ملخص
يستعد المنتخب الإسباني للخوض في الوحل أمام إيطاليا التي ستلعب كما لو كانت ترتدي زياً من تصميم جورجيو أرماني لكنها لا تمانع أن تتسخ إذا تطلب الأمر.
عندما يلتقي منتخبا إيطاليا وإسبانيا في "غيلسنكيرشن" اليوم الخميس فإنهما سيكتبان فصلاً جديداً فيما تطور ليصبح التنافس الأكثر شراسة في تاريخ بطولة أوروبا لكرة القدم.
إسبانيا وإيطاليا أكثر منتخبين جمعتهما مواجهات مباشرة في بطولات "يورو" إذ يتواجهان للمرة الثامنة منذ 1960.
وستكون أيضاً النسخة الخامسة على التوالي التي يلتقي فيها الفريقان وجهاً لوجه في بطولة أوروبا.
بدأت تلك المسيرة الرائعة في 2008 حين تفوقت إسبانيا، التي فازت في النهاية باللقب، على إيطاليا في دور الثمانية وامتدت هذه السلسلة إلى ست مباريات إذ التقيا مرتين في بطولة 2012 بما في ذلك المباراة النهائية في ذلك العام التي فازت بها إسبانيا أيضاً.
وعلى مدى التاريخ الرياضي للبلاد، نظر المشجعون الإسبان بعين الحسد إلى إيطاليا التي فازت بأربعة ألقاب في كأس العالم بينما نافس منتخب إيطاليا نظيره الألماني على الهيمنة الأوروبية.
وكتب الصحافي خافيير دي باز فرنانديز في موقع "إل كونفيدنسيال" الإسباني، "السيل الذي لا ينتهي لبعض أفضل لاعبي الوسط في التاريخ يمنحهم دائماً اليد العليا، وهي صخرة حطمتها إسبانيا مراراً وتكراراً".
لكن من بين ألقاب بطولة أوروبا الثلاثة التي فاز بها البلدان خلال النسخ الأربع الأخيرة ذهب اثنان إلى إسبانيا مما يؤكد صعودها بوصفها قوة عظمى في كرة القدم كللتها بالتتويج بطلة للعالم في 2010.
وفي آخر مواجهة بينهما ببطولة أوروبا، هزمت إيطاليا منتخب إسبانيا في مباراة مثيرة قبل نهائي نسخة 2020 التي انتهت بركلات الترجيح على ملعب "ويمبلي".
وسدد فيدريكو كييزا كرة قوية في مرمى أوناي سيمون قبل أن يتغلب ألفارو موراتا على جيانلويجي دوناروما من مسافة قريبة ليحقق التعادل (1-1).
وأهدر موراتا وداني أولمو ركلات ترجيح وتأهل "الأزوري" إلى النهائي ليفوز على إنجلترا أيضاً بركلات الترجيح.
وفي مواجهة دور الـ16 في 2016، انتصرت إيطاليا مرة أخرى عندما سجل المدافع جيورجيو كيليني من مسافة قريبة وسدد غراتسيانو بيليه في الشباك في اللحظات الأخيرة لتفوز (2 - 0).
لكن في أهم لقاء بينهما في جميع المسابقات، انتصرت إسبانيا في نهائي بطولة "يورو 2012" عندما سحق فريق المدرب فيسنتي ديل بوسكي إيطاليا بنتيجة (4 - 0) في كييف.
بدأ ديفيد سيلفا مهرجان الأهداف بضربة رأس بعد تمريرة عرضية من سيسك فابريغاس، ثم جعل خوردي ألبا النتيجة (2 - 0)، وحسم هدفان متأخران سجلهما البديلان فرناندو توريس وخوان ماتا فوز إسبانيا الذي يعد أكبر انتصار في نهائي بطولة أوروبا.
وكان لقب بطولة أوروبا هو الثاني على التوالي الذي تفوز به إسبانيا التي توجت بطلة للعالم في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
وبغض النظر عن النتيجة لن تكون الأخطار كبيرة على المنتخبين إذ فازت إسبانيا وإيطاليا في مباراتيهما الافتتاحيتين ضد كرواتيا وألبانيا على الترتيب ويبدو أنهما في وضع جيد للتأهل إلى الأدوار الإقصائية، لكن إذا احتلا المركزين الأول والثاني في المجموعة ربما يلتقيان مجدداً في النهائي في برلين في الـ14 من يوليو (تموز) المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وربما تكون إيطاليا حاملة لقب النسخة الماضية "يورو 2020" قد فازت في المباراة الافتتاحية بالبطولة الحالية بأسلوب هجومي غير متوقع، لكن إسبانيا لا تشعر بالانزعاج كما يقول مدربها لويس دي لا فوينتي.
وأوضح دي لا فوينتي أن فريقه لا يستعد لمواجهة فريق جيد، ولكنه يستعد بدلاً من ذلك لشيء أقرب ما يكون لخوض معركة ضارية.
وقال دي لا فوينتي في مؤتمر صحافي "نحن مستعدون للخوض في الوحل... جاهزون لكل شيء".
"نحن نعرف نوعية كرة القدم التي يلعبونها ومدى قدرتهم التنافسية، لذلك لن نشعر بالمفاجأة، أتوقع إيطاليا وهي تلعب بقوة وشراسة وتحاول السيطرة على الكرة".
"إنها المباراة الأكثر أهمية في دور المجموعات، نلعب كل مباراة من أجل الفوز ولا أعرف كيف أخطط لخوض مباراة".
وبعد فوزها على كرواتيا بنتيجة (3 - 0) في المباراة الافتتاحية، تقاسمت إسبانيا صدارة المجموعة الثانية مع إيطاليا، وإذا تفوق أحد الفريقين فسيتأهل مباشرة إلى دور الـ16 متصدراً للمجموعة.
وتتذيل كرواتيا وألبانيا الترتيب برصيد نقطة واحدة لكل منهما بعد تعادلهما (1-1) أمس الأربعاء.
وأقر دي لا فوينتي بأن فريقه يلعب أيضاً بأسلوب كروي مختلف في ألمانيا عما يتوقعه المشجعون.
ومع نهج أسرع وأكثر مباشرة مقارنة بأسلوب اللعب القائم على التمرير من لمسة واحدة والاستحواذ على الكرة الذي جعلهم يتوجون أبطالاً لأوروبا عامي 2008 و2012 وكذلك بكأس العالم عام 2010، يعتقد دي لا فوينتي أن نسخة 2024 من كلا الفريقين متشابهة للغاية في طريقة اللعب.
وقال دي لا فوينتي "نحن نتشابه إلى حد كبير، إنهم أيضاً تشكيلة لا تزال قيد التطوير، مع كثير من اللاعبين الشباب ومدرب جديد يتسم بالتنافسية الشديدة في أسلوبه، وعندما أراهم أشعر كأنني أنظر إلى أنفسنا في المرآة".
"إنهم فريق صاعد يتمتع بعقلية جماعية جيدة للغاية، ستكون مباراة متوازنة للغاية بين فريقين تقليديين".
"إنها مباراة تقليدية في كرة القدم، مواجهة يمكن أن تصبح بسهولة نهائي بطولة أوروبا أو كأس العالم".
وعلى رغم عدم رغبته في الكشف عن تشكيلته، قال دي لا فوينتي إن لاعب الوسط رودري والقائد ألفارو موراتا، وهو الثنائي الذي أصيب أمام كرواتيا "في حال ممتازة وعلى استعداد للعب ضد إيطاليا".
وعلى الجانب الآخر قال مدرب المنتخب الإيطالي لوتشيانو سباليتي إن فريقه يستعد لمواجهة إسبانيا بأناقة كما لو كان يرتدي زياً من تصميم جورجيو أرماني لكنه لا يمانع أن يتسخ إذا تطلب الأمر.
وأضاف سباليتي رداً على سؤال في شأن ما إذا كانت مواجهة إسبانيا ستختبر قدرته على منح إيطاليا هوية جديدة بعد أقل من عام على توليه المهمة "نرتدي (زياً من تصميم) جورجيو أرماني وجورجيو أرماني معروف في أنحاء العالم".
"سنرتدي الزي نفسه، سنحاول أن نقدم الأداء نفسه، بالطبع نريد أن نلعب بطريقتنا ونختبر قدراتنا أمام أحد أقوى الفرق... سنكون حاضرين بهندام حسن لكننا مستعدون لأن نتسخ إذا تطلب الأمر".
وقلبت إيطاليا تأخرها بهدف هو الأسرع في تاريخ البطولة لتهزم ألبانيا (2 - 1) في المباراة الأولى.
وأخفقت إيطاليا في التأهل لكأس العالم 2022 بعدما غابت عن النسخة السابقة، ويعمل سباليتي على بناء فريق بحلة جديدة بعد توليه المسؤولية خلفاً لروبرتو مانشيني الذي رحل لتدريب السعودية.