ملخص
بينما كان الديمقراطيون يتذمرون من العنف السياسي، الذي كثيراً ما اتهموا ترمب بتشجيعه، ألقى الجمهوريون فوراً باللوم على الرئيس بايدن وحلفائه في الهجوم، وقالوا إنه نابع من لغة تحريضية تصف الرئيس السابق بأنه فاشي بدائي من شأنه أن يدمر الديمقراطية.
في مشهد درامي على غرار أفلام هوليوود، كاد يفقد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب، حياته في محاولة اغتيال خلال مؤتمر انتخابي أول من أمس السبت في بنسلفانيا، مما أعاد إلى الأذهان مشاهد اغتيالات متكررة في التاريخ السياسي الأميركي.
تداعيات محاولة اغتيال ترمب في حين قد يُنظر إليها للوهلة الأولى من منظور انتخابي حول الخاسر والفائز، لكن الأميركيين يشعرون بالقلق مما هو أبعد كثيراً من تلك الزاوية الحادة، إذ أعرب مراقبون عن قلقهم من توسيع نطاق الانقسامات داخل الولايات المتحدة، فحقيقة أن إطلاق النار وقع قبل يومين من اجتماع المؤتمر الجمهوري العام، يضع الحدث في سياق حزبي، وبينما كان الديمقراطيون يتذمرون من العنف السياسي، الذي كثيراً ما اتهموا ترمب بتشجيعه، ألقى الجمهوريون فوراً باللوم على الرئيس بايدن وحلفائه في الهجوم، وقالوا إنه نابع من لغة تحريضية تصف الرئيس السابق بأنه فاشي بدائي من شأنه أن يدمر الديمقراطية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حديثه لـ"اندبندنت عربية" قال الكاتب الأميركي وعضو الحزب الجمهوري بشار جرار، إن تداعيات محاولة اغتيال ترمب الذي على الأرجح سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، كبيرة ولا تقتصر فقط على المشهد العام للانتخابات الأميركية بل في التفاصيل أيضاً، إذ سيطاول التأثير كلا الحزبين، وبخاصة الجناحان في أقصى اليسار واليمين، إذ اليسار المتشدد لدى الحزب الديمقراطي واليمين المحافظ في الحزب الجمهوري، وثمة تداعيات على أثر نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة وسير العملية الانتخابية وحتى خارج الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا، قائلاً "الكل يراقب ما يحدث حالياً داخل الولايات المتحدة بما في ذلك الصين وروسيا وكيف تمت محاولة اغتيال رئيس سابق ومرشح حالي للانتخابات الرئاسية، وهل ما حدث هو أكثر من إهمال في حماية رئيس سابق ومرشح سياسي".
وإضافة إلى التأثير السياسي والاقتصادي يلفت جرار إلى تحدث الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ثلاث مرات حول الحادثة حتى الآن، قائلاً "تحدث الرئيس بايدن ثلاث مرات أحدثها من المكتب البيضاوي أمس الأحد، وهو ما يؤكد خطر اللحظة السياسية، لأن الأمر مرتبط بمستقبل الولايات المتحدة باعتبارها اتحاداً وديمقراطية وجمهورية" ويضيف "عندما سئل الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن عما قدمه الآباء المؤسسون للولايات المتحدة فكان رده: قدمنا لكم جمهورية حافظوا عليها".
ويقول الكاتب الأميركي الأردني وهو محاضر لدى برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية بواشنطن، إن الانتخابات الأميركية المقبلة هي "انتخابات مفصلية حاسمة، على ضوء نتائجها سيتقرر مستقبل علاقات كثيرة ليس فقط مصير حرب أوكرانيا وقضايا الشرق الأوسط لكن أيضاً العلاقة مع الناتو وصورة النظام العالمي وهل سيبقى أحادي القطبية أم سنصبح أمام تعددية قطبية وانتخابات غير قادرة على الحسم لأن هذه الظاهرة أصبحت عالمية، رأيناها في أوروبا وإسرائيل، فيما يبدو أن الدور الحاسم للإعلام لأن مواقع التواصل الاجتماعي والثورة الرقمية بالاتصالات جعلت كلاً يستمع إلى معسكر لذا ازداد التطرف والانقسام."
Listen to "تداعيات محاولة اغتيال ترمب تتجاوز المشهد الانتخابي" on Spreaker.