Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤشرات إيجابية حملت عبد المهدي إلى جدة للبدء في ترتيبات الوساطة بين السعودية وإيران

أوروبا تشجع بغداد على دورها وواشنطن متفهمة وبلدان المنطقة مرحبة

كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة في بغداد أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عرض خلال زيارته المفاجئة إلى المملكة مقترحاً للوساطة بين السعودية وإيران، ووصل عبد المهدي إلى السعودية في زيارة فاجأت المراقبين في توقيتها، إذ تمت بعد حوالى 24 ساعة من عودة رئيس الوزراء العراقي من الصين.

وفي بيان مقتضب، أفاد المكتب الإعلامي التابع لرئيس الوزراء العراقي بأن عبد المهدي وصل إلى مدينة جدة والتقى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وأكدت المصادر أن عبد المهدي عرض على الملك سلمان مقترحاً أن تستضيف بغداد لقاء يحضره مسؤولون رفيعو المستوى من السعودية وإيران، للنظر في فرص التوصل إلى اتفاق لنزع فتيل التوتر في المنطقة.
وتستند الحكومة العراقية إلى مؤشرات عدة، في توقعاتها بشأن إمكانية اندلاع مواجهة مسلحة بين إيران والولايات المتحدة في أي لحظة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الهجوم الصاروخي

وآخر هذه المؤشرات الهجوم الصاروخي الذي طاول مبنى السفارة الأميركية في بغداد، حيث نُسب إلى جماعات عراقية مسلحة موالية لإيران، وإعلان التحالف الدولي للحرب على تنظيم داعش التزامه بحماية المصالح الأميركية في العراق. وتضيف المصادر أن عبد المهدي لا يحمل في جعبته الكثير من الأفكار، إذ إن المبادرة العراقية للوساطة صيغت في ظرف عاجل، مشيرة إلى أن الهدف الأول للحراك العراقي هو ترتيب لقاء بين السعوديين والإيرانيين، بصرف النظر عن الأجندة التي سيناقشها.

الحراك العراقي

وتفسر المصادر عودة العراق إلى تجربة فكرة الوساطة، بعد فشلها قبل حوالى شهرين عندما تبناها الرئيس العراقي برهم صالح، بأن الظروف كانت مختلفة، إذ إن انحدار المنطقة السريع نحو احتمالات المواجهة، يمثل مصدر قلق كبير في بغداد. ولم تتوافر معلومات مؤكدة بشأن تواصل عبد المهدي مع طهران لجس نبضها بشأن الوساطة، قبل توجهه نحو الرياض، لكن مراقبين يعتقدون أن الحراك العراقي في حال كتب له النجاح في السعودية، فإنه سينجح في إيران حتماً.

وتؤكد المصادر أن "رئيس الوزراء العراقي يتحرك بتفاؤل"، على أمل أن ينهي حالة القلق التي تهيمن على بغداد. ووجد العراق نفسه في مواجهة اتهامات دولية تتعلق بإمكانية استخدام أراضيه لمهاجمة منصات الطاقة السعودية في 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، ما رفع حالة التوتر في بغداد.

وللحظة، عقب الهجوم على المنشآت السعودية، ظنّ كثيرون في بغداد أن الرد قد يشمل العراق، لكن العاصفة مرت في ما يبدو.

الحرب... خيار غير مناسب

ويقول مقربون من عبد المهدي إن رئيس الوزراء العراقي يعتقد أن انتظار اندلاع الحرب، ليس خياراً مناسباً في هذه اللحظة، لذلك يؤثر التحرك، على الرغم من عدم وجود ضمانات لنجاح مساعيه. وترى وسائل إعلام عراقية أن عبد المهدي سيدعو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الإيراني حسن روحاني إلى عقد لقاء في بغداد، لكن مصادر الخارجية العراقية تستبعد هذا السيناريو حالياً، مفضلة الحديث عن إمكانية تنظيم لقاء دبلوماسي يجمع بين ممثلين عن طهران والرياض.

ويقول عبد الهادي المهودر المسؤول الإعلامي في مكتب عبد المهدي، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى السعودية "أعادت للعراق الفرصة مجدداً أن يكون لاعب التهدئة الأبرز في المنطقة والوحيد الذي يمتلك علاقات مع جميع أنظمتها السياسية ومعارضاتها، ويحتاج إليه الجار العربي كما التركي والفارسي في أزماتهم المشتعلة في سوريا واليمن والخليج"، مشيراً إلى أن الدور الذي يلعبه العراق حالياً "تعشقه أوروبا الخائفة جداً من الحرب، وتتفهمه أميركا وترحب به إيران والسعودية على حد سواء".

مفترق طرق

وتابع أن "المنطقة اليوم وصلت إلى مفترق طرق بين اتخاذ قرار الحرب أو قرار السلم"، مضيفاً أن "السعودية لم تتهم إيران مباشرة بقصف أرامكو لأن الاتهام المباشر يوجب عليها الرد الفوري والدخول في الحرب، تماماً مثلما لم نتهم إسرائيل بقصف الأراضي العراقية، فماذا بعد الحرب غير الرد والحرب وماذا بعد الحرب؟".

أضاف المهودر "كل المعطيات تشير إلى أن وقت المناورات والتهديدات انتهى، ومن يريد الحرب فهذه الساحة مفتوحة والمبررات جاهزة والنتائج باتت معروفة وملموسة لمس اليد، وخيار السلم أيضاً بات جاهزاً لمن لا يريد الدمار والذهاب في طريق اللاعودة". وخلص إلى القول "نحن الآن بانتظار إطلاق قرار الحرب أو قرار السلم، وخيار السلم صعب ومرّ أيضاً، لكن تجرّعه أهون الشرين لمن أدرك شر الحرب الشاملة".

سياسة العراق الخارجية

وفي تطور ربما يعكس أهمية دور بغداد في تهدئة الأزمة الإقليمية القائمة، أعلن وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم أن بلاده دعيت من قبل الولايات المتحدة لـ "تقديم ملخص عن سياسته الخارجية نحو دول الخليج في اختتام اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والأردن".

وقال الحكيم إنه "استعرض وجهة نظر الحكومة العراقية تجاه القضايا والتحديات في المنطقة"، مشيراً إلى أن "أولويات العراق هي الحفاظ على الأمن الإقليمي، والسلم الدولي، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وتنمية التجارة البينية بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، علاوة على العلاقة المتميزة بين العراق وجيرانه من غير العرب، إيران وتركيا".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي