Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يسخر من إجراءات عزله… هل يخاطر الديمقراطيون بحظوظهم الانتخابية؟

لا يحظى إنهاء مهام الرئيس قبل انتهاء ولايته بشعبية بين الأميركيين

سخر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، من السبب الذي استند إليه خصومه الديمقراطيون لفتح تحقيق رسمي في الكونغرس بهدف عزله من منصبه، وهو مطالبته في اتصال هاتفي نظيره الأوكراني بالتحقيق بشأن منافسه جو بايدن.

وقال ترمب، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، "عزلٌ من أجل هذا؟ إنها نكتة!".

وأضاف أنّ المحادثة الهاتفية بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي كانت "رائعة"، وأنّه لم يضغط بتاتاً عليه.

ووعد الرئيس الأميركي باعتماد "كامل الشفافية" في ما خصّ عميل الاستخبارات، الذي أخطر مرؤوسيه بمضمون هذه المكالمة الهاتفية.

وقال "كنّا سنقوم بذلك على أيّ حال، لكنّني أبلغت جميع أعضاء مجلس النواب بأنّني أؤيّد تماماً شفافية المعلومات المتعلّقة بما يسمّى المُخبر".

لكن سرعان ما شنّ ترمب هجوماً مضاداً، مطالباً بأن تكون هناك شفافية أيضاً بشأن "جو بايدن وابنه هانتر" في ما يتعلّق "بملايين الدولارات التي تم إخراجها بسرعة وسهولة من أوكرانيا ومن الصين عندما كان نائباً للرئيس".

وطالب ترمب أيضاً بـ"الشفافية من جانب الديمقراطيين الذين ذهبوا إلى أوكرانيا وحاولوا إجبار الرئيس الجديد"، زيلينسكي، على "فعل أشياء" باستخدام "تهديدات".

ويتوقع أن تشهد القضية تطورات جديدة، الخميس، في جلسة الاستماع في الكونغرس لرئيس إدارة الأمن الوطني جوزف ماكغواير، الذي كان امتنع أولاً عن الإبلاغ بالفضيحة التي كشفها مخبر يعمل في الاستخبارات الأميركية.

شكوى مقلقة

وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي أعلنت، الثلاثاء، أن المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بدأ التحرك رسمياً لإطلاق إجراءات مساءلة ترمب، ووجه ستاً من لجانه للبدء في تحقيقات حول تصرفاته.

وأفاد موجز للمحادثة الهاتفية بين ترمب ونظيره الأوكراني، في يوليو (تموز) الماضي، نشرته الإدارة الأميركية، الأربعاء، بأن ترمب طلب التحقيق فيما إذا كان بايدن أوقف تحقيقاً مع شركة يعمل فيها ابنه، قائلاً "ثمة حديث كثير عن نجل بايدن وعن أن بايدن أوقف التحقيق، ويريد أناس كثيرون أن يعرفوا المزيد عن هذا الموضوع، لذلك فإن أي شيء ممكن أن تفعلوه مع النائب العام سيكون رائعاً".

وقال العضو الجمهوري في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي بن ساس إنه توجد "أمور مقلقة حقاً هنا"، في إشارة منه إلى الشكوى، التي تقدم بها المخبر. وهو موقف فريد بالنسبة إلى أعضاء الحزب الجمهوري.

في المقابل، أبلغ زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الصحافيين بأن الشكوى "مقلقة للغاية… توجد حقائق كثيرة للغاية يتعين التحقق منها".

وقال النائب الديمقراطي آدم شيف إن ترمب تحدث في الإتصال الهاتفي "كما لو أنه زعيم مافيا". وأضاف "ماذا قدمتم لنا؟ قدمنا الكثير لكم لكننا لم نر في المقابل ما يكفي. أريد أن أطلب منك أن تسدي لي خدمة". وتابع "ما هي الخدمة؟ بالتأكيد الخدمة هي أن تجري تحقيقات بشأن خصمه السياسي، تحقيقات حول عائلة بايدن".

الانتخابات الرئاسية

لكن بإطلاق إجراءات عزل ترمب تدخل البلاد في معركة داخلية شرسة قد تشمل مخاطرها ترمب والديمقراطيين على السواء. والأكيد أن البلاد ستشهد حالة شلل سياسي مع نهاية ولاية الرئيس الحالي، والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وعلى الرغم من مسارعة ترمب، الثلاثاء، إلى القول إنه سيستفيد من هذه الإجراءات في معركته الانتخابية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 سعياً إلى ولاية رئاسية ثانية، واعتبار حملته أن الديمقراطيين الذين كانوا يسعون إلى "تهدئة قاعدتهم اليسارية والمتطرفة والغاضبة" سيدفعون نحو حالة من "الاستقطاب" داخل قاعدة الجمهوريين ليمنحوا بذلك الرئيس الأميركي "فوزاً ساحقاً"، إلا أن كريستوفر ارترتون، الأستاذ في جامعة جورج واشنطن، يقول لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "من الصعب تصور كيف يمكن أن تكون قاعدة ترمب معبأة أكثر". إذ إن هذه الإجراءات قد تدفع أيضاً إلى تعبئة قواعد الديمقراطيين.

ذلك أن ترمب، الذي فاز عام 2016 بفارق بسيط لم يتجاوز عشرات آلاف الأصوات، لم يتمكن من تعزيز قاعدته "الوفية والصلبة"، المحدودة، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، فيما يبدو أنه "يخشى فعلاً" من إجراءات العزل، وفق الباحث جون هوداك في مركز بروكينغز للتحليل.

وإذا كان من غير الواضح لماذا يعتقد الرئيس الأميركي أنه سيستفيد إنتخابياً من هذه الإجراءات، فإن الديمقراطيين في المقابل قد يتلقون ضربة في السباق إلى البيت الأبيض بسبب عدم ميل الأميركيين، وفق إستطلاعات الرأي، إلى الموافقة على إجراءات العزل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبما أن مجلس الشيوخ بأكثريته الجمهورية لن يتخلى على الأرجح عن ترمب، فإنه سيتمكن من القول قبيل الانتخابات الرئاسية إنه قد ربح حرب العزل التي شنت ضده. عليه، يفضل الديمقراطيون الاستعجال في الإجراءات كي لا تسيطر على الحملة الرئاسية. لكن من المرجح ألا تنتهي التحقيقات قبل مطلع عام 2020 على أقرب تقدير. ما يعني أن الكلمة الأخيرة، في الوصول إلى البيت الأبيض، ستكون لدى الناخبين المعتدلين.

ويقول هوداك لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "في حال اقتنع الناخبون الوسطيون بأن هذا التحقيق ليس سوى مهزلة سياسية، فسيدفع عندها الديمقراطيون الثمن" خلال الانتخابات المقبلة.

في المقابل، يقول دونالد فولفنسبرغر، خبير الشؤون البرلمانية في مركز ويلسون، إن "مسألة العزل ستسيطر على الحدث حتى نهاية السنة" الحالية، لكنها "عام 2020 ستصبح مسألة ثانوية".

أزمة في أوكرانيا أيضاً

أثار نشر مضمون الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأميركي والأوكراني ردود فعل حادة في أوكرانيا أيضاً. إذ وصفها البعض بـ"العار" على كييف، بسبب انصياعها لواشنطن، على حد قولهم.

وكتب النائب المعارض والموالي للغرب فولوديمير أرييف، الذي كان قريباً من الرئيس السابق بترو بوروشنكو ويتواجه مع السلطات الحالية، على صفحته على فيسبوك، "ترمب وضع زيلينسكي في موقف سيء جداً".

وأضاف أن الرئيس الأوكراني "وعد" فعلياً محادثه بإجراء تحقيق حول خصمه السياسي (بايدن) عبر التدخل في عمل القضاء والمجازفة بتقويض الدعم المقدم لكييف "من قبل الحزبين" الديمقراطي والجمهوري.

وقال النائب ميكولا نياجيتسكي، الموالي لبوروشنكو، إن الرئيس الأوكراني يستحق أن "يُقال"، بسبب ما أعلنه من عزم على التحكم بالمدعي العام.

وكتبت الصحافية ناستيا ستانكو على فيسبوك "عار"، بينما قالت سونيا كوشكينا، رئيسة تحرير "ال بي. أو آ" وهو موقع إخباري، "حزن". وكتبت أن "ترمب يتصرف كما لو أن كل شيء مباح له والآخر ينصاع" بلا اعتراض، مؤكدة أن هذا أمر "غير مقبول" من قبل رئيس دولة.

ورأى يفغن ماغدا، مدير معهد السياسة العالمية في كييف، أن النص يدل على أن زيلينسكي، وهو حديث العهد في السياسة وانتخب في أبريل (نيسان) الماضي، "لا يملك أي فكرة حول فن التفاوض أو القانون الدولي".

لكن ماركيان لوبكيفسكي، وهو سفير سابق، قال إن "الرئيس تصرف بطريقة سليمة".

من جهة أخرى، سألت النائبة السابقة الموالية للغرب فيكتوريا فويتسيتسكا "كيف يمكننا التباحث مع فرنسا وألمانيا بعد ذلك؟"، في إشارة إلى جزء من الحوار اتهم فيه ترمب الأوروبيين، خصوصاً فرنسا وألمانيا، بعدم تقديم الكثير لأوكرانيا، ورد زيلينسكي "إنني متفق معك ألف في المئة". وأضاف الرئيس الأوكراني، الذي يرأس بلداً يعتمد إلى حد كبير على المساعدة الغربية، "أنت محق تماماً". وأشار إلى أنه تحدث مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "وقلت لهما إنهما لا يقومان بما عليهما فعله"، خصوصاً بشأن العقوبات الغربية على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم ودعمها الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات