ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الأحد أن إسرائيل تجند طالبي لجوء أفارقة للقتال في قطاع غزة مقابل وعود بتسوية أوضاعهم القانونية ومنحهم الإقامة الشرعية الدائمة. ووفق ما جاء في الصحيفة فإن عملية التجنيد تجري بصورة منظمة وتحت إشراف قانوني من قبل المستشار القضائي للأجهزة الأمنية.
وضعهم القانوني
اللافت أن الظاهرة جرى الكشف عنها عقب تذمر بعض هؤلاء اللاجئين من أن السلطات الإسرائيلية نكثت وعودها، ولم تمنح حتى الآن أياً منهم وضعاً قانونياً دائماً في إسرائيل.
ويعيش في إسرائيل نحو 30 ألف طالب لجوء أفريقي معظمهم من الشباب غالبيتهم من إريتريا والسودان وإثيوبيا. وفي حين قررت الحكومة السعي إلى التخلص منهم بمختلف وسائل الترغيب والترهيب، ألزمتها المحكمة بتسوية أوضاع نحو 3500 سوداني منهم بصورة قانونية موقتة.
لكن، في أعقاب هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تطوع بعض طالبي اللجوء في مجالات الزراعة وغرف العمليات المدنية.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر أمنية أن بضع مئات من هؤلاء اللاجئين طلبوا الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي وعملياته الحربية في غزة، وفي هذه المرحلة، رأت الأجهزة الأمنية فرصة لاستغلال رغبتهم فوعدتهم بالحصول على وضع قانوني دائم، مقابل تجنيدهم في الحرب.
وكشف أحد طالبي اللجوء: "قالوا لي إنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش، وإن هذه حرب وجودية لدولة إسرائيل". وأشارت الصحيفة إلى سلسلة من المحادثات، التي استمرت لأسبوعين، بين طالب اللجوء، ورجل قدم نفسه بوصفه مسؤولاً في الأجهزة الأمنية، لكنه، في النهاية، قرر عدم الانضمام، إذ إنه لم يحصل على ضمانات حقيقية بأن تجري تسوية وضعه القانوني، كما أنه طلب تسوية وضعه القانوني بمجرد الالتحاق بالجيش، مما قوبل بالرفض، وخشي أنه في حال أصيب، فلن يحصل على الاعتراف المناسب بوصفه مصاباً من الجيش خلال مشاركته في مجهود حربي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مهام خطرة
ونقلت "هآرتس" عن مصادر أمنية أن إسرائيل استعانت بطالبي اللجوء في مهام خطرة بعدة عمليات، بعضها نشر إعلامياً. ووفق التقرير، فإن بعض الأشخاص، الذين انتظموا في عملية تجنيد طالبي اللجوء، اعترضوا عليها، مؤكدين أن هذه الخطوة تعد استغلالاً لمن فروا من بلدانهم بسبب الحروب، "لكن تم إسكات هذه الأصوات"، بحسب الصحيفة.
وسبق أن قالت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا في الـ18 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، "تشعر حكومة جنوب أفريقيا بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن بعض مواطنيها والمقيمين الدائمين انضموا أو يفكرون في الانضمام إلى قوات الدفاع الإسرائيلية في الحرب بغزة". وحذرت أنه "من الممكن أن يسهم مثل هذا الإجراء في انتهاك القانون الدولي وارتكاب مزيد من الجرائم الدولية، مما يجعلهم عرضة للمحاكمة في جنوب أفريقيا".
يذكر أنه منذ بداية الحرب تنشر أنباء في الخارج عن تجنيد عدد كبير من المرتزقة الأوروبيين في الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة. وكان أول نشر في المجال بصحيفة "الموندو" الإسبانية، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقد نشرت مقابلة مع أحد المرتزقة يدعى فيدرو دياز فلوريس (28 سنة)، وهو إسباني أدى خدمة أربعة أعوام في جيش بلده، ثم خدم عام 2018 في قوات التحالف ضد "داعش" في العراق، ثم خدم مع 1500 مرتزق في أوكرانيا ضد روسيا. وقال حينها إن واحدة من عدة شركات تجنيد مرتزقة جندته، وإنه جاء لإسرائيل لأنها تدفع أموالاً طائلة بمعدل 3900 يورو في الأسبوع. وذكرت مصادر إعلامية في تل أبيب أن من بين الشركات التي تجند مرتزقة لإسرائيل "فاغنر" الروسية التي أسسها يفغيني بريغوجين، و"بلاك ووتر" الأميركية بقيادة أريك فرينس.