Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزمة مع إيران… هل تحل بالردع والتفاوض أم بتغيير النظام؟

ناقش وزراء وسفراء وخبراء سبل المواجهة في مؤتمر "متحدون ضد إيران نووية"

على الرغم من تنوع الآراء وتعددها بين الوزراء والسفراء والمسؤولين والخبراء، الذين شاركوا من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط في مؤتمر "متحدون ضد إيران نووية"، إلا أن هدفاً واحداً جمع شملهم. وهو الحيلولة دون تمكن إيران من الحصول على أسلحة نووية، وما يرافق ذلك من مغامرات طائشة تثير التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، في سياق سعي النظام الإيراني إلى بسط نفوذه في المنطقة والتدخل في شؤون الدول الأخرى.

طريق واحد أم طرق متعددة؟

المؤتمر الذي عُقد في نيويورك، الأربعاء، بالتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، شهد بعض التباينات، وإن توحدت الأهداف. ففي حين اتفق وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مع غالبية المشاركين في أن إيران لا تستجيب إلا للقوة، وأنه من المهم أن تصطف دول العالم لمواجهة تهديدها السلم والأمن الدوليين، إلا أن البعض اختلف مع وجهة النظر الأميركية التي تسلك عدة طرق في وقت واحد، وتتمثل في مواصلة "الضغوط القصوى" بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران والتهديد بالرد العسكري من دون الاضطرار إلى الدخول في حرب، ومن دون العمل على تغيير النظام الحاكم في طهران.

وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، وسفير البحرين في واشنطن، الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة، وعدد آخر من المسؤولين والخبراء، اعتبروا أنه لا فائدة من النظام الإيراني الذي يجب تغييره. إذ تساءل الجبير عن جدوى التفاوض مع نظام يحاول دائماً استهداف جيرانه وإثارة الفوضى في المنطقة، مؤكداً أن العالم لم يرَ منذ الثورة الإيرانية عام 1979 سوى الدمار والموت من إيران، التي تعد دولة خارج القانون نظراً إلى أنها تنشط في أفريقيا من خلال عمليات تبييض الأموال وتهريب المخدرات وتدعم حزب الله في لبنان، الذي أنشأ خلية العبدلي في الكويت بغرض التفجير وهز الاستقرار. كما تدعم الحوثيين في اليمن من دون أن تنشئ مشروعاً تنموياً واحداً هناك، على الرغم من أنها استفادت من الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، ووفر لها مليارات الدولارات.

أما سفير البحرين في واشنطن، الشيخ عبد الله بن راشد، فقد أكد في المؤتمر، الذي حضرت "اندبندنت عربية" فعالياته ومناقشاته المحتدمة، أن العودة إلى التفاوض مع إيران أمر غير مقبول بسبب الهجمات والتحريض الذي تمارسه، مشيراً إلى أن البحرين كان ستصبح مثل لبنان، في إشارة إلى الانقسام الطائفي، إلا أنها نجحت في تجاوز ذلك من خلال التحول من النظام الأمني إلى النظام الاجتماعي وتوسيع برامج الهوية الوطنية في المدارس.

الرهان على العقوبات

هذا التوجه أكدته سيغال ماندلكير، وكيلة وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية. إذ قالت إن الإيرانيين ينفقون أموالهم على الجماعات الوكيلة الموالية لها في الشرق الأوسط، بدلاً من إطعام الشعب الإيراني الذي يعاني من أثر هذه العقوبات.

وعلى الرغم من اعتراف المسؤولة الأميركية بأن العقوبات الاقتصادية قد تستغرق وقتاً مثلما حدث مع معمر القذافي في ليبيا وسلوبودان ميلوسيفيتش في صربيا، فإنها أوضحت أن نظام العقوبات ضد إيران يختلف كثيراً عن هاتين التجربتين، نظراً إلى أنه أقوى برنامج يجرى اتباعه. كما أنه يمتد إلى الأذرع الإيرانية من حزب الله إلى حركة "حماس" وحتى إلى عناصر مالية لحزب الله في أفريقيا وأميركا الجنوبية.

ولهذا تأمل ماندلكير أن تؤدي العقوبات إلى فتح الباب أمام المفاوضات.

الدفاع عن الحلفاء والأصدقاء

عضو البرلمان الأوروبي، رادوسلو سيكورسكي، الذي سبق له أن شغل منصب وزير خارجية بولندا، قال لـ"اندبندنت عربية" إنه من الضروري تشكيل تحالف من الأصدقاء ليكون خط الدفاع الأول ضد أي هجوم، مثل تلك الهجمات الأخيرة على السعودية والهجمات ضد السفن في مياه الخليج. وفي حال الدخول في مفاوضات جديدة مع إيران، يجب أن تطلع الدول الحليفة في المنطقة على تفاصيلها كافة، معبراً عن أمله في أن يتمكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من إحراز تقدم رائع في المفاوضات، إذا تمت بالفعل.

وأشار سيكورسكي إلى أن الإعلان الصادر عن بريطانيا وألمانيا وفرنسا بشأن الهجمات الإيرانية الأخيرة يُعد بمثابة اعتراف بالحقيقة، مشيرا إلى عدم ارتياح الدول الأوروبية بعدم تقيد والتزام طهران الشروط والحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، ما يعني أن الأوروبيين يخسرون.

وكان سيكورسكي قد دخل في مناظرة مع مايكل سينغ، المدير الإداري لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حول أفضل السبل للتعامل مع الأزمة الحالية مع طهران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي حين طالب سينغ بمزيج من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد إيران للدفع بالنظام الإيراني نحو الزاوية قبل إطلاق مفاوضات جديدة مع إيران ومناقشة قضايا أخرى حول النفوذ الإيراني في العراق ولبنان وسوريا واليمن، طالب سيكورسكي بالتعامل بحذر، لأن وضع الإيرانيين في الزاوية قد يدخل الجميع في مرحلة خطرة لأنه عندها لن يكون لدى النظام الإيراني ما يخسره. كما شكك سيكورسكي في إمكانية تغيير النظام بهذه الطريقة، حيث سيفعل الإيرانيون كل ما لديهم للبقاء في السلطة. وقارن الوزير البولندي السابق هذه الحالة مع نظام فيديل كاسترو في كوبا وكيف تحدى العقوبات الأميركية لعشرات السنوات.

في المقابل، أوضح سينغ أنه عندما لا تردع عدوك فإنه سيعمل على التصعيد، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تكسب تعاوناً من إيران أو هدوءاً عقب الاتفاق النووي، بل على العكس من ذلك تماماً. إذ ازدادت تدخلات إيران الإقليمية.

وأضاف سينغ أنه لا خطأ في التفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة، مؤكداً أن التفاوض لا يتعارض مع سياسة الردع طالما أنهما سيسيران بشكل متوازٍ. كما أكد أنه إذا تعاونت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في مسألة العقوبات الدبلوماسية، فإن ذلك سيؤدي إلى عزل إيران التي تحاول تقليل سيادة الدول المجاورة لها.

وأضاف سينغ أن أكبر أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما أنه لم يشرك الحلفاء الإقليميين في النقاش حول الاتفاق، وعبّر عن اعتقاده بأن ترمب سيوفر لهم مقعداً على مائدة التفاوض.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات