ملخص
تجاهل الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترمب فوز ستارمر، وقام بدلاً من ذلك بتهنئة نايجل فاراج زعيم حزب "ريفورم بريطانيا" المناهض للمهاجرين الذي سيصبح نائباً للمرة الأولى بعد 8 محاولات.
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم السبت، أن الحكومة المشكلة حديثاً لن تتبع سياسة سلفه الخاصة بترحيل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد في قوارب صغيرة إلى رواندا، وهو ما ينهي هذا المخطط قبل حتى إقلاع أية رحلات جوية.
وقال ستارمر في مؤتمر صحفي، "مخطط رواندا مات ودُفن قبل أن يبدأ. لم يشكل رادعاً أبداً لعبور القوارب الصغيرة". مضيفاً، "لست مستعداً لمواصلة حيل لا تشكل رادعاً".
وكان رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك مصرا على خطته "لإيقاف القوارب"، ودفع بخطة الترحيل المثيرة للجدل على الرغم من معارضة الجماعات الحقوقية والأحكام القضائية.
لكن حزب العمال تعهد أنه سيتخلى عن هذه الخطة بترحيل المهاجرين إلى رواندا.
وأصبحت الهجرة قضية سياسية مركزية بشكل متزايد منذ خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020، مع وعد رسمي "باستعادة السيطرة" على حدود البلاد.
وقال ستارمر في وقت سابق إن سياسة سوناك لم تكن رادعة ولا ذات قيمة.
وتعهد معالجة القضية "من المصدر" عبر سحق عصابات تهريب الأشخاص خلف المعابر.
وأوضح أن من العناصر المركزية في هذه السياسة، إنشاء قيادة "نخبة" جديدة لأمن الحدود تضم متخصصين في الهجرة وتنفيذ القانون، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات الداخلية ام آي 5.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية الشهر الماضي إن ما يقدر بنحو 12313 شخصا عبروا إلى بريطانيا حتى الآن هذا العام، بزيادة قدرها 18 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ووصل 29,437 شخصا خلال عام 2023، بانخفاض قدره 36 بالمئة عن الرقم القياسي البالغ 45,774 شخصا في عام 2022.
بين عشية وضحاها
وفي ما يتعلق بالسجون، قال رئيس الوزراء إن هناك عدداً كبيراً جداً من السجناء، وليست هناك أماكن كافية في السجون. مضيفاً، "هذا فشل ذريع للحكومة السابقة".
لكنه أقر بأن القضية لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، و"من المستحيل القول ببساطة إننا سنوقف الإفراج المبكر عن السجناء".
وبدأ رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر في أول يوم له في منصبه اليوم السبت العمل على "إعادة بناء بريطانيا" عملاً بخطته، بعد تحقيق حزب العمال فوزاً ساحقاً في الانتخابات طوى صفحة حكم المحافظين الذي استمر 14 عاماً.
عقد ستارمر أول اجتماع لمجلس الوزراء عند الساعة الـ11 صباح اليوم (11,00 ت. غ) بحضور أول وزيرة مال بريطانية ريتشل ريفز ووزير الخارجية الجديد ديفيد لامي.
وأمضى ستارمر ساعاته الأولى في "داونينغ ستريت" أمس الجمعة في تعيين فريقه الوزاري بعد تحقيق حزب العمال (يسار الوسط) فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية.
حكومة المهام الـ5
وكلف الملك تشارلز الثالث رسمياً أمس الجمعة ستارمر تشكيل الحكومة في المملكة المتحدة. وقال الأخير بعد تكليفه، "سنعيد بناء المملكة المتحدة".
وكرر ستارمر "مهام" الحكومة الخمس الرئيسة في خطابه، وتعهد بإعادة خدمة الصحة العامة "على قدميها"، وضمان "حدود آمنة" وشوارع أكثر أماناً.
لكن حكومته تواجه تحديات هائلة، بما في ذلك الركود الاقتصادي، والخدمات العامة المتداعية، والأسر التي تعاني أزمة كلف المعيشة المستمرة منذ أعوام.
وأكد ستارمر، "لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة. الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد، بل يتطلب عملاً شاقاً وصبوراً وحازماً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهنأ زعماء العالم ستارمر أمس بعد الفوز الساحق.
وتحدث ستارمر هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن و"ناقشا التزامهما المشترك بالعلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وطموحاتهما المتوافقة لتحقيق نمو اقتصادي أكبر"، بحسب لندن.
وتحدث أيضاً مع رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بينما تجاهل الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترمب فوز ستارمر وقام بدلاً من ذلك بتهنئة نايجل فاراج.
وسيدخل حزب "ريفورم بريطانيا" المناهض للمهاجرين، البرلمان مع أربعة مقاعد. وسيصبح زعيمه نايجل فاراج نائباً للمرة الأولى بعد ثماني محاولات.
حصد حزب العمال 412 مقعداً، أي أكثر من المقاعد الـ326 الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل حكومة بمفرده.
والعدد أقل بقليل من النتيجة التاريخية التي سجلها توني بلير عام 1997 بحصول الحزب يومها على 418 مقعداً.
أسوأ نتائج المحافظين
أما حزب المحافظين بزعامة سوناك فسجل أسوأ نتيجة له على الإطلاق منذ مطلع القرن الـ20 مع انتخاب 121 نائباً في مقابل 365 قبل خمس سنوات عندما كان الحزب بزعامة بوريس جونسون.
وخسر عدد كبير من قياديي الحزب المحافظ مقاعدهم النيابية على غرار وزير الدفاع غرانت شابس، ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردانت، التي كانت مرشحة لتولي زعامة الحزب مستقبلاً.
كذلك، خسرت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة ليز تراس مقعدها.
في البرلمان الجديد سيشكل الليبراليون الديمقراطيون القوة الثالثة، مع حصولهم على أكثر من 70 مقعداً.
وفي اسكتلندا أصيب الحزب الوطني الاسكتلندي الاستقلالي بانتكاسة كبيرة، ولم يفز سوى بتسع دوائر من أصل 57.
وفاز حزب الخضر بأربعة مقاعد، مقارنة بمقعد واحد في الاستحقاق الماضي.
وتم أيضاً انتخاب ستة نواب مستقلين، وهو أمر غير مسبوق، وألحق أربعة منهم الهزيمة بمرشحي حزب العمال في مناطق تقطنها أعداد كبيرة من المسلمين، وتركزت الحملات الانتخابية حول الحرب بين إسرائيل و"حماس".
وحصل حزب العمال على نحو 34 في المئة من الأصوات، في تراجع عن 2019، والأدنى على الإطلاق في الحصول على غالبية.
في الوقت ذاته، بلغت نسبة المشاركة أقل بقليل من 60 في المئة وهي الأدنى منذ عام 2001، مما يشير إلى لا مبالاة على نطاق واسع.
ويرى كريس هوبكنز مدير الأبحاث السياسية في مؤسسة "سافانتا" لاستطلاعات الرأي، أنه "على رغم أن هذا لا ينبغي أن يطغى على فوز حزب العمال اليوم، فإنه قد يشير إلى بعض التحديات التي قد يواجهها الحزب".
وأوضح، "ببساطة، من المحتمل ألا يتمكنوا من إعادة أكثر من 400 نائب في الانتخابات المقبلة بأقل من 40 في المئة من الأصوات".