Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الديمقراطيون "يطوقون" ترمب ويسرعون إجراءات عزله

طالبوا مايك بومبيو بوثائق حول أوكرانيا

 تعهّد الديمقراطيّون بالتحرّك سريعاً في قضيّة عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، معتبرين أنّ الأدلّة واضحة على إساءته استخدام السُلطة من خلال مكالمته الهاتفيّة مع نظيره الأوكراني ومحاولات التستّر على مخالفات.

وفي أولى الخطوات، طالب ديمقراطيّون يرأسون لجاناً نافذة في مجلس النوّاب وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو المقرّب من ترمب، بتزويدهم وثائق حول قضيّة أوكرانيا، بغية "تسريع" التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس.
وورد في بيان لرؤساء لجان الخارجيّة والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجّهوا فيه إلى بومبيو، أنّ "رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيُشكّل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس النوّاب في هذا الإجراء النادر ضدّ رئيس أميركي".
 
المخبر السري
 
وأظهرت شكوى من مخبر في أجهزة الاستخبارات أنّ ترمب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن.
وكتب ترمب في سلسة تغريدات أنّ هذا الاتّصال كان "مثاليّاً" و"قانونيّاً تماماً"، "ليس ممكناً أن يكون أكثر شرفاً". وهاجمَ الديمقراطيّين ("الحزب الذي لا يفعل شيئًا") والصحافيين ("التافهين") والمخبر الذي أبلغ عن المخالفات ("عميل حزب؟").
في شريط فيديو حصلت عليه وكالة بلومبرغ، قال ترمب أثناء اجتماعه مع دبلوماسيّين من البعثة الأميركيّة لدى الأمم المتّحدة إنّه "في حالة حرب".
وكان دعا الجمهوريّين على تويتر إلى "القتال"، مضيفاً بحروف كبيرة "مستقبل بلدنا على المحكّ".
تحرك بيلوسي
 
من جهتها، قالت رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي إنّ "تصرّفات الرئيس واضحة بشكل مقنع، وهذا لا يمنحنا أيّ خيار سوى المضيّ قدماً".
وأضافت "هذا الأمر يتعلّق بالأمن القومي لبلدنا: إنّ رئيس الولايات المتحدة حنث بالقسم، ما من شأنه أن يُعرّض أمننا القومي للخطر، كما يعرض سلامة انتخاباتنا للخطر".
وأعلنت بيلوسي أنّ رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف، الذي اتّهم الأسبوع الحالي ترمب بالتصرّف مثل "رئيس عصابة"، سيتولّى قيادة التحقيقات.
وقالت في مقابلة مع شبكة "ام اس ان بي سي"، "سيستغرقون الوقت الذي يلزمهم ولن يكون الجدول الزمني هو الحكم. لكن (...) ليس ضروريّاً أن يستمرّ ذلك طويلاً".
 
في المقابل، قدّم المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كورت فولكر استقالته إثر تلقّيه استدعاءً من الكونغرس لاستجوابه في إطار التحقيق الرامي إلى عزل ترمب، بحسب ما أعلن مصدر طلب عدم كشف هويته.
وأكّد المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية حصول الاستقالة التي كشفت عنها في بادئ الأمر صحيفة "الطلاب" بجامعة أريزونا حيث يُدير فولكر أحد المعاهد.
وهزّت الأحداث السريعة رئاسة ترمب التي بدأت قبل عامين ونصف عام.
وفي سيتق متصل، أبدى ترمب لا مبالاة إزاء تقرير لأحد المبلغين اتّهمه فيه بأنّه سعى إلى ممارسة ضغوط على أوكرانيا للحصول على معلومات يُمكن أن تضرّ ببايدن، المرشح الديمقراطي الرئيسي لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2020.
 
في الوقت نفسه، كانت بيلوسي تتهرّب من الضغوط المتزايدة داخل حزبها لعزل ترمب، في محاولة لإبقاء التركيز على خوض انتخابات العام المقبل.
لكنّ الأمور تغيّرت مع إصدار تقرير يتضمّن دعوة ترمب في 25 يوليو (تموز) الرئيس فولوديمير زيلينسكي الى الاساءة لبايدن، وما تلاها من شكوى للمخبر يزعم فيها أن البيت الأبيض حاول التستر على فحوى المكالمة.
يبدو أنّ الديمقراطيّين الآن باتوا قادرين على حشد الغالبيّة التي يحتاجون إليها للتصويت من خلال اقتراح العزل في مجلس النواب- للمرة الثالثة فقط في تاريخ الولايات المتحدة- ما يمهد الطريق لمحاكمة محتملة للرئيس أمام مجلس الشيوخ الذي يُسيطر عليه الجمهوريّون.
 
رد فعل ترمب
 
وقال إريك سوالويل، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب لشبكة "سي إن إن"، "يجب أن نتحرّك بسرعة ولكن ليس بتسرّع، يجب أن نركّز على الاتّصال مع أوكرانيا".
وأضاف في اشارة الى هجوم ترمب على المخبر الذي لا يزال مجهولا وعلى شهود محتملين من البيت الابيض ضدّه وَصَفهم بأنّهم جواسيس وخونة، "لسنا بحاجة الى جلسات استماع مدّتها أشهر... لدينا كلمات الرئيس شخصياً ولدينا سلوكه بعد الواقعة".
وكان ترمب قال أمام الدبلوماسيّين الأميركيّين في الأمم المتحدة "تعلمون ما اعتدنا أن نفعله في الأيّام الخوالي حين كنّا أذكياء؟ اعتدنا على التعامل مع الجواسيس والخونة بطريقة مختلفة بعض الشيء عمّا نفعله الآن".
وأوضح سوالويل أنّ التصريحات التي أدلى بها ترمب أمام حشد من البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة أظهرت "إحساساً بالذنب. فالأبرياء لا يتحدّثون بهذه الطريقة".
وبدأ ترمب يومه بسلسلة هجمات عبر تويتر على شيف الذي طلب أن يدلي المخبر عن المخالفات بشهادته أمام لجنته.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أنّه موظّف في وكالة الاستخبارات المركزية عمل في البيت الأبيض سابقا.
واتهم الرئيس الاميركي شيف بأنه قرأ "بشكل احتيالي" مذكرة البيت الأبيض الرسمية الخاصة بمكالمة أوكرانيا في جلسة استماع بشأن شكوى المخبر الخميس الماضي.

المزيد من دوليات