Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما لا نعرفه عن "عش الدبابير" في غزة

الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل قد ينهي عمل الأنفاق الهجومية

استعراض أسلحة جديدة في عرض عسكري لعناصر كتائب القسام (اندبندنت عرية)

في جنوب قطاع غزّة، وتحديداً في المناطق الشرقية لمحافظتي خان يونس ورفح، يكثّف الجيش الإسرائيلي من وجود جنوده، المدججين بأنواع جديدة من الأسلحة الثقيلة، وينشر عناصر كبيرة في تلك المنطقة من مختلف دوائر واختصاصات الجيش، وبأعلى رتب قيادية.

وتأخذ إسرائيل في تلك البقعة الجغرافية أعلى درجات الحيطة والحذر، خوفاً من وقوع أيّ حدثٍ أمني، في حين يطلق عليها قادة عسكريون كبار في الجيش اسم "عش الدبابير"، ويولوها أهمية كبيرة في دراستهم لميدان المعركة في حال نشوبها.

متابعة ورصد

"اندبندنت عربية" زارت تلك المنطقة، وبحثت حول سبب تسميتها بـ "عش الدبابير"، وفي تجولنا في تلك البقعة، وجدناها تقع على الحدود بين غزّة وإسرائيل، في منطقة تقدر بحوالى خمسة كيلومترات، وتمتد من آخر مدينة خان يونس حتى بداية محافظة رفح (جنوب القطاع).

وتصنف الفصائل المسلحة هذه المنطقة بالأمنية الخطيرة ويمنع عناصر "الضبط الميداني" (مأموريتهم تأمين الحدود من أيّ اختراق من الجانبين)، المواطنين من الاقتراب منها، ويسمح فقط لعناصر الفصائل الذين لديهم مهمات عسكرية بالدخول إليها، وفقاً لعنصر من حركة حماس.

في "عش الدبابير" تمكنا من رؤية الآليات العسكرية الإسرائيلية بوضوح، ورصدنا حركة نشطة لها، ويقول العنصر الحمساوي إنّ الجيش الإسرائيلي لا يفارق تلك البؤرة، وأيّ تحرك مشبوه من وجهة نظره يطلق عليه النار.

وإلى جانب ذلك، ترصد المنطقة بمنطاد إسرائيلي مزوّد بكاميرات مراقبة، لتوثيق جميع التحركات في "عش الدبابير"، ما يعني أنّ المنقطة خطيرة لدرجة كبيرة، ما دفعنا للبحث بعمق في تفاصيلها.

الرواية الأولى

يقول أحد سكان المنطقة إنّ "عش الدبابير" منطقة خطيرة جداً، ومنها تتمّ عمليات تسلل الأفراد من غزّة إلى إسرائيل، لذلك ينتشر الجنود بكثافة، لمنع حدوث ذلك، وفي حال كان ذلك يطلقون النار على القائم بعملية التسلل، أو يسمحون له بالاقتراب من الحدود ثمّ يعتقلونه".

وفي عملية التأكّد من هذه الرواية، فإنّ في الطريق إلى المنطقة عناصر من الضبط الميداني، يوقفون أيّ شخص يقترب، ويأمرونه بالعودة أدراجه.

لكن ثمّة مؤشرات أخرى قد تؤكّد الرواية، بأنّه في العدوان على غزّة صيف 2014، نفّذ عناصر من حركة حماس عملية عسكرية بعد اختراقهم للحدود الإسرائيلية، وخلال العام الحالي، تمّ تنفيذ أكثر من عملية تسلل صوب إسرائيل، وصفتها حماس بالعمليات الفردية التي لا يمكن ضبطها.

الرواية الثانية

وعلى أيّ حال، وجدنا رواية أخرى تفيد بأنّ هذه المنقطة مكان عمل مهم للفصائل المسلحة وعلى رأسها حركتا الجهاد الإسلامي وحماس، وفيها العديد من الأنفاق الهجومية، التي من خلالها تستطيع تنفيذ ضربات موجة لإسرائيل.

يؤكّد المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بوحبوط، أن تسمية تلك الحدود بعش الدبابير جاءت بسبب التهديدات والتحديات الكبيرة التي تواجه الجيش في تلك المناطق بما في ذلك شبكة الأنفاق العنكبوتية.

وفي البحث عن صدق هذه الرواية التي أكّدتها إسرائيل، فإنّ مصدر حمساوي اعترف صراحة بأنّ الأنفاق الهجومية منتشرة على طول الشريط الحدودي، وفي كثير من المناطق، تدخل وسط الأراضي الإسرائيلية خلف تمركز الجنود.

لكن إسرائيل شرعت منذ العام 2016 في إقامة جدار خرساني هدفت منه تجاوز الأنفاق الهجومية الأراضي التي تسيطر عليها، وبحسب المعلومات فإنّ تلك المنطقة مشمولة فيه، وشارفت الشركة التي تقوم عليه بالانتهاء من تشييده.

وبحسب ما تروّج له إسرائيل فإنّ مهمة هذا الجدار هو إنهاء عمل الأنفاق الهجومية، وتدميرها بشكلٍ كامل، وعدم السماح لمقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في تجاوز أراضي قطاع غزّة، لتنفيذ ضربات عسكرية.

الرواية الثالثة

يشير بعض السكان في المنطقة إلى أنّه ينتشر فيها مواطنون ينتمون إلى حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، ويقتنعون بأفكارهما بدرجة 100 في المئة، ولهذا يسمي الإسرائيليون المنقطة "عش الدبابير" نسبة إلى سكانها الموصوفين بالدبابير.

ذكر بوحبوط ذلك في مقالٍ له، وورد فيه، أنّ الحدود بين رفح وإسرائيل يسكنها الكثير من المتدينين، وهم يشكلون خطراً على إسرائيل، على اعتقاد أنّ جميعهم عناصر ينتمون إلى حركة حماس، ومسلحين منها.

لكن هذه الرواية ليست دقيقة، بحسب الخبير العسكري الفلسطيني هشام المغاري، موضحاً أنّه وفقاً لقواعد الحرب، لا توجد منطقة مسلحة بالكامل، ولا بد من وجود سكان عاديين وأبرياء، ولذلك يجب إبلاغ السكان بضرورة الإخلاء في حال نشوب أيّ عملية عسكرية، حتى لا يقع ضحايا غير مسيّسين.

الرواية الرابعة

وفي عملية البحث، وصلتنا معلومات بأنّ "عش الدبابير" هو أكبر مخزن للسلاح وأخطر منطقة تحتوي على الوسائل القتالية المختلفة التي تسيطر عليها حماس، وحصلت عليها في عمليات تهريب من طريق سيناء المصرية.

ذلك الاحتمال قد يكون ضعيفاً، كون المنطقة تبعد عن الحدود مع مصر بضعة كيلومترات، ولتكون منطقة تهريب على الأقل يجب أن تكون محاذية للحدود المصرية.

فيما يشير قول آخر إلى أنّ المقصود، ليس التهريب، إنّما السلاح المهرب الذي وصل إلى يد عناصر حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.

على أيّ حال، فإنّ الجيش الإسرائيلي ينتشر بكثافة في المنطقة، وهو الذي أطلق مسمى "عش الدبابير" عليها، نتيجة عوامل مختلفة تمكن من رصدها، ويؤكّد ذلك المحلل العسكري بوحبوط في مقالٍ له إن حجم التهديدات من مناطق جنوب قطاع غزة تزداد يومياً منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، ما جعل الكثير من الضباط يخشون من تقلد منصب قيادة اللواء الجنوبي في فرقة غزة المسؤول عن حماية الحدود الإسرائيلية.

المزيد من العالم العربي