ملخص
وافقت إسرائيل على استئناف المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة والإفراج عن الرهائن في غزة، رداً على دعوة أطلقها الوسطاء الأميركيون والمصريون والقطريون. أما "حماس" فلم تعلن بعد بوضوح موافقتها على المشاركة في المفاوضات.
وسط استمرار المعارك في قطاع غزة، طالبت حركة "حماس" الأحد بتطبيق خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو (أيار) للتوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة بينها وبين إسرائيل في قطاع غزة "بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات التفاوض" مما أثار شكوكاً في شأن مشاركتها في اجتماع الخميس الذي دعا إليه الوسطاء، في حين يفر مئات الفلسطينيين من الأحياء الشمالية لمدينة خان يونس حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء تمهيداً لعمليات عسكرية جديدة.
يأتي موقف "حماس" غداة ضربة على مدرسة اعتُبِرت حصيلة قتلاها بين الأكثر فداحة منذ اندلاع الحرب. وباءت بالفشل جولات تفاوض عدة أُجريت سعياً للتوصل إلى هدنة في غزة.
وجاء في بيان لـ"حماس" "إن الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ الثاني من يوليو (تموز)، استناداً لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام (إسرائيل) بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة".
وأوضحت "حماس" أنها أبدت مرونة طوال عملية التفاوض لكنها قالت إن الأفعال الإسرائيلية تشير إلى أنها غير جادة في السعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
في التاسع من أغسطس (آب) الجاري وبعد أيام على مقتل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية بضربة في طهران، وافقت إسرائيل على استئناف المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة والإفراج عن الرهائن في غزة، رداً على دعوة أطلقها الوسطاء الأميركيون والمصريون والقطريون. أما "حماس" فلم تعلن بعد بوضوح موافقتها على المشاركة في المفاوضات.
مغادرة حي الجلاء
في قطاع غزة، حض الجيش الإسرائيلي الأحد المدنيين على مغادرة حي الجلاء بخان يونس التي كانت تُعد منطقة آمنة، وأرسل رسائل نصية للسكان، مما دفع عائلات كثيرة إلى الرحيل، علماً أنها سبق أن نزحت مرات عدة بسبب القصف المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ويقول الجيش إن "حماس" "أرست بنية تحتية إرهابية" في هذه المنطقة وإنه "بصدد تنفيذ عمليات".
وغادرت عائلات مع بعض مقتنياتها سريعاً حي الجلاء، سيراً أو في شاحنات صغيرة محملة ملابس أو أدوات للطبخ.
في مدينة غزة، ما زال عمال الإغاثة يعملون في موقع مدرسة تؤوي نازحين استُهدفت السبت بضربة إسرائيلية أوقعت 93 قتيلاً بينهم نساء وأطفال وفق حصيلة للدفاع المدني في القطاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبرر الجيش الإسرائيلي القصف باستهداف مسلحين، فيما توالت التنديدات الدولية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن التعرف إلى القتلى سيتطلب يومين.
من جهته شدد الجيش الإسرائيلي على أن المدرسة كانت تستخدمها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لشن "هجمات" ضد جنوده، وقال إنه قضى على "19 إرهابياً في الأقل".
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على "حماس" التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، والتي تعتبرها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
والأحد شهدت خان يونس مزيداً من الضربات.
وتدفق فلسطينيون إلى مستشفى ناصر في المدينة على أثر ضربة، حاملين جثثاً وجرحى قمصانهم ملطخة بالدماء، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على منصة "إكس"، "في الأيام الأخيرة وحدها، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب قطاع غزة".
مخاوف من اتساع نطاق الحرب
واستهدفت ضربات أنحاء أخرى في وسط القطاع المحاصر وشماله. وقتل شخصان في الأقل وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
ويتهدد التصعيد العسكري المنطقة بأسرها، ويسود تخوف من اتساع نطاق الحرب وتمددها منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في طهران في الـ31 من يوليو، بضربة نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة تبنتها إسرائيل.
وتهدد إيران وحلفاؤها برد "قاسٍ" على إسرائيل.
ويزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس روسيا من الـ12 إلى الـ14 من أغسطس الجاري، ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين.