Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هند صبري: جائزة أفضل ممثلة بـ"الجونة السينمائي" الأعظم في حياتي

بطلة "نورا تحلم": جسدتُ معاناة المرأة التونسية... وقدمت الدور بلا "ماكياج"

فازت الفنانة هند صبري بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان الجونة السينمائي عن فيلمها "نورا تحلم" مع المخرجة التونسية هند بو جمعة، وكان متوقعا أن تحصل على هذه الجائزة بعد إجماع الآراء النقدية والجماهيرية على تفوقها في أداء دور نورا، المرأة الشعبية التونسية البسيطة، التي تعمل بمغسلة بأحد المستشفيات الحكومية وتعاني الفقر الشديد، وتحمل مسؤولية ثلاثة أطفال وحدها، بسبب دخول زوجها الدائم السجن لأفعاله غير القانونية. وتخلت هند عن جمالها وأناقتها، وارتدت ملابس فقيرة، وتركت نفسها لتكون "نورا" البائسة، المثقلة بهمومها، الغارقة في أحلام تُخرجها من هذا الواقع.

الكواليس

"اندبندنت عربية" التقت النجمة هند صبري، وحدثتنا عن الفيلم وكواليسه. فاجأتنا في البداية "بأنها تعرفت على المخرجة هند بو جمعة في مهرجان الجونة العام الماضي، وفازت المخرجة بجائزة منصة الجونة، التي منحت مشروعها دعما يساعدها في تنفيذه، وعرضت بو جمعة عليها النص وأعجبها. بعدها تحمست لأداء دور شخصية نورا، ولكنها فوجئت بأن المخرجة تطلب منها أن تقوم بعمل "كاستنج" لتراها هل ستكون مناسبة للدور أم لا؟".

في البداية صُدمت من طلب المخرجة، وعلى الرغم من أنها ممثلة محترفة لكنها احترمت رغبة المخرجة، التي تقوم للمرة الأولى بإخراج فيلم روائي طويل، ورأت أنه من حقها أن تختار الممثلة الأمثل لدور البطولة في مشروعها الأول، خصوصا أن بعض المخرجين المستقلين، مثل هند بو جمعة، لا يهتمون بنجومية الممثلين، ولا يغريهم بريق أسماء النجوم بقدر ما يهتمون بمناسبة الممثل للدور وأهليته له. وبالفعل قامت بعمل كاستنج وملامح شكلية ونفسية للشخصية وفازت بالدور.

 أضافت هند "أنها صورت (نورا تحلم) قبل تصوير فيلم الفيل الأزرق مع المخرج مروان حامد، وقد أخبرته بذهابها إلى تونس لتصوير الفيلم، وشجعها ودعمها وقال لها سننتظرك حتى تعودين".

 

 

الجائزة الكبرى

تابعت هند، "أعرف أن الفيلم صغير وبسيط وشخصي جدا، إذ يجسد حياة امرأة فقيرة ومعاناتها، وعلى الرغم من ذلك أحببت الدور، ولكن لم أتخيل أن يكون له هذا الصدى الكبير، وأن أفوز بأفضل ممثلة في مهرجان الجونة، وأعتبر هذا الفوز أغلى شيء حدث في حياتي، لأنه حقق لي معادلة لم أكن أتخيل تحقيقها وهي أن أفوز بفيلم من بلدي تونس في بلدي مصر، ولا يوجد أروع من هذا الإحساس في العالم. وأود أن أنوه أن الفيلم حقق إشادات كبيرة في مهرجان (تورنتو) ومهرجان (سيباستيان) بإسبانيا".

تنوع ثري

سألنا هند عن المجازفة في أن تقدم فيلما صغيرا مع مخرجة مستقلة، يعد مشروعها الأول، على الرغم من أنها نجمة كبيرة تقدم أعمالا ضخمة من حيث الإنتاج والنجوم المشاركين، فأخبرتنا، "أنها لا ترى أي مشكلة في أن تقدم أفلاما كبيرة وضخمة مثل الفيل الأزرق، الذي تعدت أرباحه حاجز 100 مليون جنيه (6.1 مليون دولار)، ومع نجوم مخضرمين مثل كريم عبد العزيز وأحمد عز، فهذه الأفلام تشبه مصنعا كبيرا، أما الأفلام الصغيرة ذات وجهة النظر البسيطة، التي تمثل تجارب أولى لمخرجين أو كتّاب جدد فأعتبرها مثل النسيج اليدوي البسيط جدا. ولا مانع أن ينوع الفنان بين الشغل اليدوي وشغل المصنع الكبير، فهذا يمنحه لياقة نفسية وفنية واختلافا مطلوبا، والتنقل أيضا بين البلاد العربية لتقديم أفلام وموضوعات مغايرة مفيد، فاذا عرض علي فيلم مغربي أو تونسي أو جزائري أو سوري أو غيره، وأعجبني الموضوع سأقدمه، فهذا التنوع صحي للغاية".

وتابعت، "وهي رسالة للزملاء، وصناع السينما، بأن نقدم الأفلام التجارية الضخمة وفي نفس الوقت نقدم الأفلام البسيطة طالما مؤمنين بها".

المحلية طريق إلى العالمية

إغراق الفيلم التونسي "نورا تحلم" في المحلية قالت عنه هند، "هو فعلا فيلم تونسي يقدم الشارع التونسي والحياة الفقيرة، ومستغرق لأقصى درجة في المحلية، لكنه في الوقت نفسه موضوع عالمي، فقصة نورا ومعاناتها قد تحدث في أي بلد في العالم لأي امرأة، ولهذا أعتبر الموضوع عالميا، وإن دارت أحداثه في المحلية، وفوجئت بذلك عندما استقبل الناس في مهرجانات عالمية الفيلم بترحاب شديد".

أدوار غريبة

يستفز هند الأدوار الغريبة، التي تجعلها تتخلى عن جمالها وشخصيتها، وهذا ما حدث مع دورها في الفيلم، حيث ظهرت بمظهر فقير، وبدون أي مكياج، وهو ما قد ترفضه بعض الممثلات والنجمات الأخريات. وعن هذا قالت هند، "أنا أعشق الأدوار التي تكون بعيدة تماما عني، وكلما كان الدور مستفزا وبعيدا عن شخصيتي أكون حريصة على تقديمه، وهذا حدث معي في أعمال كثيرة، أعتبرها أجمل ما في تاريخي مثل (أحلى الأوقات)، و(أسماء)، و(إبراهيم الأبيض)، و(الفيل الأزرق) وليس أخيرا (نورا تحلم). وفي الأخير اضطررت أن أعبث بوجهي وشعري وأظافري فلونت شعري بلون بشع، وتركته ليكون شديد السوء في منظره، وصبغت أظافري بلون طلاء فج جدا، وتركت وجهي بدون مساحيق أو حتى تلطيف ليكون مجهدا وشاحبا وبعيدا عن الجمال والأناقة حتى أقترب من نورا الكادحة المتعبة المهمومة، التي بالتأكيد لا تجد وقتا لتنظيف وجهها والعناية ببشرتها وشعرها وملابسها".

واختتمت هند حوارها معنا بقولها، "إنها صورت فيلمين الفترة الماضية استغرقا كل وقتها، بعدها سافرت للعديد من المهرجانات، ولا تزال في رحلة عمل مستمرة، وجعلها هذا الضغط متعبة، ولولا دعم زوجها لهذه الأعمال متحملا ووالدتها عبء ابنتهما عليا وليلى، اللتين تحملان بدورهما ابتعاداها وانشغالها أيضا لفترات طويلة لتحقق أعمالا مؤمنة بها، ما تحقق شيئا من هذا، ولهذا أهدت الفوز لعائلتها، التي هي أساس نجاحها وإصرارها وتحملها للصعاب".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون