Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل... الحرب قريبة أكثر من أي وقت مضى

تراقب بدقة ملفات إيران وحزب الله وغزة

صورة قاتمة للوضع الأمني في اسرائيل على مختلف الجبهات (أ.ف.ب)

 وضع رئيس دائرة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي درور شالوم، صورة قاتمة للوضع الأمني في المنطقة، على مختلف الجبهات والتحديات المحدقة باسرائيل، وتحديداً إيران وحزب الله.

 واعتبر أنّ التحدي الأكبر للحرب المقبلة يكمن في منع نقل تعزيزات من سوريا إلى حزب الله في لبنان، والعمل على وضع حدّ لاستمرار تموضع إيران في سوريا. أما تجاه غزة، فرأى أنّ التحدي الأكبر لإسرائيل، يتمثّل في الاستراتيجية التي وضعها رئيس حركة حماس يحيى السنوار، لتبدو غزة كمن يجلس على برميل من بارود، وفق رأيه.

وقال" لم يتنقل السنوار من نفق إلى آخر، بل ظهر أمام الجميع بملابس تليق بالقياديين وجلب الحشود إلى الجدار، وفي المقابل إسرائيل تنقل حقائب الأموال القطرية إلى غزة، التي تشكل دعماً كبيراً للقطاع ولحماس".

وكان شالوم يتحدث في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "إسرائيل اليوم" بمناسبة عيد السنة العبرية عند اليهود، وركز فيها على توقعات تل أبيب للسنة الجديدة، لتظهر صورة قاتمة تثير القلق والخوف في صفوف الإسرائيليين، نظراً إلى احتمال تصعيد أمني على مختلف الجبهات، أو إمكانية أن تجرّ جبهة مشتعلة الجبهات الأخرى.

وبينما اعتبر أنّ غزة اليوم هي الجبهة الأكثر توتراً وقابلة للاشتعال، استبعد أن يجرّ النزاع فيها، الجبهة الشمالية إلى الحرب.

أخطر السيناريوهات تجاه إيران

شالوم كغيره من القياديين العسكريين والأمنيين والسياسيين في إسرائيل، يعتبر إيران المحرك المركزي لما يسميهم "أعداء إسرائيل" في المنطقة، ويقول "في نهاية الأمر، كله يتعلق بإيران على مختلف الأصعدة، في البرنامج النووي، في مساعي تثبيت وجودها في سوريا، في العراق وفي محاولاتها نقل الأسلحة المتطورة مع التشديد على الصواريخ الدقيقة إلى حزب الله في لبنان، نقف اليوم حيال إيران في التفافة خطيرة، ويتعين علينا أن نقبض على الدفة بقوة شديدة".

 وتضع إسرائيل ثلاثة سيناريوهات ممكنة تجاه الملف الإيراني، أولها: توصّل الولايات المتحدة إلى اتفاق جديد مع طهران يشبه أو يختلف عن سابقه، وقد لا يستجيب لكل رغبات إسرائيل.

 الثاني: يتواصل فيه التصعيد العسكري في الخليج إلى وضع، تكثف فيه إيران نشاطاتها وتُضطّر الولايات المتحدة إلى الرد، ما قد يجرّ أيضا إلى مطالبة حزب الله في لبنان بالتدخل، خصوصاً تجاه إسرائيل.

 أما السيناريو الثالث الذي تبحثه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وفق شالوم، فهو التوسع نحو النووي، بحيث تعمد إيران إلى خرق الاتفاق إلى ما دون حافة الانتقال إلى القنبلة، إذ ترفع نسبة التخصيب إلى أعلى من 3.5 في المئة، وحيازة أكثر من 130 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب، وأكثر من 300 كيلوغرام في منشأة المياه الثقيلة في أراك، وبالأساس التقدم في مجال البحث  لجمع العلم والتجربة، مما يتيح لها التطور في المستقبل بسرعة أكبر".

ويقدر شالوم أن الوصول إلى صناعة قنبلة يتطلب سنتين وسنة واحدة للمادة المشعة الكافية.

شبكة إسرائيلية لمتابعة الملف النووي

يكشف شالوم عن وجود شبكة إسرائيلية تعمل بشكل منظم على متابعة الملف النووي، ليس فقط في إيران، إنما في كل المنطقة. ويقول "عملنا طوال الوقت على فرضية أن هناك أمور لا نعرفها ولا يمكن كشفها بهذه السهولة، ما دفعنا إلى إقامة شبكة تعمل على كشف كل ما هو متعلّق بإيران وملفها النووي، حتى لا نجد أنفسنا يوماً أمام مفاجآت غير متوقعة".

ويضيف "كمسؤول مطّلع على المفاعل في سوريا، لا أشعر بالهدوء في السياق الإيراني، وهذا تغيير سلبي حصل لنا بمفهوم التحدي، إلاّ إذا توصّلنا إلى اتفاق جديد يخدمنا نحن أيضا". 

البقاء من تحت حافة الحرب

وتطرق شالوم في المقابلة إلى ما سمّاه "مثلث القوى" بوتين – الأسد – إيران، مدعياً أن إسرائيل حققت إنجازاً في قدرتها على المناورة داخل هذا المثلث، "إذ يتواصل كل عمل لنا مع هذه الأهداف الثلاثة بالتوازي، فيما أن توجهنا هو البقاء طوال الوقت من تحت حافة الحرب، وقد نجحنا في صد الكثير من الخطوات، كمنع إدخال الكميات الكبيرة التي خُطّط لها من الوسائل القتالية ومنع إقامة قواعد للميليشيات الشيعية، التي خطّطوا لإنشائها، كما أن جهودنا أسهمت في تخفيض الاستثمارات الاقتصادية الإيرانية".

الحرب على غزة

وحظيت غزة في المقابلة، بحيّز مهمّ من حديث شالوم، إذ يعتبرها المنطقة الأكثر اشتعالاً، وبالنسبة إليه، الحرب على القطاع مسألة وقت، مع أنه لا يستبعد أن توافق حركة حماس على وقف إطلاق نار طويل الأمد.

ويحذر شالوم جهات عسكرية وسياسية إسرائيلية من اتخاذ خطوات متهورة تجاه غزة، قائلاً "لا أرى أننا سنكون أقوى بعد التصعيد والحرب، لأن هناك سيناريوهين. الأول تحقيق إنجاز كبير، لكنه سيشمل خسائر كثيرة لنا، وبعدها نصل إلى التسوية ذاتها التي توافق حماس عليها الآن، لا أكثر ولا أقل. والثاني هو أن تنهار حماس خلال الحرب، وعندها سيكون الوضع في قطاع غزة مثل الصومال".

المزيد من الشرق الأوسط