ملخص
نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لهدنة إنسانية عامة، وقال إنه جرى تقديم خطة أكثر محدودية لتخصيص أماكن محددة للتطعيم.
ينتظر فلسطينيون في غزة اليوم الخميس لمعرفة ما إذا كان سيكون هناك وقف موقت لإطلاق النار للسماح ببدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، في وقت تشتد المواجهات في أنحاء القطاع وأسفرت عن مقتل 34 شخصاً في الأقل.
وتجري الأمم المتحدة استعدادات لتطعيم ما يقارب 640 ألف طفل في غزة حيث أكدت منظمة الصحة العالمية الجمعة الماضي أن رضيعاً واحداً في الأقل أصيب بفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في أول حالة تُسجل في المنطقة منذ 25 عاماً.
وقالت مديرة الاتصال في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما إن الأمم المتحدة تأمل في بدء حملة التطعيم في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل.
ودعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية في وقت سابق من أغسطس (آب) الجاري.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الطفل المصاب بشلل الأطفال يدعى عبدالرحمن أبو الجديان وسيكمل عامه الأول في الأول من سبتمبر.
وذكرت والدته نيفين أبو الجديان أنها تخشى على ابنها بعد أن أخبرها مسؤولو الصحة بأنهم لا يستطيعون فعل شيء لمساعدته.
وقالت لوكالة "رويترز" اليوم، "صُعقت أن ابني انصاب بهذا المرض وفي ظل الحرب وتسكير المعابر وهذه المعيشة ولا يوجد علاج له... صدمة أن ابني ممكن أن يبقى هكذا".
وأضافت، "هو طفلي الوحيد ومن حقه أن يتعالج ومن حقه أن يسافر ومن حقه أن يمارس المشي ويجري ويركض كما قبل... حرام أن يبقى مرمياً في الخيمة بلا علاج ولا اهتمام".
الحاجة لهدنة
وفي مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تخشى أم إليان بكر أن تكون ابنتها البالغة من العمر 19 شهراً معرضة للإصابة بشلل الأطفال بسبب تدهور حالتها الصحية الناجم عن سوء التغذية.
وتأمل أم إليان في تطعيم طفلتها قريباً، لكنها قالت إنها قلقة من التجول في منطقة تعرضت لاستهداف إسرائيلي متكرر.
وأضافت لوكالة "رويترز"، "لم أستطِع أن أذهب وأمشي في شارع قصف... أنا أحتاج إلى هدنة... وقف إطلاق النار حتى أعطي ابنتي هذه الإبرة (التطعيم)".
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إسرائيل تستعد لهدنة إنسانية عامة، وقال إنه جرى تقديم خطة أكثر محدودية.
وذكر في بيان، "ليست هناك هدن في القتال لتوزيع لقاحات شلل الأطفال ولكن مجرد تخصيص أماكن معينة في قطاع غزة".
وأكد القيادي الكبير في "حماس" عزت الرشق دعم الحركة لمبادرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لهدنة إنسانية عاجلة في أنحاء القطاع للسماح بحملة للتطعيم ضد شلل الأطفال، ووصف بيان نتنياهو بأنه محاولة لإفشال العملية برفض دعوة الأمم المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أسرة "أكلتها" النيران
وواصلت القوات الإسرائيلية اليوم قصف مناطق في أنحاء قطاع غزة في معركتها ضد عناصر حركة "حماس". وقال مسؤولون في وزارة الصحة بقطاع غزة إن القصف الإسرائيلي تسبب حتى الآن في مقتل 34 شخصاً في الأقل.
وذكر مسؤولو وزارة الصحة أن قصفاً استهدف أحد منازل مدينة غزة قتل ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال، فيما قتل ثلاثة آخرون عندما استهدف صاروخ إسرائيلي دراجة نارية في رفح قرب الحدود مع مصر.
وأوضح أحد جيران المنزل الذي تعرض للقصف في مدينة غزة أنهم تمكنوا من إنزال سلم إلى المبنى لإنقاذ عائلة محاصرة بالداخل، لكنهم تمكنوا فقط من إخراج فتاة صغيرة. وقال، "بعد ذلك النار أكلتهم كلهم ولم نستطع الوصول إليهم".
واندلعت أحدث جولات الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني المستمر منذ عقود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعدما قادت "حماس" هجوماً مباغتاً على بلدات بجنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أعقبت هجوم "حماس" إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة، كما تسببت في نزوح كل سكان القطاع تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأسفرت عن أزمة جوع وأثارت اتهامات تنظر فيها محكمة العدل الدولية بوقوع جرائم إبادة جماعية، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل.