ملخص
من المتوقع أن تسفر نتائج الانتخابات المتوقع إعلانها خلال 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع عن بقاء البرلمان في أيدي نواب العشائر والنواب الموالين للحكومة، بما لا يشكل قوة دافعة لتغيير جذري، ومع ذلك يقول محللون إن الانتخابات قد تشهد تحقيق الإسلاميين هزة في المشهد السياسي الأردني.
قال حزب "جبهة العمل الإسلامي"، وهو حزب المعارضة الرئيس في الأردن، إنه يتوقع أن الغضب من حرب غزة سيدعم فوز مرشحيه بما يكفي من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقررة غداً الثلاثاء، لتحدي موقف البلاد المؤيد للغرب، وهي نتيجة قد تغير المشهد السياسي المستقر في البلاد.
ويقول الحزب، وهو الجناح السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين"، إن صوته مطلوب في البرلمان للمساعدة في التراجع عن سياسات اقتصادية لا تحظى بشعبية، والتصدي لقوانين تحد من الحريات العامة ومعارضة مزيد من التطبيع مع إسرائيل التي أبرم معها الأردن معاهدة سلام عام 1994.
وقال الأمين العام للحزب الذي يتشارك الأفكار الأيديولوجية مع حركة "حماس"، مراد العضايلة، إنه يكفي أن تكون هناك كتلة كبيرة قادرة على التأثير في الرأي والمشهد السياسي العام.
وقاد الحزب عدداً من أكبر التظاهرات المناصرة لـ "حماس" في المنطقة، وخرج المئات إلى شوارع العاصمة عمّان للاحتفال أمس الأحد بعد ساعات من إطلاق مسلح أردني النار في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين عند معبر الملك حسين الحدودي في الضفة الغربية المحتلة.
وليس من المرجح أن يتمكن الحزب الذي قدم 38 مرشحاً فقط للمنافسة على 138 مقعداً من الإطاحة بمرشحي العشائر ومرشحين من تيار الوسط ومؤيدين للحكومة يهيمنون على نظام انتخابي يقلل تمثيل المدن التي يحظى فيها الإسلاميون والليبراليون بأفضل فرص للفوز.
لكن الإسلاميين الذين يثيرون غضب السلطات بمطالبهم إلغاء معاهدة السلام وقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، يحثون أنصارهم على الخروج والتصويت لإظهار معارضتهم للحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
ووصف العضايلة في مقابلة مع وكالة "رويترز" اليوم الإثنين ما يحدث حالياً في قطاع غزة بأنه "معركة وجودية لا يمكن للحركة الأردنية ولا الإسلامية أن تقف خلالها مكتوفة الأيدي"، وقال إن "صوت الشارع الأردني مسموع ومؤثر".
وأضاف أن "الدولة الأردنية بحاجة إلى برلمان قوي أكثر من أي وقت مضى"، مشيراً إلى أن الوجود البرلماني القوي لحزب "جبهة العمل الإسلامي" يمكن أن يعزز قدرة الأردن على التعامل مع أي ضغوط قد يواجهها من إسرائيل وحلفائها الغربيين، والتصدي لها إذا لزم الأمر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاءت تصريحات العضايلة معبرة عن مشاعر كثير من الأردنيين على الساحة السياسية باختلاف أطيافها، ممن يخشون أن تسعى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى حرب أوسع نطاقاً يهجر خلالها الفلسطينيون من الضفة الغربية المحتلة إلى الأردن.
النظام الانتخابي
ويخوض حزب "جبهة العمل الإسلامي" غمار الانتخابات على رغم تحفظاته على نظام التصويت الذي يشعر أنه منحاز ضده، ويطالب الحزب بتمثيل سياسي أوسع بعد التغييرات التي نص عليها قانون الانتخابات الذي أُقر عام 2022.
وقال العضايلة إن القانون لا يرقى إلى مستوى طموحات الحزب، لكنه يقدم وصفة لإصلاحات سياسية تدريجية، في إشارة إلى القانون الذي يخصص للمرة الأولى 41 مقعداً بصورة مباشرة لأكثر من 30 حزباً مرخصاً، وهي أحزاب معظمها مؤيد للحكومة.
ويقول مسؤولون إن هذه الانتخابات تمثل علامة فارقة في عملية تحول ديمقراطي أطلقها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تمهد الطريق أمام الأحزاب السياسية للعب دور أكبر، ومن المتوقع أن تسفر نتائج الانتخابات المتوقع إعلانها خلال 48 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع عن بقاء البرلمان في أيدي نواب العشائر والنواب الموالين للحكومة، بما لا يشكل قوة دافعة لتغيير جذري، ومع ذلك يقول محللون إن الانتخابات قد تشهد تحقيق الإسلاميين هزة في المشهد السياسي الأردني.
وأضاف العضايلة أن "الحزب يتوقع الحصول على عدد كبير من المقاعد في هذه الانتخابات شرط عدم وجود أي تدخل مباشر أو سافر في العملية الانتخابية"، من دون أن يوضح تحديداً عدد المقاعد التي يتوقع الفوز بها.
وقد ركز معظم المرشحين الآخرين على برامج سياسية محدودة خلال حملاتهم الانتخابية شملت الأوضاع الاقتصادية والبطالة والخدمات العامة والتضخم.