ملخص
ستواجه هاريس تحديات كبيرة حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى ثلاثة أشهر تقريباً للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها، إلا أن عدداً كبيراً من الديمقراطيين متحمسون لفرصها.
سيكون الحزب الديمقراطي أمام مقامرة تاريخية إذا لجأ إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس لخوض سباق الرئاسة بدلاً من جو بايدن، مراهناً بذلك على قدرة هاريس ذات البشرة السوداء على التغلب على العنصرية والتمييز الجنسي وأخطائها السياسية لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
فعلى مدار تاريخ الديمقراطية في بلادهم الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأميركيون سوى رئيس أسود واحد فقط، ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية.
وقالت خبيرة الشؤون السياسية والمؤسس المشارك لصندوق بلاك لايفز ماتر فاند لاتوشا براون "هل سيكون عرقها وجنسها مشكلة؟ بالتأكيد".
وستواجه هاريس تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى ثلاثة أشهر تقريباً للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها، إلا أن عدداً كبيراً من الديمقراطيين متحمسون لفرصها.
وعبر نحو 30 مشرعاً ديمقراطياً عن مخاوفهم من خسارة بايدن (81 سنة) في الانتخابات لافتقاره إلى القدرة العقلية والبدنية التي تؤهله للفوز بالانتخابات والبقاء في السلطة لأربع سنوات أخرى، ويخشى كثيرون من سيطرة ترمب والجمهوريين ليس فقط على البيت الأبيض وإنما على مجلسي النواب والشيوخ أيضاً.
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 بعد أسابيع على الشكوك التي أحاطت بوضعه الجسدي والذهني، ودعم ترشيح نائبته كامالا هاريس "لهزيمة ترمب".
ماضي أميركا وحاضرها
هاريس (59 سنة) أصغر من ترمب بنحو 20 سنة، وهي إحدى قادة الحزب في ما يتعلق بحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سناً وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماسة هؤلاء الناخبين وستعزز دعم السود وستكون مناظراتها قوية مع ترمب، وقالت براون إن ترشح هاريس سيأتي على النقيض تماماً من المرشح الجمهوري ترمب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه. دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء. وأضافت "هذا بالنسبة إلي يعكس ماضي أميركا، في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أميركا ومستقبلها".
تعادلت هاريس وترمب
وعلى رغم الثناء عليها في الأسابيع القليلة الماضية لدفاعها القوي عن بايدن، لا يزال بعض الديمقراطيين يشعرون بالقلق إزاء أداء هاريس الضعيف في أول عامين لها في المنصب، والأهم من ذلك كله التاريخ الحافل بالتمييز العنصري والجنسي في الولايات المتحدة.
وفي منافسة افتراضية أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز / إبسوس" في الـ15 والـ16 من يوليو (تموز) تعادلت هاريس وترمب بحصول كل منهما على تأييد 44 في المئة من الناخبين.
وأجري هذا الاستطلاع بعد محاولة اغتيال ترمب، وتقدم ترمب على بايدن بواقع 43 في المئة في مقابل 41 في المئة في الاستطلاع نفسه.
وعلى رغم تراجع شعبية هاريس فإنها أعلى من معدلات تأييد بايدن، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "فايف ثيرتي إيت" حصول هاريس على تأييد 38.6 في المئة من الأميركيين، بينما عارضها 50.4 في المئة، في المقابل حصل بايدن على تأييد 38.5 في المئة وعارضه 56.2 في المئة.