إسرائيل تستدرج "حزب الله" باغتيال فؤاد شكر داخل بيروت

ترقب اللبنانيون لأكثر من أربعة أيام الرد الإسرائيلي على حادثة مجدل شمس شمال إسرائيل وسط تكهنات حول طبيعة هذا الرد وتوقيته ومكانه، فأتت الإجابة مساء أمس الأول الثلاثاء بعدما هز الضاحية الجنوبية لبيروت انفجار عنيف، تبين بعد دقائق قليلة أنه استهدف الرجل الثاني في "حزب الله" فؤاد شكر بعد استهداف مبنى كان بداخله في منطقة حارة حريك، بثلاثة صواريخ أطلقت من مسيرة.

ومع هذا الاستهداف الإسرائيلي غير العادي عاد الحديث بصورة جدية عن حرب شاملة منتظرة بين إسرائيل والحزب، على رغم أن كل التصريحات تؤكد غياب النية لدى الطرفين للذهاب نحو حرب مماثلة، فيما تجهد أميركا في هذا الإطار لضمان عدم انزلاق المنطقة لما هو أكبر وأصعب.

فما الأسباب التي لا تشجع إسرائيل على الذهاب نحو الحرب الشاملة، وهل في هذه الحرب مصلحة لـ"حزب الله"؟ وكذلك سيكون رد الحزب على اغتيال شكر؟

يقول المحلل العسكري يعرب صخر في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن إسرائيل وفي إطار عدم رغبتها بتوسيع المعارك الحالية في جنوب لبنان إلى حرب شاملة، لا تريد أن تستنفد قواها الكاملة في حرب بالوكالة، أي بمواجهة "حزب الله" ومجموعات أخرى منتشرة في سوريا والعراق واليمن.

وقال "لا تريد أن تستنزف قواها بمواجهة هذه المجموعات والرأس المحرك، أي إيران، لا يزال متفرجاً وبخاصة في حرب غير حاسمة، لكون القتال مع طرف غير نظامي وضمن أهداف متحركة، ومعادلة جيش نظامي مقابل ميليشيات فهذا سينهك ويستنزف القوى العسكرية الإسرائيلية".

ويعد صخر أن إسرائيل اليوم تحت ضغوط أميركية لعدم توسعة الحرب، لكن ضربة مجدل شمس كانت بمثابة ذريعة تخفف الضغط الغربي والأميركي على تل أبيب، وأضاف "إسرائيل بدأت تتحرر شيئاً فشيئاً من هذا الضغط، وكلام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكونغرس قبل أيام أكبر دليل على ذلك".

وفي المقابل يعد صخر أن "حزب الله" مهما كانت الضربة كبيرة سيحاول استيعاب صدمتها لأنه تحت الضغط أيضاً، وأهمية حادثة اغتيال شكر أن إسرائيل نفذتها في الضاحية الجنوبية، وهي بذلك تحدت الأمين العام للحزب حسن نصرلله الذي ربط أي استهداف لبيروت باستهداف تل أبيب، وقال "إسرائيل بهذه الضربة استدرجت الحزب لفعل شيء غير معتاد".

Listen to "إسرائيل والحرب الشاملة" on Spreaker.