أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأحد انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024، بعد أسابيع من الجدل حول حالته الصحية والعقلية، وأعرب عن دعمه لترشيح نائبته كامالا هاريس "لمواجهة ترمب".
وبهذا الخصوص أكد الباحث في الشأن الأميركي أحمد الحنطي في رسالته الصوتية لـ"اندبندنت عربية" أن ما يحدث اليوم يعد حدثاً غير مسبوق في التاريخ الأميركي، مضيفاً "آخر مرة شهدنا شيئاً مشابهاً كان في عام 1968 عندما تنحى الرئيس ليندون جونسون، ولكن ذلك كان في بداية الانتخابات الأولية وليس بعد انتهائها كما الحال الآن".
ويقول "نحن نعيش فترة تاريخية مليئة بالأحداث غير المسبوقة، مع تساؤلات حول كيفية تحويل الأصوات من بايدن إلى البديل، ومن سيكون هذا البديل، وما ردود أفعال الحملتين الديمقراطية والجمهورية تجاه هذا الحدث الكبير".
يعتقد الحنطي أن حملة هاريس ستسعى إلى حمل إرث بايدن، مما يعني أنها ستخوض الانتخابات كامتداد لأجندته ونجاحاته، محاولين إظهار أنها ستعمل بنفس نشاطه وحيويته.
في المقابل كانت استراتيجية حملة ترمب، التي تعمل منذ 2022، تستعد لمواجهة بايدن وتركز على عيوبه. مع دخول هاريس قد تواجه الحملة تحديات جديدة، إذ سيفتقدون نقطة الهجوم على سن بايدن، لكنهم سيواصلون انتقاداتهم بالتركيز على سياساته وتصوير هاريس كنسخة أكثر تطرفاً منه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطرد الباحث في الشأن الأميركي أن كامالا هاريس تبدأ من مكان متأخر، وقد يعطيها التغيير دفعة إيجابية بين الديمقراطيين الذين كانوا يرغبون في استبدال بايدن، على رغم ذلك عليها كسب أصوات المترددين الذين كانوا متحفظين في شأن بايدن بسبب عمره، مضيفاً أن ترامب في وضع جيد، حيث الاستبدال قد يفقده بعض الأسلحة ولكنه ما زال متفوقاً.
وخلال الأيام الـ10 المقبلة ستبدأ دراسات الرأي العام في تحليل الوضع بشكل أدق، وسيتضح ما إذا كان هذا التغيير إيجابياً للديمقراطيين أو الجمهوريين أو لم يغير شيئاً في السباق الانتخابي، ويرى أن فرص فوز ترامب تتراوح بين 60 و70 في المئة في مقابل 30 إلى 40 في المئة لهاريس.
وختم الحنطي حديثه حول خيارات هاريس لنائب الرئيس أنه قد لا يؤثر كثيراً في الانتخابات، ولكنه يقدم فائدتين: تغطية جوانب النقص عند مرشح الرئاسة، وطمأنة بعض فئات الناخبين، مثلما اختار بايدن هاريس لتحقيق التوازن، قد تختار هاريس إما امرأة أو رجلاً أبيض للسبب نفسه.
يقول الحنطي "هاريس تبدأ من مرحلة متأخرة، لذا قد تركز على من يؤمن لها ولاية أو أكثر، خصوصاً في الولايات المتأرجحة"، في المقابل قد يتحفظ المرشح الديمقراطي على قبول منصب نائب الرئيس والخوض في الانتخابات مع هاريس خشية التأثير في مستقبله السياسي حال الخسارة.