ملخص
يمكن أن يكون الرئيس الأميركي المقبل امرأة عملت سابقاً في "ماكدونالدز"، وهي كامالا هاريس، التي تسعى إلى دعم حقوق العمال وتعزيز الأجور بفضل تجربتها الشخصية في العمل في مجال مطاعم الوجبات السريعة.
من الممكن أن يكون رئيس الولايات المتحدة التالي امرأة عملت في السابق موظفة في "ماكدونالدز".
عمل أكثر من 13 في المئة من الأميركيين، أو ما يقرب من 41 مليون شخص، في أحد مطاعم "ماكدونالدز" في مرحلة ما من حياتهم. ويشمل ذلك كامالا هاريس، التي عملت في أحد المطاعم التابعة للسلسلة الشهيرة مدة فصل صيف كامل أثناء دراستها في الجامعة.
ذكرت هاريس فترة عملها القصيرة في قلي البطاطا عندما انضمت إلى الاعتصام الذي نفذه عمال الوجبات السريعة في لاس فيغاس عام 2019، وخلال ظهورها في برنامج "ذا درو باريمور شو" The Drew Barrymore Show في أبريل (نيسان) الماضي. (ماذا طلبت؟ "برغر يحتوي على ربع باوند من اللحم (113.5 غرام) مع الجبن والبطاطا المقلية"، وصلصة الشواء للتغميس إذا طلبت ماك ناغتس (قطع الدجاج المطحون المقلية).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حالياً تشير حملة المرشحة الرئاسية للحزب الديمقراطي إلى وظيفتها الصيفية لتسليط الضوء على مرحلة ما من شبابها وكمنصة لدعم العمال الأميركيين، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع منافسها الجمهوري دونالد ترمب، الذي "لم يعد أية خطة لمساعدة الطبقة المتوسطة، بل يسعى فقط إلى مزيد من التخفيضات الضريبية لأصحاب المليارات الفاحشي الثراء"، وفقاً لما ورد في إعلان حديث ضمن حملتها الانتخابية.
توجد سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" في كل السير الذاتية لأميركيين مؤثرين (فقد عمل رئيس مجلس النواب السابق بول رايان ومؤسس "أمازون" جيف بيزوس في مطاعم "ماكدونالدز")، لكن نقابات عمال قطاع الخدمات وموظفي مطاعم الوجبات السريعة تبذل جهوداً مضنية على مستوى البلاد لتحسين ظروف العمل للعاملين ذوي الأجور المنخفضة، بما في ذلك الدعوات إلى زيادة الحد الأدنى للأجور في مقابل كل ساعة عمل على المستوى الفدرالي إلى 15 دولاراً على الأقل.
وقد يحظون قريباً بمدافعة قوية عنهم كانت يوماً ما زميلة لهم في العمل.
وقفت هاريس – التي حصلت على تأييد من عدد من النقابات المؤثرة، بما في ذلك الاتحاد الدولي لموظفي الخدمات، الذي دعم الحملة الوطنية بعنوان "الكفاح من أجل 15 دولاراً" – مع عمال "ماكدونالدز" المضربين والمحتجين عندما أطلقت حملتها الرئاسية الأولى.
ففي يونيو (حزيران) عام 2019، قالت من لاس فيغاس: "إذا أردنا أن نتحدث عن هذه الأقواس الذهبية باعتبارها رمزاً لأفضل ما في أميركا (شعار "ماكدونالدز")، فإن تلك الأقواس لم تعد كافية، يتعين علينا أن ندرك أن العمال يستحقون أجوراً مناسبة ليتمكنوا من العيش". وقالت للعمال: "لقد قمت بإعداد البطاطا المقلية والآيس كريم (المثلجات)". وأضافت قائلة: "لم تكن هناك أسرة تعتمد علي لدفع الإيجار أو شراء الطعام أو سداد الفواتير بحلول نهاية الشهر، لكن الواقع هو أن غالبية الأشخاص الذين يعملون في ’ماكدونالدز‘ اليوم يعتمدون على هذا الدخل لإعالة أسرهم".
وفي هذا السياق، غالباً ما يقلل من شأن الوظائف في مطاعم الوجبات السريعة باعتبارها وظائف موقتة للمراهقين الباحثين عن عمل صيفي، وهو ما يعكس عقلية الجمهوريين "القائمة على العمل الحر" التي تتجاهل في كثير من الأحيان أكثر من 3 ملايين عامل في مجال مطاعم الوجبات السريعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. علماً أنه في عام 2022، كانت العاملة في مطاعم الوجبات السريعة النموذجية امرأة تبلغ من العمر 26 سنة، وتكسب ما يزيد قليلاً على 13 دولاراً في الساعة، وفقاً لبيانات العمل الفيدرالية.
رفعت مطاعم "ماكدونالدز" التابعة للشركة أجورها بالساعة إلى 17 دولاراً في عام 2021، على رغم أن ما يقرب من 95 في المئة من سلسلة المطاعم البالغ عددها 14 ألفاً مملوكة بشكل مستقل، مع معدلات أجور منفصلة، وذكرت الشركة أنها تعترف بحقوق العمال في الانضمام إلى نقابة.
وعندما اختارها الرئيس جو بايدن كمرشحة لمنصب نائب الرئيس في عام 2020، جددت هاريس دعمها لرفع الحد الأدنى الفدرالي للأجور بالساعة إلى 15 دولاراً، وهو ما يشكل ضعف الحد الأدنى الحالي للأجور تقريباً البالغ 7.25 دولاراً، الذي لم يشهد أية زيادة منذ عام 2009.
وخلال تجمع افتراضي مع العمال في مطاعم الوجبات السريعة والسيناتور بيرني ساندرز في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 قالت هاريس "إن رفع الحد الأدنى للأجور يتعلق بالمبدأ وليس بالمواقف السياسية".
وشاركت كامالا هاريس في هتافات "الاتحاد قوي"، إذ تعهدت بدعم حقوق العمال.
قامت أغلب الولايات برفع الحد الأدنى للأجور لديها ليتجاوز الحد الأدنى الفدرالي، ولكن 7.25 دولار، في الساعة لا يزال هو الحد الأدنى للأجور في 20 ولاية أخرى.
وحددت ولايتا جورجيا ووايومنغ الحد الأدنى للضريبة عند 5.15 دولار فقط، وهو أقل من السعر الفدرالي الذي ينطبق بدلاً من ذلك.
وفقاً لمكتب الموازنة غير الحزبي التابع للحكومة الفدرالية، من شأن رفع الحد الأدنى للأجور الذي حددته الحكومة الفيدرالية من 7.25 دولار إلى 15 دولار في الساعة أن يرفع ما يقرب من مليون شخص من براثن الفقر ويرفع الأجور لأكثر من 30 مليون أميركي.
وفي سياق متصل، فشل الكونغرس في الموافقة على زيادة الحد الأدنى للأجور كجزء من حزمة مساعدات أكبر لمكافحة "كوفيد-19" في عام 2021. وكان نائب الرئيس، الذي يتولى منصب رئيس مجلس الشيوخ، يواجه ضغطاً مارسته مجموعة من الديمقراطيين في الكونغرس في ذلك الوقت لتجاهل التوجيهات غير الملزمة التي مفادها بأنه يمكن تضمين هذا الإجراء في هذا التشريع.
وحقق العمال في مطاعم الوجبات السريعة في كاليفورنيا انتصاراً كبيراً في وقت سابق من العام الحالي من خلال إقرار قانون يرفع الحد الأدنى للأجور بالساعة إلى 20 دولاراً، كما تضم الولاية أول نقابة لعمال الوجبات السريعة، من خلال الاتحاد الدولي لموظفي الخدمات، بعد أكثر من عقد من المعارك العمالية والإضرابات في 450 مطعماً كافح للانضواء تحت النقابة ورفع الصوت.
ومن شأن قانون رفع الأجور، الذي تعثر بسبب الجمود في الكونغرس، أن يرفع الحد الأدنى للأجور الفيدرالية تدريجاً إلى 17 دولاراً في الساعة بحلول عام 2029، ومن المقرر أن يتم القضاء فعلياً على الحد الأدنى للأجور للعمال الذين يتقاضون إكراميات ــ الذي تم تحديده عند 2.13 دولار في الساعة ــ بحلول عام 2030.
وكانت هاريس شاركت في تقديم نسخة من هذا التشريع عندما كانت عضواً في مجلس الشيوخ.
وبحسب معهد السياسة الاقتصادية، فإن 30 في المئة تقريباً من العمال في الولايات المتحدة، أي ما يقرب من 44 مليون شخص، يكسبون أقل من 17 دولاراً في الساعة.
وبحسب المعهد انخفضت القيمة "الحقيقية" للحد الأدنى للأجور الفيدرالية بشكل تدريجي، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ 66 عاماً في عام 2023، مع انخفاض قيمتها الشرائية بنسبة 42 في المئة عن أعلى نقطة لها سجلت عام 1968. ووفقاً لتقرير صدر عام 2023، فإن "هذا التراجع الكبير والملحوظ في القوة الشرائية يعني أن الحد الأدنى للأجور الفيدرالية اليوم ليس قريباً بتاتاً من الأجر المعيشي".
وبحسب مركز البحوث الاقتصادية والسياسية، إن الحد الأدنى الحقيقي للأجور، إذا كان مواكباً للتضخم ونمو الإنتاجية، كان من المفترض أن يصل إلى 23 دولاراً في الساعة بحلول الفترة الحالية.
وقالت المتحدثة باسم الحملة لورين هيت في بيان: "نائبة الرئيس هاريس هي ابنة لأم عاملة، وعملت في ’ماكدونالدز‘ لتغطية نفقات دراستها الجامعية".
وأضافت: "إنها تعلم ما تمر به عائلات الطبقة المتوسطة، وفي المقابل يسعى دونالد ترمب إلى منح مزيد من الإعانات لأصدقائه الأثرياء على حساب الأميركيين العاملين. وهذا هو التباين الذي سيشهده الناخبون من الآن وحتى حلول يوم الانتخابات".
© The Independent