية كل دراجة كان عليها عنصران، وساروا بسرعة نحو المدن الإسرائيلية وعبروا من ثغرات في الحواجز الأمنية البرية التي تفصل بين غزة وإسرائيل.

تزامناً، تحركت سيارات دفع رباعي من نوع جيب وانطلقت من قطاع غزة عبر فتحات كانت الجرافات قد أحدثتها في الجدار باتجاه إسرائيل، وكان على متنها مقاتلون مدججون بالأسلحة الخفيفة من نوع "كلاشنيكوف" وقذائف "RBG".

بحسب "كتائب القسام" فإن 1500 مقاتل اجتازوا الجدار العازل بين غزة وإسرائيل، وعند الساعة الـ8:00 صباحاً تمكن هؤلاء المسلحون من اجتياح مواقع وبلدات إسرائيلية وسيطروا عليها بصورة غير مسبوقة في تاريخ الدولة الإسرائيلية.

مجموعات

عند الـ8:10 انقسم مقاتلو "حماس" إلى ثلاث وحدات، صدرت الأوامر للمجموعة الأولى بمهاجمة القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تعاني نقص الأفراد وغير المجهزة حول غزة واقتحام المنازل، والوحدة الثانية مهمتها الدفاع ضد القوات العسكرية الإسرائيلية بمجرد قدومها عبر نصب مكامن على الطرق الرئيسة.

أما المجموعة الثالثة، فكان دورها الاستيلاء على أكبر عدد ممكن من الرهائن وإحضارهم عبر الفجوات الموجودة في السياج ونقلهم إلى قطاع غزة، إذ كانت فرق مخصصة تنتظر نقلهم إلى مجمع الأنفاق الضخم أسفل القطاع.

السيطرة على مدن إسرائيلية

في تمام الساعة الـ8:20 صباحاً خرج قائد القسام الذي أعلنت إسرائيل مقتله محمد الضيف في رسالة صوتية مسجلة أعلن فيها بدء عملية "طوفان الأقصى".

عند الـ8:30 صباحاً سيطر مقاتلو "حماس" على مركز الشرطة في سديروت، بعدها سيطروا على ثلاث مدن إسرائيلية، وسط اشتباكات وإطلاق نار كثيف داخل إسرائيل.

ولما أشارت عقارب الساعة على الـ9:00 صباحاً كان مقاتلو "حماس" وصلوا إلى ساحة كيبوتس رعيم حيث يقام في حفل موسيقي اسمه "سوبر نوفا" يحضره قرابة 4 آلاف شخص.

ونفذوا هجوماً مسلحاً على مهرجان سوبر نوفا وقتلوا أشخاصاً من الحضور واعتقلوا رهائن، وكان ذلك يجري وسط إطلاق نار كثيف.

في الساعة الـ10:00 صباحاً تمكن عناصر الحركة من الوصول إلى عمق 40 كيلومتراً داخل إسرائيل والسيطرة على 21 موقعاً عسكرياً ومدنياً، ومن أبرز هذه الأماكن معبر إيريز الحدودي وقاعدة زيكيم ومقر فرقة غزة في رعيم.

خطف رهائن

عند 11:00 بدأ مقاتلو "حماس" في السيطرة على المركبات العسكرية الإسرائيلية واقتيادها إلى غزة وعرضها هناك، كذلك بدأوا في نقل الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات المدنيين والجنود إلى القطاع.

في هذا الهجوم المفاجئ قتل عناصر "حماس" 1400 إسرائيلي، وأصيب 2700 آخرين، واختطفوا 350 رهينة.

عند منتصف النهار الساعة 12:00 كان سكان مدنيون من قطاع غزة وإلى جانبهم عناصر من فصائل فلسطينية أخرى، قد تمكنوا من اجتياز الحدود مع إسرائيل والدخول إلى العمق الإسرائيلي وتنفيذ هجمات وصفت بأنها خارجة عن القانون ومخالفة للتعليمات العسكرية التي أصدرتها "حماس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نزوح في إسرائيل

بعد الساعة الـ1:00 ظهراً بدأت إسرائيل في استيعاب الهجوم المسلح على أراضيها، ووجهت قوات كبيرة لتطهير المناطق التي سيطرت عليها "حماس".

وفي الساعة الـ2:00 شهدت إسرائيل حركة نزوح كبيرة من جنوب البلاد إلى وسطها وشمالها، ورصد هرب ربع مليون نسمة لم يتمكنوا من المكوث في الملاجئ المجهزة والمناطق المحمية بسبب انتشار عناصر "حماس" داخل إسرائيل.

دارت اشتباكات عنيفة ومباشرة بين عناصر الحركة وإسرائيل استمرت حتى الساعة 6:00 عصراً، وخلالها أعلنت "حماس" سيطرتها الكاملة على الحدود الإسرائيلية وأنها نفذت عملية إسناد وتبادل مقاتلين وإرسال أسلحة إلى مقاتليها داخل إسرائيل.

إعلان الحرب وبدء الرد

عند الساعة 7:00 مساء خرج رئيس دولة إسرائيل إسحاق هرتزوغ في مؤتمر صحافي مقتضب أعلن فيه الحداد ووصف ما حدث باليوم الأسود، بعده ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتعهد الرد، وأعلن حالة الحرب.

في الـ8:00 مساء بدأت القيادات العسكرية العليا في الجيش الإسرائيلي بإصدار أول تصريحات صحافية، وقال وزير الدفاع يوآف غالانت "إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب" ثم رفع صفة الإنسانية عن سكان غزة ووصفهم بـ"حيوانات بشرية".

في الـ9:00 مساء بدأت الانتقادات الدولية ضد حركة "حماس" تتوالى في الصدور وعلى رأس المنتقدين كانت الولايات المتحدة التي تعهد رئيسها جو بايدن مساندة إسرائيل، وقرر زيارة تل أبيب والقدس وتقديم "الدعم الكامل للشعب اليهودي".

في 9:45 مساء تحركت أول طلعة جوية إسرائيلية ضد قطاع غزة رداً على الهجوم الفلسطيني، وسمع أول دوي الانفجارات في نفس اللحظات وسط غزة، وبهذا تكون إسرائيل بدأت ردها الحقيقي على هجوم الحركة بعد نحو 14 ساعة من اقتحام "حماس" مدنها.

طوال يوم السابع من أكتوبر كان مسلحو "حماس" لا يزالون يسيطرون على عدد من البلدات الإسرائيلية، وظل ذلك الحال حتى يوم التاسع من أكتوبر بعدها أعلنت إسرائيل تطهير أراضيها من مقاتلي الحركة الذين تمكنوا من التسلل للمدن الإسرائيلية والبلدات القريبة من القطاع.

المزيد من تقارير