ملخص
رغم وضعه الصحي المتدهور إلا أن كارتر شاهد المؤتمر الديمقراطي الوطني الشهر الماضي عبر التلفزيون، وأُعجب بخطاب مرشحة الحزب كامالا هاريس ولا يطيق الانتظار للتصويت لها، ومع ذلك، فإنه يعتقد أن ميشيل أوباما كانت "الأفضل" في المؤتمر، وخطفت أنظار الجميع بخطابها.
في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، سيبلغ جيمي كارتر 100 سنة، بينما يقضي ما بقي من حياته في دار الرعاية الملطفة التي دخلها في فبراير (شباط) الماضي. وعلى رغم تدهور صحته بعد وفاة زوجته العام الماضي، إلا أن الرئيس السابق ما زال يتابع الانتخابات الرئاسية، بل يملك بعض الآراء عنها.
وكشفت عائلة كارتر عن أن الرئيس السابق مر بفترة طويلة من الاكتئاب، إلا أنه عاد أخيراً للنقاشات السياسية، وبات يسأل باستمرار واهتمام عن الانتخابات المقبلة، كما أنه يشعر بالسعادة حيال الزخم الذي خلقه اختيار كامالا هاريس لتمثيل الحزب الديمقراطي في النزال ضد دونالد ترمب.
ميشيل أوباما "أفضل" من كامالا
وشاهد الرئيس الأميركي الـ39 المؤتمر الديمقراطي الوطني الشهر الماضي عبر التلفزيون، وأُعجب بخطاب مرشحة الحزب هاريس، وفقاً لمقابلة نجله تشيب مع "واشنطن بوست".
وبحسب تشيب، فإن أكثر من لفت انتباه كارتر هي ميشيل أوباما، السيدة الأولى السابقة، فعلى رغم أنه قال إن خطاب هاريس كان "رائعاً" إلا أنه أقرّ بأن ميشيل كانت "الأفضل"، بل سرقت كل الأضواء.
وأثارت زوجة الرئيس السابق باراك أوباما تفاعل وسائل التواصل بعدما وجهت انتقادات لاذعة للمرشح الجمهوري، وسخرت من استخدامه لمصطلح "الوظائف السوداء"، قائلة "من سيخبره أن الوظيفة التي يبحث عنها حالياً قد تكون مجرد واحدة من تلك الوظائف المخصصة للسود؟".
ويعتقد الرئيس السابق بأن ترمب ليس صادقاً في خطاباته للناس وأن التصويت لهاريس في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل أحد أولوياته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الماضي سخر ترمب من كارتر ووصفه بأنه "أسوأ رئيس في التاريخ"، لكنه قال أخيراً إنه يعتقد بأن بايدن قد يكون أسوأ منه.
وستكون جورجيا الولاية التي يعيش فيها كارتر حاسمة للانتخابات المقبلة، فقد كانت حجر عثرة أمام ترمب في الانتخابات الماضية عندما خسرها أمام جو بايدن في 2020 بأقل من واحد في المئة.
انسحاب بايدن "محزن"
وأفادت "واشنطن بوست" بأن كارتر تابع خطاب انسحاب بايدن وتمريره الراية لهاريس بعد الشكوك حول قدراته الصحية والذهنية ونظر إلى نجله وقال "هذا محزن".
وتجمع كارتر وبايدن صداقة وسمات مشتركة من بينها أنهما رئيسان لولاية واحدة، وكلاهما صعد من بدايات متواضعة، إذ لم يذهب أي منهما إلى جامعة مرموقة. وأصبح بايدن، ابن بائع السيارات المستعملة، أكبر رئيس أميركي سناً، أما كارتر، ابن مالك مزرعة الفول السوداني، فعاش كرئيس سابق لمدة أطول من غيره.
معاناة مع الاكتئاب
وأوضح كارتر الذي سيبلغ 100 سنة في الأول من أكتوبر المقبل لعائلته أنه لا يلقي بالاً لعمره، كما لا يطيق الانتظار للإدلاء بصوته عبر البريد لمصلحة هاريس، وفقاً لنجله.
وكان كارتر فقد في نوفمبر الماضي زوجته روزالين التي عاش معها 77 عاماً وتوفيت عن عمر 96 سنة في منزل العائلة في جورجيا.
وأقر جيسون حفيد الرئيس السابق بأن كارتر مر بفترة سيئة وعانى الاكتئاب ولم يكُن يتطرق إلى السياسة لفترة طويلة بعد وفاة زوجته، إلا أنه عاد أخيراً لمناقشة الموسم الانتخابي المقبل.
وزار كارتر وأفراد عائلته المقربين قبر زوجته في عيد ميلادها الشهر الماضي، حيث جلس بصمت لدى شاهد قبرها لمدة 20 دقيقة تقريباً.
حاله صعبة
وعلى رغم أن علاماته الحيوية جيدة ويأكل بصورة جيدة، إلا أن كارتر لا يزال ضعيفاً للغاية وفي بعض الأيام يكون أفضل من أيام أخرى ويحتاج إلى كرسي متحرك للتنقل، وفقاً للعائلة.
وبحسب الصحيفة، حجبت عائلة كارتر عنه بعض الأخبار التلفزيونية، خصوصاً تلك المتعلقة بالحرب بين إسرائيل وغزة حتى لا تزعجه.
وكان الرئيس السابق توسط في "اتفاقية كامب ديفيد" عام 1978 للسلام بين مصر وإسرائيل. وفي وقت سابق هذا العام، قال تشيب إن والده كان قلقاً حيال الطريقة التي يتعامل بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الحرب، وقال له، "آمل في ألا يسمح جو [بايدن] لنتنياهو بإسقاطه"، مشيراً إلى أنه يعتقد بأن نتنياهو يدعم ترمب.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن كارتر ما زال يمر بأيام صعبة للغاية، ولا أحد متأكد من المدة التي سيعيشها وما الذي يدفعه إلى الاستمرار.
ونقلت عن حفيده جيسون قوله "لا أعرف كيف أفسر هذا الأمر. أعتقد بأنه في هذه المرحلة لم يعُد يحاول التحكم في ما يحدث، بل ينتظر خطة الله لتأخذ مجراها".