Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الأقلية الخائنة" مسمار إلكتروني في نعش انتخابات إيران

مراقبون يرصدون محاولات رجال خامنئي رفع نسب التصويت وسط غياب المقترعين

ورقة اقتراع بجولة الإعادة لانتخابات الرئاسة الإيرانية وتحمل صورتي بزشكيان وجليلي (أ ف ب)

ملخص

أدت المشاركة البالغة 39 في المئة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية إلى أدنى مشاركة تاريخياً مما يعني تراجع شعبية النظام بين المواطنين.

في وقت يبذل الفريق الانتخابي لمسعود بزشكيان الجهود لحث الإيرانيين الذين يعارضون النظام على التصويت له في الانتخابات الرئاسية، نشرت مقاطع فيديو تعود إلى المرشح الإصلاحي يدعم فيها قمع النساء لا سيما في كليات الطب، مما أثار موجة جديدة من الانتقادات ضده.

نشر عدد من الصحافيين والناشطين السياسيين الإيرانيين أجزاء من المناظرة التلفزيونية الأخيرة لمسعود بزشكيان على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أظهرت أن الرجل مطيع جداً للمرشد علي خامنئي وأنه يفتقر إلى أي برنامج محدد وواضح في المجالات المختلفة، كما تبين أن حديثه في هذه المناظرة كان يختلف كلياً مع الشعارات التي أطلقها أعضاء حملته الانتخابية.

هذه الانتقادات والتسريبات دفعت بعض المحللين إلى الاعتقاد أنه على رغم نتائج استطلاعات الرأي الحكومية المصطنعة، فسيكون عدد الأصوات التي يحصل عليها مسعود بزشكيان في الجولة الثانية أقل من الأصوات التي حصل عليها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن 39 في المئة من الناخبين شاركوا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الـ28 من يونيو (حزيران) الماضي. وهذه الإحصائية لا يرى بعض المحللين أنها حقيقية، إذ يعتقدون أنه نظراً إلى عملية التصويت الإلكتروني في إيران، فإن النظام بإمكانه وبسهولة أن يدخل الرقم الوطني للذين قاطعوا الانتخابات لرفع نسبة المشاركة.

على أي حال أدت المشاركة البالغة 39 في المئة إلى أدنى مشاركة في الانتخابات الرئاسية في إيران، وهذا يعني تراجع شعبية النظام بين المواطنين. كما أظهرت أن جميع القوى والجماعات السياسية التابعة للنظام هي أقلية أمام عشرات الملايين من المواطنين المحتجين والراغبين في إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.

وفي هذا السياق، وخلال الساعات الأخيرة أطلق عدد كبير من العائلات الذين قتل أبناؤهم في احتجاجات عامي 2019 و2022 وسماً، واستخدموا عبارة "الأقلية الخائنة"، معلنين عن رفضهم الانتخابات الرئاسية ووصفوها بـ"السيرك الانتخابي"، كما أكدوا أنه من وجهة نظرهم كل من يدعو إلى هذا النوع من الانتخابات فهو "موظف لدى الأجهزة الأمنية ومشارك في القتل والقمع والجريمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبيل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ورداً على ما قاله المرشد علي خامنئي أول من أمس الأربعاء بأن الذين قاطعوا الانتخابات أيضاً هم من مناصري النظام، غرد رضا بهلوي على منصة "إكس" قائلاً إن "الإيرانيين يرفضون نظامك غير الشرعي".

خلال الأيام الماضية حاول عدد من الشخصيات الإعلامية المحسوبة على التيار الإصلاحي في إيران الذين يرون في مسعود بزشكيان المرشح الأفضل في الانتخابات الرئاسية، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، حث الناس على المشاركة في الجولة الثانية من التصويت، كما أنهم نشطوا كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبطبيعة الحال فإن هذا النوع من الدعاية أو "البروباغندا" يمكن الجهات التنفيذية في عملية إجراء الانتخابات وبموافقة المرشد خامنئي من أن تعلن أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية كانت أعلى بكثير من الجولة الأولى.

ومع ذلك أظهرت المقاطع والصور الكثيرة التي انتشرت من مختلف المدن في إيران عدم استقبال الناس مرشحي الانتخابات الرئاسية، ففي عديد من هذه المقاطع والصور تبين أن القاعات والصالات التي خصصت لاستقبال مسعود بزشكيان وسعيد جليلي لم تكن ممتلئة وحسب، بل بعضها كان فارغاً من المواطنين.

كما انتشر عديد من المقاطع التي تنتقد كلاً من جليلي وبزشكيان والقوى السياسية الداعمة لهما، وأثبتت المقاطعة الواسعة للانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى بخاصة بعد القمع والقتل الوحشي الذي تعرض له المدنيون في الاحتجاجات السابقة والذي نفذه كل من الإصلاحيين والأصوليين، أن معظم المجتمع الإيراني لم يعد يرغب بالمشاركة في "المسرحية الانتخابية" التي يهندسها المرشد علي خامنئي.

وكتبت الصحافية مريم شكراني التي تعمل لصحيفة "شرق" على صفحتها في منصة "إكس" الثلاثاء الماضي، أن بعض المراسلين في الحملات الانتخابية حصلوا على مبالغ مالية تزيد على نصف مليار تومان (900 دولار أميركي)، كما وعدوهم بمناصب وامتيازات في المستقبل القريب.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات